ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟
ابني لا يحفظ بسرعة ولا يتذكّر، فما الحل؟

تمتُّع طفلك بذاكرة قويّة يبني لديه أساس تعلّم متين، في المدرسة وخارجها، حيث يساعده امتلاك ذاكرة قويّة على التفوّق بأدائه على أقرانه. لكنّ الذاكرة القويّة ليست مهارة تولد مع جميع الناس، فهي مثلها مثل أيّ مهارة أخرى، تحتاج إلى الممارسة والتطوير. 

في بعض الأحيان، قد تلاحظ على طفلك أعراض توحي بضعف ذاكرته، ولا سيّما في مراحل مبكرة من طفولته. الأمر الذي يخيفك من أن يؤثِّر ضعف ذاكرته في تحصيله الدراسيّ تأثيرًا سلبيًّا. يسلّط هذا المقال الضوء على أهمّ السبل التي يمكنك اتّباعها لتحسين مهارات التذكّر عند طفلك.  

 

كيف تعرف أنّ ذاكرة طفلك ضعيفة؟  

لا ينحصر ضعف الذاكرة بالصعوبة في تذكّر المعلومات، إذ تشمل المشكلة نواحٍ مختلفة تطال روتين طفلك اليوميّ. إليك أبرز علامات ضعف الذاكرة عند طفلك:  

  • - عدم القدرة على التركيز.
  • - الصعوبة في تنظيم الوقت وإدارته.  
  • - الصعوبة في التنقّل بين المهمّات.  
  • - استغراق وقت طويل قبل الإجابة عن الأسئلة الشائعة.
  • - الصعوبة في حفظ المعلومات الجديدة.

 

ما أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك؟ 

من الطبيعيّ أن تتساءل إن كان ضعف الذاكرة عند طفلك أمرًا طبيعيًّا ومؤقَّتًا، أم اضطرابًا يشير إلى مشكلة أكبر تستدعي التواصل مع مختصّ. في ما يلي مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تؤدّي إلى ضعف ذاكرة طفلك: 

الصدمات العاطفيّة

قد تنتج عن أيّ حادث اجتماعيّ تعرّض له طفلك، فأدّى إلى إصابته بصدمة ما. وبالتالي، من الممكن أن تؤثِّر في قدرته على التركيز والحفظ. 

الاضطرابات التنمويّة

كأن يكون الطفل مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، أو التوحّد، أو متلازمة داون، أو اضطراب اللغة التنمويّ.  

العادات الروتينيّة غير الصحّيّة

جلوس طفلك أمام الأجهزة الإلكترونيّة لساعات طويلة، يتسبّب بإصابته بفقدان التركيز والتبلّد الفكريّ وضعف الذاكرة.

كيف تساعد طفلك على تقوية ذاكرته؟

انطلاقًا من أسباب ضعف الذاكرة عند طفلك، يمكنك استشارة طبيب، أو اتّباع بعض الاستراتيجيّات البسيطة التي من شأنها اختبار قدرته على الحفظ بسرعة: 

تحفيز مهارات التصوّر الذهنيّ  

شجّع طفلك على إنشاء صورة في ذهنه لما قرأه أو سمعه للتوّ. على سبيل المثال، لنفرض أنّك طلبتَ إليه أن يرسم منزلًا بأربعة شبابيك، اجعله يتخيّل الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المنزل، ثمّ دعه يرسمه. عندما ينجح الطفل في تخيّل الأشياء، يصبح وصفه لها أفضل وأسهل. وبالتالي، يتذكّرها عقليًا، بدل الاكتفاء برؤيتها.  

كلّف طفلك بمهمّة الشرح 

قدرة طفلك على شرح معلومة ما تنطوي على فهمه وحفظه العميق لها. ولا نتحدّث هنا عن المعلومات الأكاديميّة فحسب، بل عن المهارات الجسديّة والفكريّة أيضًا. عندما يتعلّم طفلك مهارة ما، كلعب كرة التنس مثلًا، اسأله عن أساليبه وحيله في اللعب، وافسح له مجال شرحها شرحًا وافيًا. يتيح أمام طفلك تطبيقُ هذه الاستراتيجيّة في تعلّم المعلومات والمهارات الأكاديميّة وغيرها، الارتجالَ في العمل والبحث والحفظ، بدل تلقّيها بأساليب مملّة.  

جرِّب الألعاب التي يوظِّف فيها ذاكرته البصريّة 

هناك الكثير من الألعاب التي من شأنها أن تساعد الأطفال على تحفيز تركيزهم وتقوية ذاكرتهم البصريّة، مثل لعبة حفظ العناصر. تقوم هذه اللعبة على مبدأ اختبار قدرة طفلك على تذكّر الأرقام أو الرموز أو الصور المطبوعة على مجموعة من البطاقات، بعد عرضها أمامه وقلبها، لإعطائه فرصة محاولة التذكّر.  

بسّط لطفلك المعلومات

هل تساءلت يومًا عن سبب احتواء أرقام الهواتف والأرقام البنكيّة وأرقام الضمان الاجتماعيّ على فراغات بين كلّ مجموعة فيها؟ لأنّه من الأسهل أن تتذكّر مجموعات صغيرة من الأرقام، بدل تذكُّر سلسلة واحدة طويلة. وعليه، فقد تكمن مشكلة طفلك في ضخامة حجم المعلومات التي يجب حفظها. لذلك، بسّط المعلومات الكثيرة إلى معلومات أقلّ، حتّى يَسهُل عليه فهمها وتذكّرها بسرعة. 

القراءة بصوتٍ عالٍ 

لتفعيل حاسّة السمع أهمّيّة سيكولوجيّة وعصبيّة، تسهِّل على طفلك حفظ المعلومات بسرعة. وبالتالي، يعدّ تحفيزه على قراءة المعلومات بصوت عالٍ من أهمّ الاستراتيجيّات التي تنشِّط ذاكرته على المدى الطويل.  

ساعده على الربط بين الأشياء 

تساعد طفلَك طرقُ ربط المعلومات على حفظها ومقارنتها بمعلومات سابقة، وتذكّرها على نحو أفضل. كأن تجمع بين الأحرف الأولى لمعلومة ما، مثل كلمة "ناهيك" التي يدلّ كلّ حرف فيها على ضمير من ضمائر النصب في اللغة العربيّة. 

استخدم الموسيقى 

أدمغتنا مصمَّمة بطريقة تعيننا على تذكِّر الأنغام والأنماط الموسيقيّة أو القوافي. لذلك، يمكنك أن تجرّب تأليف أغنية تحوي المعلومات العلميّة، لمساعدة طفلك على حفظها بطريقة ممتعة وسهلة.  

استعن بطبيب 

عندما لا تنجح السبل السابقة في تنشيط ذاكرة طفلك، يمكنك الاستعانة بطبيب أعصاب لتشخيص المشكلة وعلاجها.

 

* * *

بناءً على ذلك، اعلم أنّ علاج المشكلة ليست دائمًا مسؤوليّتك وحدك، ولا تتردّد أبدًا بسؤال من هم على دراية بما يتعلّق بالأساليب الأكثر منهجيّة في تنشئة طفلك تنشئةً سليمةً. نعم، لا بأس بالمحاولة، ولكن لا بأس أيضًا بعدم النجاح. لذلك، اسمح لنا أن نساعدك في تجاوز العقبات، البسيطة منها والمعقّدة.

 

أقرأ أيضًا

صعوبات التعلّم عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

ما طرق التشجيع على الدراسة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://www.understood.org/en/articles/8-working-memory-boosters  

https://www.oxfordlearning.com/11-ways-to-improve-memory-for-kids/  

https://www.thinkkids.com/blog/what-causes-memory-problems-in-children#:~:text=Without%20a%20strong%20working%20memory,complete%20homework%20assignments%20or%20chores.