زياد خدّاش- معلّم كتابة إبداعيّة- فلسطين
زياد خدّاش- معلّم كتابة إبداعيّة- فلسطين
2021/04/20

كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟ 

كلُّ تعليم بدون مدرسة هو مفيد، وضروريّ. المدارس طريقة جاهزة للإجهاز على الروح، ولا أفهم التعليم عن بعد أبدًا، المُعلّم ليس صوتًا فقط إنّه حركةٌ، ومسرحٌ، وانفعالاتٌ، وتحديقٌ صافٍ في العيون.

 

ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟ 

نصيحتي للمُعلّم الجديد هي: المُعلّم الرائع هو الممثّل الرائع، كُن ممثّلًا.

 

ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟

الدهشة هي: سؤال طالب اسمه رام في مدرستي الأولى فجأةً بينما أنا نائمٌ في الصفّ: "أستاذ ليش فش فصل خامس؟"

الدهشة هي: إجابات الطلّاب المفاجئة.

 

ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟

مصادر إلهامي إجابات الطلّاب الصافية الخالية من الفذلكة، إجابات بيضاء بلا ذاكرة، وبلا هدف سوى أن تقولَ ما تشعر به.

 

من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟ 

الطالب المتميّز هو الذي قال لي مرّةً وهو يغادر إلى مدرسة أخرى: "أستاذ يا ريتك ما علّمتنا، أنت ظالم، خليتنا نشمّ ريحة الخبز الشهيّ بعدين تركتنا".

 

حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟  

المعلّم الملهم هو رجل كهل يمشي ببطء يوقفه بحماسة رجل كبير بشوارب وخجل ويقول له: أستاذ أنا محمّد، إنت علّمتني في السادس بتتذكّرني؟ أنا عمري ما بنساك.

 

ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟

الموقف الذي أندم عليه هو أنّني فصلتُ المتأخّرين في اللّغة العربيّة عن المتقدمين، وسمّيتهم "الآخرون"، ويحدث كثيرًا أن يوقفني طالبٌ يعرّفني على نفسه: "أستاذ، كيفك أنا أمجد من "الآخرون" في الصفّ".

 

برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟

علاقة المعلّم المبدع مع الإدارة مُهمّة جدًّا، تجربتي الشخصيّة تقول: إن تمردي على أُطر المدرسة لم يكن لينجح لولا "التواطؤ" الرائع للمدير ياسر قصراوي الذي بات صديقًا مقرّبًا لي، وشاركني حضور مهرجانات تربويّة وعالميّة.

 

ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟

أودُّ لو أمحو كلَّ شيء في المدرسة، وأترك شيئًا واحدًا: الشغف.

 

ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟  

الكتاب الذي جنّنَ قلبي، وعقلي هو: "تقرير إلى غريغو" لنيكوس كازانتزاكيس. هذا الكتاب أقرأه باستمرار من أيّ صفحة.

هذا الكتاب لمسَ بقوّة ظلماتي.