آسيا بن تريدي- معلّمة لغة عربيّة- الجزائر
آسيا بن تريدي- معلّمة لغة عربيّة- الجزائر
2021/09/27

كيف تتخيّلين شكل التعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التعليم عن بُعد؟ 

أتخيَّل التعليم في المنزل يشرف عليه الآباء والأمهات أو يتمّ استقدام معلّم أو تكليف معلّم، إنّ المدرسة كمكان فكرة إنسانيّة ولدت من حلم بمكان للتعليم يشبهنا ويشبه الأطفال في حيويتهم وانطلاقتهم وبهجتهم؛ فهي لن تختفي بعد تجربة التعليم عن بُعد، إنّما ستكوّن لنا بيئات جديدة ومصادر متنوّعة بفضل التكنولوجيا وتطوّر مفهوم التربية والتعليم، فتخصيص مكانة ومساحة في البيت للتعلم عن بُعد يعدّ مدرسة.

 

ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟ 

نصيحتي لكلّ معلّم جديد أن يطلع على المنهاج، لا أن ينطلق من أحكام مسبقة، إضافة إلى كتب التربية والتعليم وعلم النفس التربويّ، فهذا سيساعده، حتمًا، لفهم رسالته السامية، فهذه الكتب ستكون عونًا قويًّا لمواجهة الإحباط الذي قد تسببه سلوكيّات التلاميذ، وتمدّه بالحلول الناجعة، وهذا الاطلاع سينعكس على شخصيّته وأدائه، ويا حبذا لو أسّس ناديًا للقراءة خاصّ بالمعلمين في المدرسة، ذلك لمناقشة ما يطالعونه في ميدان التربية والتعليم.

 

ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟

هي السعادة التي ترتسم على وجوه التلاميذ عند قراءة مقتطف أدبيّ أو مقال أو قصّة يعبرون عنه بـ "نصّ جميل ورائع"، أو تساؤل "هل حدث هذا فعلًا؟ هل هذا حقيقيّ؟". وهي بذلك تساؤل وحيرة أمام كل أمر غير متوقّع له قدرة على إحداث تغيير.

 

ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟

مصادر إلهامي هي التأمّلات في تفاصيل الواقع المدرسيّ والحياة اليوميّة، فغالبًا ما تتحوّل إلى مشروع فكرة مع التلاميذ والتراث والفنون، خاصّة وقع السحر فكثيرًا ما ترشدني إلى عمل جديد وأجد في قصص اليافعين أفكارًا وأحلامًا قابلة للتنفيذ.

 

من هو الطالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟ 

التلميذ المتميّز تدفعه رغبته الشديدة في التعلّم إلى القيام بأعمال قبل أن يطلب منه، وإضافة إلى تفوقه الدراسيّ، يتّصف بالأدب والتنظيم وله هدف يسعى إلى تحقيقه.

 

حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟  

عندما يحوّل المعلّم القسم إلى مكان رائع للعيش، يحصل فيه التلاميذ على المحبة مثلما يحصلون فيه على المعرفة، وإلى مجتمع صغير تدبّ فيه الحياة والنشاط، وتتفجّر فيه الطاقات الإبداعيّة، والتلاميذ ينتظرون قدوم المعلّم عند باب القسم أو مجموعة من التلاميذ ليبلغوه: "عندنا مفاجأة" أي عمل يريدون عرضه في القسم.

 

ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟ 

أجّلت أعمالًا إنجازها كان قادرًا على تحقيق التغيير المطلوب، خاصّة أنّ التلاميذ بحاجة إليه.

 

برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟  

المدرسة هي مكان نقضي فيه جلّ وقتنا بل حياتنا، فأهم شيء هو العلاقات الإنسانيّة والرضا النفسيّ والجو الودّيّ، وهي عوامل تساعد المدرّسين على أداء رسالتهم بشكلٍ أفضل. والمدرسة الناجحة هي التي تجمع أفرادها على فكرة جميلة يتعاون الجميع لتنفيذها حتى التلاميذ والأولياء.

 

ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟  

أفضّل التعليم عن طريق حلقات القراءة وورش الفلسفة وورش الكتابة الإبداعيّة، تعليم يوثّق فيه التلاميذ تراثهم بأشكال مختلفة، أو يعدّون الأسئلة لاستضافة طبيب يفيدهم في العناية بصحّتهم. يكون عندهم عمل خارج المدرسة فتتوزّع ساعات الدراسة بين المدرسة وخارجها، التقييم الحالي لا يعطينا صورة حقيقيّة وكاملة عن التلاميذ.

 

ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟  

هي كثيرة، ولكن هناك كتاب مازال أثره حتى اليوم في نفسي يفيض بتجربة إنسانيّة فريدة ومدهشة تفاصيلها مثيرة للاهتمام هو: "آن في المرتفعات الخضراء" للوسي مود مونتغمري، لأنّه فعلًا منحني حياة ثانية، و"سحر الترتيب" لماري كوندو، و"عالم صوفي" لجوستين غاردر كتاب رائع وملهم أيضًا.