أحمد عيد- معلّم لغة عربيّة- قطر/الأردن
أحمد عيد- معلّم لغة عربيّة- قطر/الأردن
2021/03/01

لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمّة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقّق ذلك؟

أرى في كلّ شخصٍ يحملُ صفتين: الحِكمة والتّفهّم، معلّمًا ناجحًا؛ لأنّي أؤمن بأنّ التّربية والتّعليم إنّما تقوم على أشخاص قادرين على قياس الأمور وموازنتها وتحديد التّصرّفات المناسبة من جهة، ولديهم القدرة على أن يروا أنفسهم مكان الطّالب المختلف عنهم عمرًا ومعرفةً وخبرةً وظروفًا، إلّا أنّهم يدركون بدقّة منظور الطّالب وتقديره لما حوله.

 

لو ملكت القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودّ محوه؟ وما الموقف الذي تخشى أن يُمحى؟

أرغب بمحو كلّ لحظةِ تردّدٍ أو شكٍّ في قدرتي على إنجاز ما أحلم به، وأخشى ما أخشاه أن تمحى منها ذكرياتٌ ما زلتُ أستمدّ منها عزيمتي في لحظات الضّعف.

 

ما هي أكثر عشر كلمات تتكرّر على مسمعك يوميًّا بوصفك معلمًا؟

الكتاب، القراءة، الخطّة، الأسلوب، القيمة، الصّعوبة، القدرة، التّصحيح، التّربية، المهمّة.

 

لديك القدرة على التخفّي ليوم واحد، ماذا ستفعل؟

على الأغلب سأزور مؤسّسة تعليميّة متميّزة في أوروبا، كنتُ قريبًا جدًّا من زيارتها ضمن برنامج تبادل خبرات المعلّمين، إلّا أنّ اشتداد أزمة كورونا قد حال دون ذلك.

 

كيف تردّ على تلميذ يظلّ يطلب منك مزيدًا من الشرح؟

قد يتلخّص الموقف الإجرائيّ اللحظيّ بمحاولة تقريب المحتوى له بشرح مبسّط بطريقة أخرى أو مثال مختلف. لكن ينبغي أن تُتْبَعَ هذه الخطوة، خاصّة مع تكرار الأمر من الطّالب نفسه، بتأمّل ومراجعة لنمط تعلّمه وتوفير ما يلزمه من أساليب ووسائل تلبّي مقتضيات هذا النّمط.

 

ما شخصيّة الرواية أو الفيلم أو المسرحيّة التي تحبها؟ لماذا؟

أحبّ شخصيّة جان فالجان بطل الرّواية المشهورة "البؤساء" لفيكتور هوجو؛ إذ تجسّدت فيه قيمٌ تقع في نفسي موقع الصّدارة، كالالتزام، والصّبر، والصّدق وكلّها مقرونةٌ بالقوّة والتّصميم الذي لا ينثني دونَ تحقيق ما يريد.

 

ما هي مواصفات الصفّ الذي ترغب بتدريسه؟ لماذا؟

الصفّ الذي أرغب بتدريسه صفّ يجدُ فيه كلّ طالب فيه متّسعًا لذاتِه وشخصيته واهتماماته. فلا أحد من طلبتي يرى في الصّف عبئًا ينتظر إزاحته، أو يتهرّب منه بإهمال أو تشويش أو غيرهما. بل يجد ما يشبع ميوله واهتماماته، ويرى في نفسه دافعًا إلى الانخراط والإسهام في مجريات هذا الصّف. إنّه صفٌّ ليس فيه إلا مَن يحضره مُقبِلًا مُختارًا يحمله الفضول والتّساؤل.

 

ما هي أغرب نصيحة سمعتها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟

"ادخل عليهم بكامل تجهُّمك!". هذا ما نصحني به زميلي في إحدى المدارس. كنت على وشك اللقاء الأوّل مع طلبة أحد الصّفوف العالية، وقد أكّد هذا الزّميل العزيز ضرورة أن لا يرى الطّلبة منّي إلا جانب الرّسميّة والجدّية والحزم. ومع أنّي أعلم يقينًا أنّ زميلي أراد بي خيرًا، إلا أنّني أحمد الله أنْ لم أعمل بنصيحته، واتّخذتُها من ذلم اليومِ قاعدة: اعرف تجارب الآخرين ولا تنسخْها، بل افسح دومًا لتجربتك أنت.

 

عندما كنت طالبًا في المدرسة، كيف كان يرى المعلّمون جيلكم؟

لعلّي كنتُ محظوظًا، عمومًا، بالمعلّمين الذين تتلمذتُ على أيديهم؛ إذ لا تحمل ذاكرتي غالبًا إلا التّقدير والاحترام. لربّما تطرأ لحظاتُ يأس من قدرات جيلنا وما قد يحقّقه، لكنّ الذي كان سائدًا هو الاحترام والمودّة، وإلى حدٍّ ما، الصّداقة.

 

ما عنوان آخر كتاب قرأته؟ وعن ماذا يتحدّث؟

أوشكت على إنهاء كتاب بعنوان "السّلطويّة في التّربية العربيّة"، يعرض لهذه الظّاهرة وتجسيداتها في ميادين التّربية المختلفة. لن أتوسّع في الحديث عنه؛ إذ أرغب في كتابة مراجعة موسّعة له قريبًا.