كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟
أتخيّل أنّ التعليم بدون الشكل التقليديّ للمدرسة سيكون ممتعًا أكثرَ، ومليئًا بالبحث والاكتشاف. إنّ حصر التعليم بمكانٍ مُحدّد، وكأنّه مكان مقدّس لا تستطيع ممارسة طقوسك التعليميّة خارج أسواره، شيء مقيت، فالشارع والسوق وكلمات الأغاني والكتب المستلقية على أرصفة الشوارع، والكثير الكثير من ما يتوفّر حولنا، أهمّ وأعظم من المدرسة وكتبها الكئيبة.
كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟
أنا شخص لا أؤمن بالتعليم عبر الإنترنت، تفيد اللقاءات عن بُعد أحيانًا، ولكن تبقى تجربة التعليم الوجاهيّ أفضل، مع نجاح الأولى بنسبةٍ معينةٍ، ولكنّ تبادل التعابير والايماءات والانفعالات يُعتبر جزءًا لا يمكن تجاهله أثناء عمليّة التعليم.
اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟
المنهاج: محتوى الكتب، بالإضافة لطريقة العرض المُملة والباهتة من ناحية المعنى والفكرة، كمن يسبح في بركة سباحة مليئة بالأوساخ، وشاطئ البحر يبعد عنه بضع أمتار. في مادّة اللغة العربيّة، على سبيل المثال، لا توجد قصائد مختارة في الكتاب تحبّب الطالب في الشعر، ولا موضوع تعبير يجبر الطالب على الكتابة وهو مستمتع، بالإضافة إلى الأخطاء في المعلومات، خصوصًا في الدروس التي تحمل معلومات علميّة، مثل التلوّث أو ما شابه.
برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟
الموسيقى اليوم تُعامَل كنوعٍ من أنواع الطبّ العلاجيّ، وتُوظَّف لعلاج الكثير من الأمراض النفسيّة، ولكنّ المدارس ما زالت، حتى هذه اللحظة، تتعامل مع هذه الموادّ كموادّ ثانويّة، بل تستثنى في كثير من المدارس، مع من وجود كثير من الأفكار التي تفتح المجال أمام دمج الموسيقى والفنون في التعليم، مثل تلحين قصيدة، واستخدام الدراما في التعليم.
إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟
أنا أقيّم طلّابي على رفضهم للمنهاج، وكيفيّة تعاملهم مع المنهاج، وعلى إنجازاتهم الأدبيّة والفكريّة والبحثيّة خارج حدود الحصّة والمدرسة. نتناقش كثيرًا ونبحث كثيرًا، وصاحب الحجّة الأقوى، والبحث الجيّد هو صاحب الحظّ الأوفر في التقييم.
كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟
أنا أحاول كلّ يوم دمج جميع الأحداث في حصّتي، أدمج المسلسلات والأغاني ونشرات الاخبار، وأبحث عن مادّة مرئيّة أو مسموعة من أيّ مجال لدمجها في الحصّة، وذلك حتّى لا ينسلخ الطالب عن واقعه، فما فائدة أيّ علم في الدنيا إذا كنّا مغيّبين عن الواقع وما يدور من حولنا من أحداث.
ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟
أحبّ أن أشاهد الدهشة على وجوههم، وأتمنّى أن يغادر الطلّاب المدرسة وهم يمتلئون بالحبّ والشغف والبحث والمعرفة.
من هو الطالب المُلهم؟
هو الطالب الذي يخلق أسئلة من كل شيء، ولا يقبل بأيّ إجابة عابرة، ودائم البحث، والمليء بالشغف.
كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟
اركضوا وراء العلم لا وراء العلامة.
إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟
اختار إسبانيا.
لأنّها تشكّل جزءًا مهمًّا من ثقافة وتاريخ العالم العربيّ، وكذلك، لوجود أشهر نوادي كرة القدم فيها، وهذا مهمّ بالنسبة للطلّاب بهذا العمر، إلى جانب جمال طبيعتها، وجمال الموسيقى واللغة الإسبانيّة. وكذلك لأنّها ستكون فرصة لربط أحداث مسلسل "ثلاثيّة الأندلس"، سيناريو: وليد سيف، وبين الزيارة الواقعيّة للحضارة الإسبانيّة.