زينب علي حمود- معلّمة لغة إنجليزيّة- لبنان
زينب علي حمود- معلّمة لغة إنجليزيّة- لبنان
2024/01/04

لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

 بالنسبة إلى البيئة السائدة في مجتمعنا، وخصوصًا من الناحية التربويّة الحديثة، قد نشاهد سهولة الذكاء المبرمج في تيسير عمليّة نمو السلوك والدماغ عند الأطفال، فقد تكون صورة التعليم أسهل مع اتّباع تقنيّات متطوّرة مبرمجة بطريقة حديثة عبر الإنترنت ليتمكن الطالب من الوصول إلى المعلومة بطريقة أسرع. لو كنت طالبة اليوم، سأرغب في اتّباع أسلوب التدريس الحديث، المبرمج إلكترونيًّا بالمنهج الواضح، وبالصور والأبحاث والتجارب اللغويّة الذكيّة، عن طريق الأجهزة الإلكترونيّة، لتخفيف عبء المعلومات المكدّسة.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

قد نعتبر، نحن الأهل أو المؤسّسات التعليميّة، أنّ هناك بعدًا بين المهارات الاجتماعيّة والمعارف العلميّة. إذ يعتبر الأهل أنّ همّهم الأساس في التدريس، كسب العلامات. وهنا نقع في الخطأ، فمجرّد التوفيق بين المتعلّم والبيئة الحاضنة اجتماعيًّا، نكون قد عملنا على بناء شخصيّة بارزة للتلميذ، تسمح له ببناء مهارات وإبداع في مجاله العلمي. وعلى هذا الأساس، يسعى الكادر التعليميّ الى هيكلة نشاطات توعية للأهل والبيئة الحاضنة، كملجأ أساس للإبداع في مختلف المجالات التي تدعم المتعلّم مستقبليّا في سعيه لمعرفة ذاته.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

 المعلّم كان ولا يزال، البناء الأوّل في حياة كلّ طفل أو راشد يسعى لسلوك درب الحياة، برغم السيطرة الواضحة للمنهج الحديث عبر الذكاء الاصطناعيّ. على المعلّم التكيّف مع هذا التطوّر، وربط أسلوب درس الطالب أو كسب منهجيّات جديدة بالتكنولوجيا، مع الاحتفاظ بالأسس البارزة لحضوره في حياة المتعلّم؛ أي يسهّل وصول المتعلّم إلى المعلومة عبر هذا الناشط الجديد المسمّى بالذكاء الاصطناعيّ، من غير أن يلغي دور المعلّم في مساعدة المتعلّم على اختيار السبل الآمنة والصالحة من هذا الذكاء.

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

الإشراف التربويّ هندسة إنسانيّة اجتماعيّة تدعم المعلّم لكي يكتفي علميًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا. يعمل هذا الإشراف على مساعدة الهيكل التعليميّ بأكمله، من إدارة ومعلّمين وطلّاب، كعمل تعاونيّ لاكتساب أهداف جديدة وتحقيقها. وعليه أن يمنح المعلّمين في البداية، الطمأنينة، وأن يتابعهم ويرشدهم في سعيهم لتخطّي أيّ هنّات قد يمرّوا فيها خلال مسيرتهم التعليميّة، ليتمّوا عملهم مع أجيال سيتمّ تخريجها.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

في ظلّ هذه تنوّع المجتمعات واختلاف البيئة، يجتمع الطلّاب في مدرسة واحدة، وربّما تقع الخلافات. يقوم الأهل بالدور الأهمّ في تربية الأطفال منذ البدايات، على احترام الاختلاف والتنوّع. وتأتي المساعدة من البيئة الثانية، المدرسة والمعلّمة في العمل، بإدخال نشاطات تساعد الأولاد على حثّ مفهوم المشاركة والمحبّة والفهم للمختلف.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

هناك سلبيات وإيجابيّات للعمل التكنولوجيّ المتطوّر. تكمن حسناته في تطوير المناهج وتحسين أداء المعلّمين ومحتوى التعليم. أمّا سلبيّاته فأساسها تكلفته الباهظة على الأهل، وتراجع التفاعل بين المعلّم والطالب.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

الأهل هم الداعم الأساس، وعليهم متابعة أولادهم وحثّهم على الاجتهاد والمثابرة، وأن يتماشوا مع ما يكتسبه أبناؤهم من مهارات تعليميّة، للتدخّل عند أيّ تقصير أو صعوبة تعليميّة قد يلاحظونها، ويتعاونوا مع المعلّم وقت الحاجة.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

نشهد منذ بداية اللغة وترجمة الحرف، أنّ الكتاب يعتبر المنهج الأوّل لربط العلاقة بين الأستاذ والطالب، ولا داعي لإلغاء "قدسيّته" حتّى في ظلّ هيمنة مناهج حديثة ذكيّة.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

يجب أن يكون الدوام المدرسيّ جزئيًّا، أي لا يتجاوز الأربع ساعات، لكي يتمكّن الطالب من ترسيخ المعلومات وتفعيلها ما بين الدماغ والسلوك.

 

صِفي لنا تجربتك في التعليم مُستخدمًا عنوان رواية من الأدب العربيّ أو العالميّ، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

أريد أن أعبّر عن إعجابي بكتاب الدكتور ناصر بن سعود، والذي تكلّم فيه عن أخلاقيّات مهنة التعليم، وعن التربية والأخلاق. وقد أشار إلى أنّ الأخلاقيّات هي الطاقة المتوقّدة التي تقود التغيّر نحو مشاعل التطوير. وعليه، فإنّ الوعي التربويّ بمعايير أخلاقيّة تساعد المعلّم على كسب ودّ الطالب، وعلى جعل المعلّم مرجعًا له، وأيقونة له في دراسته. أعتبر هذا الكتاب الحجر الأساس لمهنة التعليم.