خمس طرق تجعل التعلّم أولويّة الطلّاب
خمس طرق تجعل التعلّم أولويّة الطلّاب

كريستال فرومرت

 

عندما يُعيد المعلّمون إجراء الاختبارات لطلّابهم، ويُغيّرون الطريقة التي يُعِدُّون بها العلامات، يركّز الطلّاب على المهارات التي يكتسبونها، وليس على العلامات التي ينالونها.

يدخل طلّابي إلى الفصل الدراسيّ، في المدرسة الإعداديّة والثانويّة، مُتلهّفين ومنجزين واجباتهم المدرسيّة بالكامل، وهم على استعداد لطرح أسئلة الفهم، غير راغبين في نيل علامة على عملهم، إذ أنجزوا مهمّاتهم في سبيل التعلّم... ثمّ أستيقظ من هذا الحلم الجميل.  

في الواقع، يتحقّق الطلّاب عادةً من علاماتهم في الإنترنت باستمرار، ويطرحون أسئلة حولها، من مثل: 

  • - كم درجةً تُخصَم إذا نسيت بعض الوحدات؟ 
  • - كم درجةً تُخصَم على التهجئة؟ 
  • - ما الذي يُمكنني فعله لنيل الدرجة الأعلى؟

بعد أن أمضيتُ عقودًا على هذا النحو في فصول الرياضيّات، بدأتُ أفكّر في كيفيّة إسهام تصرّفاتي في بناء ثقافة الهوس بالعلامات لدى الطالب، وشعرتُ بالحرج من الاعتراف بأنّني كنتُ أمتدح الطلّاب على علاماتهم بدل مجهودهم وتحسّنهم، بل كنتُ أركّز في اجتماع أولياء الأمور، بشكل عام، على الدرجات التي نالها الطلّاب بدل التركيز على مدى تعلّمهم.

وجدتُ عددًا من المعلّمين في مدرستي يشاطرونني سأمي من هوس التركيز على العلامات، وقد تشاركنا معًا الاستراتيجيّات والموارد التي ساعدتنا في التقليل من الاهتمام بالعلامات في فصولنا الدراسيّة، على الرغم من أنّه كان لا يزال يتعيّن علينا تقديرُها. ومن هذا المنطلق، أجرينا خمس تعديلات من شأنها أن تنأى بثقافة الفصل الدراسيّ عن العلامات.

 

5 تعديلات لجعل ثقافة الفصل الدراسيّ في منأى عن العلامات

 

  1. - عدِّل أسلوب كلامك مع الأطفال وأولياء الأمور:

عندما كان يفقد أحد الطلّاب حماسه لإنجاز أحد الفروض، كنتُ أوجّه إليه تهديدات، من مثل: "عليك إنجازه لأنّني سأضع عليه علامة!"، أمّا الآن فأدلي، بدل ذلك، بعبارات تشجيعيّة، من مثل: "لقد أبليتَ حسنًا في تبسيط الجذور، إنّني أتطلّع إلى اعتماد طريقة لتطبيق هذه المهارة وفق مُبرهَنَة فيثاغورس؟ هل تنجح هذه الطريقة معك دائمًا؟ بالطبع لا. فإدراك أسلوب كلامي الذي ركّزتُ فيه على التعلّم عِوض النتائج، أدّى إلى تغيير ثقافة صفّي الدراسيّ. كما عدّلتُ أسلوب الكلام مع الأهل، إذ أصبحتُ أرسل إليهم بريدًا إلكترونيًّا أو أتّصل بهم بشأن معلومات حول المفاهيم أو المهارات التي كان يُظهرها طفلهم، بدلاً من التركيز على العلامات. وإذا تعرّضتُ للضغط لأبوح بدرجة أحدهم، فأجيب، "نال ديفون درجة 35 من أصل 42 في تقييمه الأخير، وأوصيه بأن يتدرّب على أداء العوامل الأوليّة ليكون مستعدًّا بشكل أفضل في الفصل الآتي". ربّما يكون هذا الأمر خُدعة حسابيّة، ولكن مَنْح علامة 35 من أصل 42 يقلّل من التركيز على التقصير غير المُبرّر الذي قد يُصاحب نيل العلامة المتدنية.

 

  1. - أخِّرْ تقدير العلامة:

صادفتُ هذه الفكرة لأوّل مرّة في منشور ضمن مُدوّنة "كريستي لاودن" حول كيفيّة حثّ الطلّاب على إيلاء المزيد من الاهتمام حول ملاحظات المعلّمين، بدلًا من العلامات. تقول لاودن: "أخّرْ تسليم التقدير الفعليّ لينصبّ تركيز الطّالب على الملاحظات بدل العلامة". لقد جرّبت هذه الاستراتيجيّة بمساعدة أحد مُدرّسي الرياضيات، حيث وضعنا في فصولنا الدراسيّة العلامات المعتادة والملاحظات الموجزة على الاختبارات، لكنّنا لم نُسجِّل أيّ خصم للدرجات أو أيّ علامة في الاختبار نفسه، وحين وزّعنا أوراق الاختبارات على الطلّاب، طلبنا منهم النظر فيها وإجراء التصحيحات، ولم نناقش الدرجات، إثر مساعدتهم في إجراء التصحيحات، وإنّما اكتفينا بمناقشة المفاهيم والتعقيبات. أثار هذا الأمر غضب الأطفال في البداية، ولكن مع مرور الوقت بدأوا يركّزون على أدائهم الفعليّ، وكنت أجتمع مع كلّ طالب بمفرده، بناءً على طلبه بعد يوم واحد، في حال أراد معرفة علاماته، إذ تبقى مسألة تعيين العلامات مطلبًا دراسيًّا.

 

  1. - قلّل المخاطر:

تشير الأبحاث إلى أنّه لا ينبغي أبدًا تقدير الواجب المنزليّ أو التقييم التكوينيّ، فمعظم المعلّمين الذين أعرفهم يضعون علامات على الواجبات المنزليّة المنجزة، وبالنسبة لي فقد تجاوزتُ ذلك قبل بضع سنوات، إذ احتفظتُ بسجلّ لمن كان يقوم بواجبه المنزليّ، بغية عرضه في اجتماع أولياء الأمور، وشدّدتُ على أنّ الواجب المنزليّ كان فرصة للممارسة والاستكشاف. ولتقليل الضغط بشكل أكبر، قرّرتُ إلغاء العلامات المتدنّية التي ينالها الطلّاب في اختبار كلّ نصف عام دراسيّ، حيث يضع ذلك حدًّا للكثير من القلق والبكاء.

 

  1. - وفّر عمليّات إعادة الاختبار:

إنّني من أشدّ المعجبين بمدونة "ستار ساكستين"، حيث تكتب كثيرًا عن تقدير العلامات المستندة إلى المعايير، وقد أشارت في منشور حديث لها إلى أنّ "الاختبارات وغيرها من الوضعيّات" التي اعتُمدت "لن تُحقّق لدى الطلّاب أفضل النتائج، بسبب ضيق وقتها وارتكازها على الحفظ". اعتدنا في مادّة الرياضيّات في مدرستي الثانويّة على سياسة إعادة الاختبار في نصف العام الدراسيّ، لتحلّ درجته محلّ العلامة الأدنى التي نالها الطالب في اختبارات سابقة. فإذا لم يكن لدى مدرستك سياسة إعادة اختبار، فادْعُ إلى اتباع إحداها، أو أبدِع في فصلك الدراسيّ طرق إعادة الاختبار من أجل التعلّم، لا من أجل استبدال العلامة.

 

  1. - اِسمح بالتقييم الذاتيّ:

غالبًا ما أسمع احتجاجًا، كوني مدرّسًا في المرحلة الثانويّة: "إذا لم نمنح العلامات التقليديّة، فهل نُعدّ الطلّاب للدراسة الجامعيّة؟" بطبيعة الحال، لا يمكننا التنبّؤ بما سيواجهه أطفالنا في التعليم ما بعد الثانويّ، ولكن يبدو أنّ هناك توجّهًا نحو "عدم تقدير العلامات" لدى بعض أساتذة الجامعات. وأشار مقال صدر عام 2019 إلى أنّ هناك "أسبابًا تربويّة وجيهة لـعدم تقدير العلامات، وردت في نتائج المقال، تشير إلى أنّ العلامات تلعب دورًا عرضيًّا في التحفيز، وتُقلّل من الاستمتاع بالتعلّم، وتزيد من مخاوف الفشل، بالإضافة إلى أنّها ليست بالضرورة مقياسًا جيّدًا لتعلّم الطلّاب. واستنادًا إلى أبحاث أخرى، فقد تبيّن أنّ الطلّاب عرضة دائمًا للتفاقم المفرط".  

يمكن للمعلّمين مواجهة بعض هذه الآثار الضارّة للعلامات من خلال تحميل الطلّاب مسؤوليّة تقييم أنفسهم. فعندما تُكلّف الطلّاب بإنجاز مشروع وفق نموذج تقييميّ، اطلب منهم تعبئة النموذج الخاصّ بهم، ثم خصّص دقيقة للاجتماع معهم لمناقشته. في بعض الأحيان، يكون تقديرهم لعلاماتهم أقلّ من تقديراتك لها، وهي بداية رائعة لمحادثة مفيدة، بالإضافة إلى ذلك، يجعل التقييم الذاتيّ الطلّاب يتحمّلون مسؤوليّة تعلّمهم، ويُعزّز مهاراتهم ما فوق المعرفيّة. 

توقّفتُ، في أحلامي، عن تقدير علامات الطلّاب، وكانوا ينجزون فروضهم بفرح من أجل مُتعة التعلّم الخالصة. ولكن في الواقع، تُحدّد العلامات، مهما كانت سيّئة، وفترات التدريب، ومراتب النجاح والتفوّق. ومع ذلك، يُمكننا، كمعلّمين، أن نكون مُبدعين داخل حجراتنا الدراسيّة لجعل العلامات أكثر دقّة وأقلّ إجهادًا، ولجعل التعاون أساس تقديرها.

 

Originally published (June 30, 2021) on Edutopia.org. [5 Ways to Help Students Focus on Learning Rather Than Grades] was translated with the permission of Edutopia. While this translation has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may therefore differ from the authentic text. In cases of doubt the authentic text should be consulted and will prevail in the event of conflict.