حسين علي محمود- معلّم لغة إنجليزيّة- العراق
حسين علي محمود- معلّم لغة إنجليزيّة- العراق
2023/01/20

برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

  • - مراعاة الفروق الفرديّة بين التلاميذ

يختلف التلاميذ من حيث مستوى فهمهم للموادّ العلميّة المختلفة، وينبغي تقبُّل جميع القدرات والمواهب ورعايتها، والتعرّف إلى الفروق بين التلاميذ، ومقابلتها بالكثير من الأمثلة والخبرات المتنوّعة. كما أنّ الاختلافات بين التلاميذ ترجع، أيضًا، إلى اختلاف الذكاء في ما بينهم.

  • - تنويع التدريس

كونهُ يتطلّب مشاركة إيجابيّة من قِبل التلاميذ في عمليّات التخطيط، واتخاذ القرارات وعمليّات التقييم. ومفتاح عمليّة تنويع التدريس يتمثّلُ في استخدام المعلّمين المرن للأنشطة التعليميّة، ولطرق تنظيم الدروس والمحاضرات.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟

يُعرَّف التعليم عن بُعد بأنّه مجموعة عمليّات إجرائيّة، لنقل المعرفة إلى المُتعلِّم في موقع إقامته أو موقع عمله، بدلًا من حضوره شخصيًّا في المؤسّسة التعليميّة. كما يجب أن يخضع هذا النوع من التعليم إلى عدّة شروط وضوابط، منها التخطيط والتوجيه والتنظيم من قبل المؤسّسات التعليميّة.

أثبت التعليم عن بُعد في فترة جائحة كورونا أنّه بمثابة حلّ مثاليّ يُمكن الاعتماد عليه، ليس فقط من أجل استمراريّة التعليم، ولكن من أجل الحفاظ على صِحَّة الطلّاب والمعلّمين خلال فترات العزل الاجتماعيّ والحجر الصحّيّ. وباعتقادي، لإدامة جودة هذا التعليم هناك شروط يجب الأخذ بها:

  • - صناعة مُحتوى رقميّ تعليميّ عالي الجودة.
  • - التواصل والتعاون.
  • - تحليل وتقييم النتائج.
  • - توفير مصادر لإجراء البحوث اللازمة.

 

كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

عن طريق تنمية اهتمام ودافعيّة التلاميذ، وجعلهم يشتركون في تعلُّم الدروس بنشاط. وتنمية مهاراتهم والعمل على تطويرها وزيادة فاعليتها. وأخيرًا، تحفيزهم على مواصلة التعلُّم والمعرفة بالاعتماد على زيادة الأنشطة والتمارين الإيجابيّة.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

لا، وذلك لأنّ المعلّم الناجح يجب أن تتوفّر فيه صفات وسمات معيّنة، منها:

  • - أن تكون لديه أهداف واضحة، فالعمل ضمن خطّة واضحة، ومنهاج سليم مع لمسة من الإبداع، يشكّل ضرورة قصوى.
  • - ينبغي أن يعرف متى يستمع إلى طلابه، فلا يجوز أن يكون مستبدًّا في الفصل، وأن ينصت لهم ولا يجعلهم يتحكّمون في أجواء الدرس بشكلٍ مستمرّ.
  • - يجب أن يتوقّع من طلّابه تحقيق النجاح، فالطالب يحتاج إلى من يثق في قدراته ومواهبه، ويحفّزه ويشجّعه في مسيرته الدراسيّة.
  • - ينبغي أن يتكيّف مع احتياجات الطلّاب، فالتواصل معهم، والتقرّب منهم، سيعطيه فكرة عن الطرائق والوسائل التي ستساعده في تعليمهم، ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

لا شكّ أنّ التعليم الإلكترونيّ مهمّ ومفيد، وهو اليوم متوفر في أغلب مدارس العالم وجامعاته، لكن هناك بعض المعوقات، أو الشروط، لإنجاح هذه التجربة الفريدة وإدامتها.

إنّ توفّر التكنولوجيا عامل أساس لنجاح فكرة التعلّم الإلكترونيّ، فكل من توفّر الأجهزة وشبكة الإنترنت وسرعة الإنترنت يُعدّ تحدّيًا بذاته، أو مجتمعًا مع الأخريات؛ فقد يتوفّر للطالب، أو حتى المعلّم، الجهاز، إلّا أنّه قد لا تتوفّر لديه خدمة إنترنت أساسًا، وإن توفّرت فقد تكون بطيئة، أو ربما بحزمة غير كافية لتغطية عروض الفيديو والموادّ ذات الحجم الكبير. وباعتقادي، يجب أخذ هذه الشروط بعين الاعتبار من قبل الجهات المعنيّة.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

في المحاضرة يوجد عشرات الطلبة يتلقّون العلم نفسه، وفي الوقت نفسه، ومن خلال معلّم واحد، إلّا أن مستوى الاستيعاب يختلف من طالب إلى آخر، بسبب معدّل الذكاء والفهم.

وبالنسبة إلى عامل الحبّ والشغف، فهذا سبب رئيس ومحور التعلّم؛ إذ ليس هناك أي وسيلة أو قوّة تجبر أي شخص على التعلّم بالإكراه. يختلف معدّل التميّز في الموادّ الدراسيّة من طالبٍ إلى آخر وفقًا للمادّة، فهناك أشخاص مبدعون في اللغات، وهناك من هو مبدعٌ في الرياضيّات، بينما هناك من هو متميّز في المهارات البدنيّة. والأمر ينطبق على الموادّ الأخرى، وكلّ ذلك يعود إلى شغف الطالب بالمادّة، ما يجعلهُ يتعمّق في أدقّ تفاصيلها، ويبدع بذلك.

إنّ موضوع تحفيز الطلبة يفتح أمامهم أفقًا جديدًا وخيالًا واسعًا، قد يكتشف الطالب نفسه من خلاله، وهي وسيلة يستطيع المربّي أو المعلّم من خلالها إيجاد طرق لدفع الطلبة إلى استكشاف شغفهم، وبالتالي إلى الإبداع.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

الزيّ الموحّد بمثابة الهويّة الشخصيّة، فهو يُحدّد هويّة الطالب ويحدّد شخصيّته، ويعلّم الانضباط، ويوحّد الغنيّ والفقير، ويلغي الفوارق المادّيّة. وهو أحد القوانين الصارمة التي تعلمنا الامتثال والالتزام، إذ يتعوّد التلميذ منذ الصغر على الأنظمة والقوانين والالتزام بها وتنفيذها، وذلك من خلال الالتزام الصارم بالزيّ المدرسيّ.

الزيّ الموحّد يضمن حدًّا معتدلًا من "الشياكة" المبالغ فيها من قبل بعض الطلبة، لأن هناك تفاوتًا كبيرًا بين أذواق الناس في اختيار الثياب، وقد تبدو اختياراتهم أحيانًا غير متلائمة مع طبيعة المكان. ويعدُّ الزيّ الموحّد طريقة لضبط هذا التفاوت، والحصول على حدود "الشياكة" المقبولة التي تؤثّر في صورة الطالب والمكان، إلى جانب توفير الكثير من الوقت والمال والجهد على أولياء الطلبة.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

الرفاه المدرسيّ عدّة أنواع، منها الرفاه الاجتماعيّ والعاطفيّ والنفسيّ. وهو يجب أن يتوفّر، بأنواعه، في المدرسة ليشعر به الطالب أو المتعلّم. ويكون ذلك ببناء بيئة محيطة تقوم على السعادة والأمان والراحة حتّى يتلذّذ بها المتعلّم (إن صحّ التعبير)، من خلال حبّه وتعلّقه بالمدرسة، بل حتّى بالمعلّم القدوة.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟

التطوير المهنيّ مجموعة من الاتّجاهات والسلوكيّات المرتبطة بطريقةٍ مباشرة مع تجارب الموظّف ونشاطاته، وهذا يُحدّد من خلال حياته الوظيفيّة. والتطوير المهنيّ عمليّة يحدّد فيها الفرد أهدافه واحتياجاته وقيمه ووظائفه المفضّلة، ويتعرّف أكثر إلى قدراته ومهاراته، لتحقيق طموحه وتنفيذ الأهداف التي يرسمها للمستقبل.

 

بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟

أن يتحلّى بالصفات الحميدة، وأن تكون لديه الكفاءة العلميّة اللّازمة، وأن يعمل على جذب الطلّاب إليه من خلال تهيئته للدرس، بالإضافة إلى معرفة اهتماماتهم العلميّة، وحديثه معهم كصديق يقرّبه منهم بشكلٍ كبيرٍ، وأن يبتعد عن العنف في تعامله معهم، فيكون لطيفًا صبورًا يُحضّر للدرس جيّدًا قبل شرحه لعرض المادّة الدراسية للطلبة بشكل جيّد، وكذلك المُساهمة في زيادة شغفهم للحصّة والمعلّم.