شادي عماري- مرشد تربويّ- قطر
شادي عماري- مرشد تربويّ- قطر
2022/07/29

كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترى مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

أعتقد أنّ مستقبل المدارس كمكانٍ جغرافيّ ستقلّ أهمّيّته في المستقبل، وبالتالي، سيأخذ التعليم عن بُعد حيّزًا أكبر شيئًا فشيئًا. هناك الكثير من المزايا للمدرسة الحاليّة، ولكنّها لم تتطوّر أو يتغيّر شكلها منذ زمن طويل، وتقريبًا، في الحياة عمومًا، تغيّر كلّ شيء إلّا المدارس، فهي ما زالت تحتفظ بشكلها الأساسيّ من طلبة في صفّ دراسيّ، ومعلّم وبعض الإضافات البسيطة. ومن هُنا، لا بدّ من إعادة النظر في شكل التعليم، خاصّة في منطقتنا العربيّة.

 

كيف تصف تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

التعليم عن بُعد فرصة عظيمة نحو المهارات التعليميّة الإلكترونيّة، مع وجود سلبيّات مُعيّنة يمكن حلّها في المستقبل. أمّا التعليم الوجاهيّ فيعزّز المهارات الحياتيّة الطبيعيّة.

 

اختر شيئًا واحدًا تودّ تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

أعتقد يجب أن نعمل على جعل الموادّ الدراسيّة أكثر تشابكًا، فشموليّة التعليم ضرورة نابعة من كون الإنسان كائن متكامل.

 

برأيك، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

قيم الجمال وروح الأمل والرفاه النفسيّ تُعزّزها الفنون والموسيقى، وبالتّالي، لا تعليم بدون الفنّ والموسيقى. وكمرشدٍ تربويّ، لا أستطيع مُمارسة مهمّاتي الإرشاديّة دون اللجوء للإرشاد عن طريق الدراما مثلًا.

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

أعتقد أنّ المقابلة والملاحظة والتطبيق العمليّ يجب أن تسبق أيّ نوع من أنواع الامتحانات. ربّما نستطيع ملاحظة أنّ الكثير من خرّيجي المدارس، من الحاصلين على نتائج عالية، يُعانون في الحياة العمليّة الواقعيّة. هُنا، نستخلصُ أنّ كثرة المعلومات ومعرفة المادّة الدراسيّة بشكلها التقليديّ لا تُقدّم بلادنا إلى الأمام، فهناك مئات الدراسات الجامعيّة والكثير من التوصيات ما زالت على الرفوف ولم تُستخدَم، وباعتقادي، يجب أن يكون التقييم أوسع بكثير من الامتحان، ولا بدّ أن يتضمّن كافّة المجالات، بما فيها الرياضة والموسيقى والفنون.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

من الأفضل أن يمثّل تعليم مهارات الحياة جزءًا أساسيًّا من التعليم.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّ أن تراه على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّ أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

الابتسامة والشعور بالسعادة الناجم عن الإنجاز. العلاقة مع الطالب من أهمّ جسور النجاح؛ إذا شعر الطالب بمودّة المعلّم وحرصه على مصلحته، سيكون سعيدًا. وكذلك، يمثّل الاحترام المُتبادل جزءًا مهمًّا من العمليّة التعليميّة، فعندما يجتمع الاحترام والمودّة والعلاقة المهنيّة الحازمة المرنة، يشعر الطالب بالارتياح ويعبر عنه بالابتسامة والراحة، وهُنا يبدأ الإنجاز. 

 

من هو الطالب المُلهم؟

الطالب الذي يسأل باستمرار.

 

كصديقٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

أن يهتمّ الطالب بجوانب الحياة المُختلفة، العقليّة والجسديّة والروحيّة والنفسيّة، فلا يوجد جانب يفوق الآخر في الأهمّيّة.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختار؟

إسبانيا. أعتقد أنّ هذا البلد له جماليّة خاصّة، ويعبّر بشكلٍ فريدٍ عن اختلاط الحضارات. هذا من منطلق أنّ الرحلات تشكّل ثقافة عارمة لا تزوّدها المدرسة نفسها، لذا، فإنّ اختيار المكان مهمّة ليست بالسهلة. وأخيرًا، أعتقدُ أنّ السّفر يُعزّز العلوم الحياتيّة، ما يُعزّز، بطبيعة الحال، أُفقًا ورؤية أوسع للعلوم وللعمليّة التعلّميّة بشكلها العامّ.