ChatGPT في قاعة التدريب: أداة للتفكير أم بديل عن التفكير؟
ChatGPT في قاعة التدريب: أداة للتفكير أم بديل عن التفكير؟
2025/09/24
علي عز الدين | مستشار ومدرب تربوي-لبنان

بدأت القصة خلال ورشة تدريبية للمعلّمين. وزّعت المهامّ الأولى بحماس، لكن سرعان ما لاحظت شيئًا غريبًا: كلّما أعطيت نشاطًا، لجأ بعض المعلّمين مباشرة إلى ChatGPT ليكتب الإجابة عنهم. بعد ثلاث محاولات فقط، توقّفت وقلت بابتسامة ممزوجة بالجدّيّة :"أنا هنا لأقدّم تدريبًا لكم أنتم، لا لـChatGPT. أرجوكم توقّفوا عن تسليم المهام للأداة بدلًا من أنفسكم."

ضحك البعض بخجل، لكنّ الموقف أثار عندي تساؤلات عميقة: هل أصبحنا فعلًا مدمنين على الإجابات السريعة؟ هل نحن في خطر أن نستبدل التفكير الحقيقيّ بسطور مكتوبة آليًّا؟

 

الأداة ليست المشكلة

من وجهة نظري، ChatGPT ليس خصمًا للعمليّة التعليميّة، بل يمكن أن يكون صديقًا نقديًّا، يساعد على دفع التفكير أعمق، وتوسيع زوايا النظر. المشكلة ليست في الأداة نفسها، بل في طريقة الاستخدام.

في بعض الورش مثلًا، أطلب من المعلّمين استخدام الذكاء الاصطناعيّ لغرض صياغة الأفكار المركزيّة أو التعميمات، ولكن بعد أن أكون قد شرحت لهم الخطوات، وناقشنا معًا المفاهيم. في هذه الحالة، يصبح ChatGPT  أداة لإعادة الصياغة أو لإثراء النقاش، لا بديلًا عن الفهم.

لكن إذا كان المعلّم نفسه لا يفهم ترابط عناصر الوحدة، أو لا يعرف كيف يدرّسها، فلن تغيّر أجمل صياغات ChatGPT شيئًا في واقع الصفّ. فالمعلّم لا يستطيع أن يستعير الفهم من آلة.

 

أسئلة تفرض نفسها

إذا كان المعلّم يعتمد على ChatGPT ليقوم بالعمل عنه، فهل سيقبل أن يفعل طلّابه الشيء نفسه؟

هل نحتاج إلى سياسات واضحة تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعيّ في المدارس؟

كيف نضمن أن تؤدّي الأداة دورًا محفّزًا على التفكير النقديّ، لا عكّازًا للتفكير السطحيّ؟

وهل الأصالة في زمن الذكاء الاصطناعيّ تعني الشكل الجميل أم الفهم العميق؟

 

إعادة التفكير في التعليم

وجود أدوات كالذكاء الاصطناعيّ أمر يفرض علينا إعادة تعريف جوهر التعليم والتعلّم. لم يعد كافيًا أن نحكم على جودة العمل من مظهره أو صياغته، بل علينا التأكّد من أنّ وراء الكلمات تفكيرًا نقديًّا وفهمًا حقيقيًّا.

في النهاية،  ChatGPTليس منافسًا للمعلم، بل مرآة تساعده على رؤية حدوده الفكريّة. لكن السؤال الأهمّ يبقى:
هل سنستخدم الذكاء الاصطناعي لتوسيع مداركنا وتعميق فهمنا… أم لنهرب من عناء التفكير؟

 


كتبت هذه التدوينة بالتعاون مع ChatGPT.