التطوير المهنيّ للمُعلّمين: ماذا بعد؟
التطوير المهنيّ للمُعلّمين: ماذا بعد؟
2022/08/06
أمجاد أبو هلال | مديرة تعليم إلكترونيّ- الأُردن

هل سيعود كلّ شيء إلى طبيعته؟ هل سيكون التعليم والتعلّم كما كان قبل جائحة كوفيد-19؟ وهل نحن، المعلّمون، على استعداد للعودة إلى طرقنا القديمة في التدريس؟

أسئلة عديدة نحتاج إلى أن نطرحها ونواجه أنفسنا بها، ونحنُ نُدركُ أن الأمور لن تعود إلى حالها كما كانت سابقًا. لقد وجد الطلبة أنفسهم يتعلّمون بطريقةٍ مُختلفةٍ، أزعجتهم في البداية، ولكنّهم، الآن، اعتادوا عليها تمامًا. فهل ستطلب، كمعلّم، من الطلبة الاحتفاظ بهواتفهم المحمولة في المنزل؟ خصوصًا أنّك قد أجبرتهم على الدراسة من خلال هذي الهواتف؟ وألا تعتقد أن التحوّل المُفاجئ إلى دمج التكنولوجيا في التعليم، كان، بطريقةٍ أو بأُخرى، خطوة إلى الأمام؟ وما هو تأثير التكنولوجيا على طلبتك؟

لا أحد يُنكر مدى صدمة الانتقال إلى التعلّم عن بُعد دون إعداد مُسبق، ولكنّ برأيي، الجزء الممتلئ من الكأس كان اضطرارنا إلى هذا التحوّل، لأنّ هذه الخطوة لم نكن لنتّخذها طوعيًّا، خصوصًا أنّها تتطلّب منّا جميعًا الخروج من منطقة الراحة.

 

إنّ كلّ تغيير مفاجئ هو أمر مقلق نوعًا ما، ولكن بمجرّد المُضيّ فيهِ سرعان ما نبدأ بتعديل منهجيّات جديدة تُساعدنا لمُجابهة هذا التغيير، خصوصًا وأنّ المتعلّمون يتوقون للمزيد من الأنشطة العمليّة، والابتعاد عن المعرفة المُجرّدة، ويتطلّعون لأمثلة من الحياة الواقعيّة، ودروس مليئة بالألعاب، والمزيد من التعلّم المستقلّ، واستراتيجيّات للتفكير النقديّ.

إنّ الاستثمار في هذه العقول التوّاقة للتعلّم، يحتاج إلى كفايات مكثّفة للتعامل مع جميع التحديثات والتحدّيات في مجال التعلّم عن بُعد. وهذا ما يدعو لتعزيز التطوير المهنيّ للمُعلّمين، خاصّة في مجال مناهج واستراتيجيّات التدريس الحديثة، وأشكال التعلّم المتمازج، والعمل مع المنصّات الرقميّة، ورقمنة المحتوى، والتفاعل الافتراضيّ مع الطلّاب، والبقاء على اطّلاع على كلّ ما هو جديد في بيئات التعلّم. علمًا أنّ التطوير المهنيّ، من جانب آخر، يحتاج إلى مثابرة ودافع داخليّ للتعلّم والتطوّر.

 

لقد جاءت جائحة كوفيد-19 وسلّطت الضوء على أمور عديدة والتي من ضمنها الحاجة الماسّة إلى التطوير المهنيّ. إذًا، نحنُ بحاجة إلى العمل على تطوير أنفسنا من أجل تطوير قدرات طلبتنا، ومن هُنا، يتخلّق سعي المعلّم للحصول على التطوير المهنيّ المطلوب، ولكن كيف يُمكن القيام بذلك؟

يحتاج المعلّمون إلى البحث عن جميع أشكال دورات التطوير المهنيّ، ولكن كيف يمكنك، كمعلّم، معرفة أيّها أفضل بالنسبة إليك؟ والجواب سيأتي عبر إجابتك على الأسئلة التالية:

1. ما الذي تشعر أنه يحتاج إلى تطوير في مسيرتك؟
2. ما هي المجالات التي تحتاج إلى الدعم فيها؟
3. ما هي احتياجات الطالب التي تشعر أنك لا تستطيع إشباعها باستراتيجيّاتك وأساليبك الحاليّة؟
4. ما هي المهام التي عليك تأديتها في مؤسّستك التعليميّة، وتشعر أنك غير قادر على متابعتها بشكل مثاليّ؟

الإجابة على هذه الأسئلة سوف ترشدك حول ماذا وأين عليك أن تبحث عن مجالات تطويرك المهنيّة. وبالتّالي، تستطيع توجيه ذاتك لدورة معيّنة أو تخصّص مُعيّن، خصوصًا أنّ هُناك دورات عديدة مجّانيّة وذاتيّة التعلّم، ولكنّ بعضها الآخر يُعقد تحت إشراف مدرّبين متخصّصين، ولتحديد ماهيّة المساقات التي يجب عليك التسجيل بها، اسأل نفسك هذه الأسئلة الإضافيّة:

1. كم ساعة يمكنني توفيرها يوميًّا و/أو أسبوعيًّا لإعطاء الدورة حقّها؟
2. هل هناك مهام يجب تسليمها؟ وهل يمكنني القيام بذلك؟

وعند تقييم دورة تدريبيّة، سيكون من المفيد أخذ الأسئلة التالية بعين الاعتبار:

1. هل المحتوى واضح ومحدّد ومقدّم بشكلٍ جيّدٍ؟
2. هل الأفكار المطروحة قابلة للتطبيق في البيئات الصفّيّة؟
3. ما مدى وضوح اللغة المستخدمة؟

 

وكفكرة أخيرة، علينا جميعًا أن نعي أنّنا نُهيّئُ جيلًا لزمانٍ غير زماننا، لذا، علينا أن نبتكرُ طرقًا وأساليبَ مُختلفة تواكب متطلّبات العصر وطبيعة المتعلّمين، ذلك لمدّهم بأدوات ومهارات وكفايات توائم متطلّبات العصر الحديث.