فاطمة سلامة - معلمة إعداديّ - فلسطين
فاطمة سلامة - معلمة إعداديّ - فلسطين
2020/09/30

 

- لو اختفى المعلّمون والمتخصّصون التربويّون من العالم، فإلى من يجب أن توكل مهمة التعليم؟ لماذا؟ كيف سيكون شكل المدرسة لو تحقق ذلك؟

أقترح أن توكل المهمة لمتخصصين تتم استضافتهم للتدريس في مواضيع اختصاصهم. ولكن لا أتوقع أن يكون التّعليم فاعلًا لأن التعليم لا يحتاج متخصصين فحسب وإنما تربويين ومعلمين مدربين على كيفية تلبية مدى واسع من احتياجات الطلبة وليس تدريس المواضيع الدراسية فحسب.

لو كانت الظروف مثالية كنت سأختار التدريس المنزليّ عوضًا ع المدرسة ولكني لا أعتقد أننا بلغنا تلك المرحلة من الجهوزية كمجتمع بعد.

 

- لو ملكتِ القدرة على محو أشياء من ذاكرتك إلى الأبد، ما الذي تودين محوه؟ وما الموقف الذي تخشين أن يُمحى؟

أكثر المواقف التي أرغب في مسحها من ذاكرتي تعود لمواقف شعرت بها بالعجز وعدم القدرة على المقاومة في صغري. وهي بالغالب مواقف يمكن أن تعد بسيطة مثل استهزاء أحد المعلمات بي أو صراخ أحدهم في وجهي. على نحو مشابه ولكن في مواقف مختلفة كبالغة، أريد لبعض مواقف العجز الشديد وبعض الليالي المؤلمة أن تمحى. الشعور بالعجز من أكثر المشاعر التي لا أتصالح معها وأشعر أنها تؤثر عليّ سلبًا كلما تذكرتها.

لا أريد لبعض المواقف التي استطعت فيها أن أكون نفسي دون خوف أن تمحى على الرغم من أن انطواء بعضها على مخاطر، لأنها أهدتني في وقتها مشاعر جعلتني ممتنة لكوني على قيد الحياة.

 

- ما هي أكثر عشر كلمات تتكرر على مسمعكِ يوميًّا بوصفك معلمة؟

  • منهاج
  • مجتمع محلي
  • طالبات
  • صباح الخير
  • جوا الصف
  • حصة (درس)
  • استراحة
  • المرشدة
  • كتاب
  • قهوة

 

- لديكِ القدرة على التخفي ليوم واحد، ماذا ستفعلين؟

يعتمد على إذا ما كان بالإمكان الحصول على قوى خارقة أما لا!

إذا كان هناك قوى خارقة، سأقوم بأعمال على مستوى كبير مثلا تحرير سجناء حرية أو إنقاذ حياة آخرين. أما إذا كان التخفي على مستوى قدراتي الحالية، فإنني سأكتفي بإزعاج بعض الأشخاص المزعجين في حياتي.

 

- كيف تردين على تلميذ يظل يطلب منكِ مزيدًا من الشرح؟

تعتمد على الموقف، في أحيان أشعر فيها أن الموضوع يحتاج إلى دعم إضافي أقوم بإعادة الشرح بطريقة مغايرة. ولكن إذا شعرت أن عدم الفهم ناجم عن عدم اكتراث بالشرح من الأساس، أقوم بالشرح قليلا وأوكل للطالب/ـة مهمة يستطيع الفهم من خلالها ليتعلم تحمّل المسؤولية في عملية تعلّمه/ـا. إذا كان هناك طالب باستمرار يحتاج إلى دعم إضافي فيتم علاج الأمر من خلال أدوات التعليم الجامع حيث يتلقى دعما إضافياً منظماً باستمرار داخل وخارج الصف.

 

- ما شخصية الرواية أو الفيلم أو المسرحية التي تحبينها؟

شخصيات اعتيادية لا تتمتع بقدرات غير خارقة للعادة، وبذات الوقت ملهمة ومتمردة وتفكر بطريقة لحل المشاكل دون اللجوء إلى حلول خارقة للطبيعة أو ميزات غير معقولة مثل شخصية ساعي البريد في فيلم klaus. حيث يجد جاسبر نفسه في مأزق بعدما يسحب منه والده ميزاته ليعلمه تحمل المسؤولية ويرسله في مهمة شبه مستحيلة كساعي بريد في بلدة تشتهر بالحروب والعلاقات السامة بين سكانها وعدم استخدامهم الرسائل كوسيلة تواصل أو اي وسيلة تواصل غير الصراعات. ينجح كلاوس بعد محاولات عديدة في كسب الأطفال ككتاب رسائل لكلاوس من اجل الحصول على هدايا. وأثناء العملية يرغب كل الأطفال بالتعلم ويتم اعادة فتح المدرسة لحاجة الأطفال لها، وفي نهاية المطاف ينجح التطور الذي حصل في شخصية كلاوس بتغيير البلدة ومصير أطفالها. أحب أيضاً الشخصيات التي تخوض حوارات ممتعة وفلسفية نوعاً ما داخل الفيلم، مثل حوارات حول الحياة والموت والحب والمعتقد والمشاعر بكل أطيافها. مثل شخصيات رواية ومسلسل The Haunting of Hill House. ‎ لست من هواة معاودة مشاهدة فيلم قمت بمشاهدته سابقاً إلا إذا كانت الحوارات تستحق التفكير بها مجدداً.

 

- ما هي مواصفات الصف الذي ترغبين بتدريسه؟

صف يجمع طلبة يجمع بينهم الرغبة في تعلم الموضوع الذي يتم تدريسه بغض النظر عن اختلافاتهم العمرية. ويتم فيه تعليم ثيمات وليس مواضيع دراسية منفصلة. نختار ثيمة معينة ونخوض رحلة التعلم عنها من نواحٍ مختلفة، أداب، لغات، علوم، وعلوم إجتماعية. يتم التدريس من خلال مواقف حياتية واقعية وخليط من أساليب التعليم المختلفة. ويتم فيه استضافة أشخاص متخصصين عند الحاجة ويتم التدريس في أماكن مختلفة ولها علاقة بالثيمة إن أمكن حتى يكون التعليم ذو علاقة بالواقع وبالتالي يدرك الطلاب حاجتهم لتعلمه. مثلاً: يكون هناك مادة فصلية عن البراكين، يتم خلال الفصل دراسة العلوم وكتابة رسائل والتواصل مع مختصين بلغات أجنبية ونقرأ بعض الشعر والأدب الذي له علاقة بالبراكين وبالطبع سنحتاج لتعلم بعض العمليات الحسابية أثناء ذلك كله.

 

- ما هي أغرب نصيحة سمعتِها من زميل عمل؟ ماذا كان الموقف؟

في بداية مشواري المهني، نصحت بألا أبدو ودودة للطلاب لأنني لا أتمتع بالصفات الجسدية التي تؤهلني لأن أؤخذ على محمل الجّد كمعلمة، ولذلك علىّ العمل على الحصول على الجّدية والاحترام من خلال الترهيب والخوف. لكن من خبرتي السابقة كطالبة أعلم أن الترهيب يخلق احترام شكلي ويمنع الطلاب من التعلم بشكلٍ عميق ويكون عائق كبير أمام علاقة صحّية بين المعلم والطالب. لم استمع للنصيحة ولم يكن الأمر سهلاً في البداية ولكنّي الأن فخورة بعلاقتي بطالباتي حيث أحظى بالاحترام والحب وإيمان طالباتي أنني موجودة في المدرسة لمساعدتهنَ وليس لمجرد القيام بوظيفة.

 

- عندما كنتِ طالبة في المدرسة، كيف كان يرى المعلمون جيلكم؟

المعظم كان يتحدث عن أننا جيل لا يتمتع بالجدية اللازمة لمواجهة الحياة وأننا لا نقدر قيمة الفرصة التي نحظى بها. معظم وجهات النظر كانت تعطينا انطباعاً أننا سنكون أسوء الأجيال على الإطلاق ولكن أتذكر بعض الحالات الفردية التي كانت مشجعة. لقد التقيت بأحد معلماتي في المدرسة منذ فترة، ولم تسعد لعدم تأييدي لتكرارها نفس العبارات التي كانت تقال لنا تكرر الآن عن طلاب اليوم. لا أؤمن أن هناك جيل أسوء أو أفضل من غيره وإنّما مجرد انعكاس للمجتمع ككل.

 

- ما عنوان آخر كتاب قرأتِه؟ وعن ماذا يتحدث؟

رواية Frankenstein  "فرانكشتاين" لماري شيلي. تتحدث عن تجربة عاثرة الحظ لشخص يدعى فرانكشتاين يحاول فيها هزيمة الموت الذي يخطف محبّيه من بين يديه. لم يتقبل فرانكشتاين فكرة الموت وحاول  خلق الحياة مجدداً لكنه اكتشف أنه ارتكب خطأ في ذلك.