زهور عقل- معلّمة لغة عربيّة- لبنان
زهور عقل- معلّمة لغة عربيّة- لبنان
2022/03/11

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم تكن هُناك مدارس؟ وكيف ترين مستقبل المدرسة كمكانٍ؟

في الحقيقة، المدرسة هي البيت الثّاني للطّالب، فهي تعلّمه وتربّيه وتساهم مع الأهل في تشكيل ذاته، يمضي ربع حياته تقريبًا فيها ويبني معها أحلى الذكريات، فالتعليم، برأيي، بلا وجود مدرسة، سيكون كالطعام بلا وجود ملح فيه.

أما عن مستقبل المدرسة كمكانٍ، فمع ما مرَّ وسيمرّ من ظروف أو حروب أو أوبئة أو كوارث، أرى أنه لا مناص للمحافظة على وجودها كبناء مقدّس يُقدّم للتلميذ التعليم الأسمى والتربية الأبهى.

 

كيف تصفين تجربة التعليم الحضوريّ/ الوجاهيّ، بعد تجربة التعليم عن بُعد؟

التعليم الحضوريّ فيه روح؛ شعرت خلاله كأنّي أُمّ طلّابي الروحيّة، يشاركوني أفكارهم وأشاركهم، يَطرحونَ عليّ أسئلة عن الحياة، مع أنّها خارج سياق الدرس لكنها داخل سياق واجبي كمربّية، فأجيب عليها، يطلبون نصائح فأعطيهم، ويغبطني أنهم يأخذون بنصائحي.

أصبحت أُمًّا لتلاميذي، في أحد المرات خلال تجربتي الأولى في التعليم الخصوصيّ والحضوريّ، وبينما كنت أعطي درسًا ضمن مجموعة من الطلّاب، استوقفتني أحد تلميذاتي الحبيبات وقالت لي: “آنستي هل أستطيع أن أناديك ماما؟"، بصراحة صدمت مع فرحة لم تسعني، لم أدرِ ماذا فعلت كي أستحق أن تناديني ماما.

أمّا التعليم عن بُعد فربما مشكلته الأساسيّة هي محدوديّة الوقت، والعمل على مختلف الأصعدة لتسهيل إيصال الفكرة إلى التلميذ، فيلهينا هُنا التعليم عن التربية.

 

اختاري شيئًا واحدًا تودّين تغييره في تعليم اليوم؟ لماذا؟

سأغيّر الروتين في التعليم والابتعاد عن (الحفظ البصم)، أي إيجاد طرق تعليم حديثة وتغيير برامج التعليم بما يتناسب مع العصر، وتخفيض ساعات التعليم.

 

برأيكِ، كيف يُمكن توظيف الفنون أو الموسيقى في التعليم؟

عبر تغيير البرامج ودمج الفنّ بمواد التعليم، وتشجيع الطلاب على الولوج إليها، والتعمّق فيها عبر إقامة المسابقات والجوائز.

الفنّ يُضفي روحًا إلى الدرس، فيصبح الشرح أوضح والفكرة أبسط عبر الرسم واستخدام الألوان، مثلًا، في الموادّ العلميّة، وأيضًا في التعبير في الموادّ الأدبيّة، على غرار تسجيل القصائد على نسق أغنيّة، وإسماعها للتلاميذ كي يسهل حفظها.

أيضًا جعل الرسم والموسيقى مادّة للدرس، وتوظيف الكفاءات في هذا المجال، والتشجيع على دراسة هذه الموادّ من خلال إقامة المسابقات: أجمل رسمة، أجمل قصيدة مغنّاة، أجمل لحن...

 

إذا طُلب منك ابتكار طريقة جديدة لتقييم الطلبة، ماذا ستكون هذه الطريقة، وعلى ماذا ستعتمد؟

سأعتمد طريقة تشجّع قيام كلّ طالب بمشروع يتحدّث عن موضوع الدرس وعرضه على الرفاق في الصفّ، سواء كان هذا المشروع كتابًا صغيرًا، أو power point، أو حتى فيديو عَمِلَ الطالب عليه.

 

كيف يُمكننا توظيف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم؟

توظّف تفاصيل الحياة اليوميّة في التّعليم من خلال إقامة مجموعات، ضمن الصفّ، للبحث والمشاركة في الدرس، سواء شرحه أو إيضاحه أو إعطاء أمثلة عنه من تجاربهم المأخوذة من تفاصيل حياتهم.

بمعنى آخر تحويل التعليم إلى تعلّم وتدريب، عبر استعمال أساليب التعليم الحديثة وإدخال التكنولوجيا، أعني أن يطرح المعلّم موضوع الدرس قبل شرحه بعدّة أيّام، وتقسيم الطلّاب إلى مجموعات للبحث عن تفاصيل هذا الموضوع في حياتهم، مثلًا والتقاط الصور وجمع المعلومات وطرح الأفكار وتحويلها إلى power point، مثلًا، لعرضه في الصفّ.

 

ما هو التعبير الذي تُحبّين رؤيته على وجوه الطلبة؟ وكيف تحبّين أن يكون شعورهم وهم يغادرون المدرسة؟

أحبّ أن أرى على وجوه الطّلبة نظرة المحبّة والرضى، وطبعًا الفهم والرغبة في المشاركة في الصفّ.

أحبّ أن يشعروا وهم يغادرون المدرسة كشعورهم حين يتركون البيت، أنهم مع مغادرتها اليوم متشوّقون للعودة إليها غدًا، ربما لرؤية المعلّمة التي يفضّلون، أو لمنافسة الزملاء في الصفّ، واللعب معهم في الملعب...

 

من هو الطالب المُلهم؟

الطالب الملهم هو في الحقيقة كل طالب دخل المدرسة وقال لي صباح الخير آنسة زهور. كلّ لديه معركته التي يحاول أن ينتصر بها، ويزهو بانتصاراته مهما كانت صغيرة بالنسبة للآخر، لذلك كلّ طالب لديّ يُلهمني مهما كان مستواه، ومن واجبي أن أجد نقاط ضعفه وأقويها، هكذا يأتي إلهامي.

 

كصديقةٍ، ما هي نصيحتك المُتكرّرة للطلبة؟

رسم حلم والعمل على تحقيقه وعدم الاكتراث للظروف، فبالإيمان بالله وبالإرادة والعزيمة والمثابرة يتحقق المستحيل.

حياة بلا أحلام هي حياة بطعم الموت.

 

إذا طُلب منك اختيار وجهة الرحلة السنويّة لطلّابك، أيّ مكان تختارين؟

عمليًّا لن أختار أنا، بل سأجري استفتاء طلّابي، وستكون وجهة الرحلة حسب رأي الأغلبيّة.

أما رأيي أن تكون الرحلة إلى مكان تاريخيّ، ليتعرّف الطلّاب إلى تاريخ بلادهم وليزيدوا من ثقافتهم، ثم إلى مدينة الملاهي، التي لا تمرّ الرحلة بدون المرور إليها.

Tags