لو كنت طالبةً اليوم، كيف سيكون شكل التعليم الأحبّ بالنسبةِ إليك؟

يتّخذ التعليم في القرن الحادي والعشرين مسارًا جديدًا. من وجهة نظري، أرى أنَّ التعلّم النشط المبنيّ على طرائق وأنشطة حديثة ترتكز على نشاط المتعلّم، هو الأكثر ملاءمة لمواكبة عصر المعلومات والتكنولوجيا؛ فهذا النوع من التعلّم يسعى إلى تنمية مهارات عديدة لدى المتعلّمين كالبحث والتقصّي، والمشاركة والحوار، والتعاون، والتفكير الناقد والإبداعيّ، والمعرفة التكنولوجيّة، والتنظيم والتخطيط والقيادة، ويراعي الفروق الفرديّة بين المتعلّمين، ويُلبّي احتياجاتهم المعرفيّة والنفسيّة، ويحاكي قدراتهم الذهنيّة، والأهمّ أنّه يُساعد في إعداد جيل قادر على إدارة أمور حياته المستقبليّة.

 

إلى أي مدى يمكن التوفيق بين تعليم المهارات الاجتماعيّة وتعليم المعارف العلميّة وفق البرامج التعليميّة الحديثة؟

ترتكز البرامج التعليميّة الحديثة على التجربة والاستكشاف، وتوازن بين تعليم المهارات الاجتماعيّة والمعارف العلميّة، ما يُساعد في تعليم مهارات التفكير والتحليل وحلّ المشكلات، وتطوير المعارف وتنمية الذكاء، ويُكسب المتعلّمين مهارات التعاون والمثابرة ومساعدة الآخرين والتنظيم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، وذلك لأنَّها تتيح للمتعلّمين فرصة لتطبيق النظريّات على أرض الواقع للوصول إلى المعلومات بشفافيّة، وترسيخها في أذهانهم.

 

كيف تحدّدين أهمّيّة دورك، معلّمةً، أمام ما يشهده عصرنا من ثورة الذكاء الاصطناعيّ؟

يظهر ذلك في كيفيّة توظيف مستحدثات التطوُّر التكنولوجيّ في العمليّة التعليميّة، وإكساب المتعلّمين مهارات القرن الحادي والعشرين.  

 

متى يكون الإشراف التربويّ مفيدًا للممارسة التعليميّة؟

يُعدُّ الإشراف التربويّ مؤثِّرًا ومفيدًا في العمليّة التعليميّة، من خلال خلق مناخ إيجابيّ مليء بالاحترام المتبادل والتعاطف والثقة والتعاون، وبيئة محفِّزة لتبادل الخبرات بين أعضاء الفريق لتحقيق الأهداف المرجوّة.

 

ما الأساليب الناجعة، في نظرك، لحلّ النزاعات بين الطلّاب داخل غرفة الصفّ؟ وما الأطراف التي ينبغي أن تشارك في هذه العمليّة؟

عند حدوث نزاع لا بدّ من اتّباع الخطوات الآتية:

• - تهدئة الجوّ العامّ داخل غرفة الصفّ.
• - الاستماع والتحقُّق الفرديّ (معلّم- متنازعين).
• - المشاركة العلنيّة داخل غرفة الصفّ (آراء وأقوال المتعلّمين)، مع فتح المجال لإنتاج الحلول.
• - ترسيخ مبدأ تحمُّل المسؤوليّة والتسامح كجزء من الحلّ قبيل اختيار الحلّ الأنسب.

أمّا بالنسبة إلى الأطراف التي يمكنها المشاركة في الحلّ، فهي: معلّم- متعلّم- ناظر- مدير.

 

هل استخدام الأدوات التكنولوجيّة في التدريس إيجابيّ دائمًا؟ وما حدود استخدامها؟

تمثّل الأدوات التكنولوجيّة في التعليم الخيار الأسرع والأسهل للوصول إلى المعلومات، ما يُسهم في تطوير المتعلّمين ويحسِّن من مهارات التواصل لديهم، ويحفِّزهم على الدرس، ويجعلهم مواكبين للتّطوُّرات التكنولوجيّة الحديثة. من جهة أخرى، الأدوات التكنولوجيّة تشتِّت انتباه المتعلّمين وتركيزهم، وتخلق مشاكل صحّيّة للمتعلّمين (إجهاد العين)، بالإضافة إلى تراجع في العلاقات الاجتماعيّة. أضف إلى ذلك استخدام المتعلّمين لموارد غير موثوقة للتعلّم. لذا، يجب التوازن في استخداماتها مع تحديد ضوابط لهذا الاستعمال.

 

هل يشكّل تدخّل الأهل مصدر دعم دائمًا في تعلّم ابنهم؟ وكيف؟ وهل هناك توقيت مناسب لهذا التدخّل؟

تدخُّل الأهل يؤثِّر إيجابًا في التحصيل الدراسيّ للأبناء، ويُساعدهم على تقدير ذواتهم ويقلِّل من التغيُّب عن المدرسة، وذلك من خلال توفير بيئة أسريّة آمنة والدعم المستمرّ. ولكن إذا تفاقم هذا التدخّل بشكل كبير، نتجت عنه آثار سلبيّة على عدّة أصعدة، كالبنية النفسيّة للأبناء، وانخفاض القدرة على حلّ المشكلات وغير ذلك. لذا، يُفضَّل ترك الأبناء يواجهون مشاكلهم بمفردهم لتنمية قدراتهم على حلِّها، والتدخُّل عند الضرورة لتقديم المساعدة والإحاطة بهم.

 

هل تجدين أنّه قد آن الأوان للتخلّي عن الكتاب المدرسيّ بشكل كامل؟ لماذا؟

مهما بلغت ذروة التطوُّر التكنولوجيّ، يبقى الكتاب المدرسيّ (الورقيّ أو الإلكترونيّ) هو المصدر المشترك والآمن الذي من خلاله يتمّ التفاعل بين المعلومات والمعلّم والمتعلّم.

 

كم يجب أن تكون مدّة الدوام المدرسيّ اليوميّ برأيك؟

أرى أن يبدأ الدوام المدرسيّ اليوميّ من الساعة التاسعة صباحًا على أن يتضمَّن ثماني حصص تعليميّة متنوِّعة (معرفيّة – ترفيهيّة – تجارب – مشاريع، وغيرها)، وذلك بهدف دمج المتعلّم بالتعليم وإحساسه بالأمان والانتماء والابتعاد عن الملل.

 

صِفي لنا مسار التعليم في مدرستك مُستخدمةً عنوان رواية لذلك، وأخبرينا عن السبب وراء اختيار هذه الرواية.

أشبّه تجربتي التعليميّة برواية "المظلّة" للكاتبة الإماراتيّة شيخة الأحبابي، والتي تشرح التنوّع الثّقافي ولقاء الحضارات ومدى تقبل الآخر في مدينة دبي. وذلك لأنّ التعلّم النشط يُبنى على عمل المجموعات غير المتجانسة، فالاختلاف بين المتعلِّمين ضرورة لإتمام التعلُّم وإكساب المتعلِّمين مهارات متعدِّدة، كالتعاون والمشاركة وتبادل الخبرات، لإنتاج عمل مبدع وتوطيد العلاقات في ما بينهم. والأهمُّ من ذلك احترام الاختلاف واستثماره وتوظيفه في خدمة المجتمع.