كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء
كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء

تعدّ كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء من المهارات الأساسيّة التي يجب على الوالدين امتلاكها والتدرّب عليها. العصبيّة والبكاء ردّتا فعل طبيعيّتان عند جميع الأطفال، ولكنّهما يتفاوتان في الدرجات. لذا، قد يشعر الوالدان أحيانًا بالقلق عند عدم قدرتهما على إخراج الطفل من هذه الحالة، وذلك عند القيام بكلّ شيء ممكن لتهدئة الطفل من دون أيّ جدوى. 

 

ما أساس التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء؟ 

تُبنى كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء على أساس وصف السلوك. على سبيل المثال، يمكن تحديد ما إذا كان الطفل يدخل في نوبة من العصبيّة والبكاء عندما يُطلب إليه فعل شيء لا يريد فعله، أو عندما تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى هذه الحالة لدى الطفل. لذلك، يجب ترتيبها وفقًا للأولويّة وكثرة التعرّض إليها، واختيار اثنين أو ثلاثة من الأمور التي تؤدّي إليها.

 

طرق تعليم الطفل السيطرة على العصبيّة 

من أهمّ الأمور المرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ تعليمه كيفيّة السيطرة على عصبيّته، باتباع الأمور الآتية:

التفرقة بين المشاعر والسلوك 

يجب تعليم الطفل طريقة وصف الشعور، ليتمكّن من التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط، بدلاً من الدخول في نوبة من العصبيّة والبكاء. يجب أن يدرك الطفل أنّ شعوره بالغضب أمرٌ طبيعيّ، إلّا أنّ كثرة البكاء أو العدوانيّة الناتجة عن العصبيّة من الأمور المرفوضة، كما يجب مساعدته على التحكّم بتصرّفاته في هذه الحالة. 

ينتج بعض السلوكيّات العدوانيّة، إثر تداخل مجموعة من المشاعر غير المريحة لدى الطفل؛ مثل الإحراج والحزن. لذلك، يجب مساعدة الطفل على اكتشاف سبب شعوره بالعصبيّة، ويساعد الحديث عن المشاعر، في العديد من الأحيان، على تعليم الطفل التعرّف إلى مشاعره بشكل أفضل. 

امتثال القدوة 

تعدّ الطريقة الأفضل في تعليم الطفل كيفيّة التعامل مع الغضب أو العصبيّة توضيح طريقة تعامل الوالدين مع المشاعر عند الشعور بالغضب. يؤدّي الطفل عادةً التصرّف ذاته الذي يؤدّيه الوالدان؛ فإن شاهد الطفل الأمّ أو الأب يفقدان أعصابهما عند الغضب، فسيفعل الأمر ذاته. وكذلك الحال إذا شاهدهما يتعاملان بطريقة أخرى تتّسم باللطف.

على الرغم من أهمّيّة حماية الطفل من المشكلات التي يواجهها الوالدان، إلّا أنّه ينبغي على الأمّ أو الأب توضيح طريقة التعامل مع مشاعر الغضب، والإشارة إلى الأوقات التي قد يشعر فيها الأهل بالإحباط والعصبيّة، وذلك ليدرك الطفل أنّ هذا الشعور طبيعيّ، كما يساعده ذلك في الحديث عن مشاعره.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على الوالدين تحمّل مسؤوليّة السلوك عند التعامل بعصبيّة شديدة أمام الطفل، ومن الأفضل الاعتذار ونقاش ما كان يجب أن يفعلاه بدلاً من ذلك. 

وضع قواعد للعصبيّة 

ينبغي أن تضع العائلة مجموعةً من القواعد حول السلوك المقبول وغير المقبول المرتبط بالعصبيّة، حيث يجب أن يتحدّث الأهل مع الأطفال، مهما كان عمرهم، وبالأسلوب الذي يناسبهم حول هذه السلوكيّات. يجب أن تركّز هذه القواعد على التصرّف باحترام مع الآخرين، كما تجب معالجة العديد من الممارسات التي تحصل؛ مثل العدوان الجسديّ والشتائم وكثرة البكاء بصوت عالٍ وتحطيم الممتلكات. 

تعليم مهارات صحّيّة 

يحتاج الطفل العصبيّ وكثير البكاء إلى التعرّف إلى الطرق المناسبة للتعامل مع العصبيّة أو الغضب؛ فبدلاً من إعطاء الأوامر، من الأفضل شرح ما يمكنه فعله عند العصبيّة، ولا سيّما عندما ترتبط هذه الحالة بسلوك عدوانيّ. يمكن للوالدين وضع العديد من الأشياء التي تساعد الطفل على الهدوء؛ مثل كتاب التلوين، أو جهاز للموسيقى الهادئة، في حال أثبتت فعّاليتها معه. 

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن تعليم الطفل مهارة الوقت المستقطع، لمساعدته على الهدوء، حيث يُعلَّم أنّه عند الشعور بالغضب والعصبيّة يمكنه أخذ وقت مستقطع بمفرده، بعيدًا عن الموقف. أثبتت هذه الطريقة فعّاليّتها مع الأطفال. كما يجب تعليم الطفل مهارة حلّ المشكلات من دون اللجوء إلى العدوانيّة أو البكاء الشديد. 

 

نصائح حول كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء 

يحتاج الوالدان إلى تعلّم مهارة كيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء، ومن أهمّ الأمور التي يمكنهما القيام بها عندما يمرّ الطفل بهذه النوبة (شرط تمتّعه بصحّة جسديّة جيّدة):

-عند الاعتقاد بأنّ الطفل متعب، يمكن تخصيص بعض الوقت لراحته، أو للاستماع إلى الموسيقى، أو رواية قصّة له.

- إذا كان الطفل يصاب بنوبة من البكاء وقت النوم، يجب تهدئته جيّدًا قبل ذلك. 

- في حال كان الطفل محبطًا من أمر ما، فمن الأفضل البحث عن حلّ للمشكلة التي يواجهها، حيث إنّ مساعدته في تسمية المشاعر تشعره بتفهّم الوالدين له، وتساعده على التحكّم بذلك. 

- منح الطفل فرصة ليهدأ وتجاهله خلال البكاء، ثمّ الحديث معه عن سبب شعوره بالضيق والاستماع له، ثمّ ذكر سبب حزنه بعد إخباره. 

- تقديم العديد من الطرق الأخرى للطفل، ليتمكّن من التعامل مع الموقف عند تكراره. 

- ينبغي أن يدرك الطفل أنّه لا بأس من الشعور السيّئ أو العصبيّة أو البكاء عند الحزن أو التعرّض للأذى. لكن، يجب على الوالدين، في هذه الحالة، مساعدته في فهم ذلك. 

 

ماذا يفعل الوالدان خلال نوبة عصبيّة الطفل وكثرة بكائه؟ 

يوجد بعض التصرّفات الخاصّة بالوالدين والمرتبطة بـكيفيّة التعامل مع الطفل العصبيّ وكثير البكاء. من أهمّها: 

- الحفاظ على الهدوء خلال نوبة العصبيّة التي تصيب الطفل، حيث إنّ الغضب قد يزيد من حدّة عصبيّته أو بكائه. أمّا التصرّف بهدوء فيساعد على تعليمه ذلك في المرّات القادمة. 

- التعامل مع نوبة العصبيّة وفق سببها، ففي بعض الأحيان، قد يحتاج الطفل إلى الراحة، ولكن، في أحيان أخرى، يكون من الأفضل تجاهله أو إشغاله بنشاط جديد. 

- تجاهل الطفل عندما يكون هدفه من العصبيّة وكثرة البكاء جذب انتباه الوالدين، أو ردًّا على رفض شيء ما. من الأفضل في هذه الحالة عدم تبرير الرفض، والقيام بنشاط آخر. 

- تجاهل الطفل عندما تكون نوبة الغضب ناتجة عن طلب شيء لا يريد القيام به، ويجب، بعد أن يهدأ، متابعة المطلوب منه وإكماله.

- إذا كان الطفل العصبيّ معرّضًا لإيذاء نفسه أو الآخرين خلال نوبة الغضب، أو كان في مكانٍ عام، فيجب نقله إلى مكان هادئ وآمن لتهدئته.

- تجنّب الاستسلام لعصبيّة الطفل أو بكائه الكثير، حيث يثبت له أنّ هذا التصرّف كان فعّالًا.

 

ماذا الذي يمكن فعله بعد انتهاء نوبة العصبيّة والبكاء؟

بعد أن ينتهي الطفل من نوبة العصبيّة ويتوقّف عن البكاء، يفضَّل أن يمدح الوالدان طريقة استعادة الطفل السيطرة على أعصابه. إذ يكون هذا الوقت هو الأنسب لاحتضانه وإشعاره بالأمان، حتّى في حال ممارسته أحد التصرّفات الخاطئة، وإذا كان عمره مناسبًا ويمتلك المهارات اللغويّة اللازمة، فمن الأفضل الحديث معه للوصول إلى طرق تساعده في التعبير عن الغضب، بدلًا من العصبيّة والبكاء. 

 

اقرأ أيضًا

أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

طرق التعامل مع المراهق العنيد | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع 

https://www.verywellfamily.com/behavior-management-plan-1094830 

https://www.verywellfamily.com/ways-to-teach-your-child-anger-management-skills-1095010 

https://kidshealth.org/en/parents/tantrums.html 

https://raisingchildren.net.au/toddlers/behaviour/crying-tantrums/crying-children-1-8-years