فوائد الحوار مع الطفل ودوره في تنمية شخصيّته
فوائد الحوار مع الطفل ودوره في تنمية شخصيّته

هل تعلم أنّ من أهمّ طرق مساعدة الأطفال على الاستعداد للمدرسة، من عمر سنتين إلى أربع سنوات، هو التحدّث إليهم دائمًا؟ أظهرت دراسة شهيرة أنّ هناك ارتباطًا وثيقًا بين عدد الكلمات التي يسمعها الطفل وتطوّر معرفته بالقراءة والكتابة، والتي يشار إليها غالبًا باسم "فجوة الكلمات". كما أثبتت هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات، وجود علاقة بين ضعف مهارات القراءة والكتابة المبكِرة، والتحدّيات الأكاديميّة، فضلًا عن التفاوتات الاجتماعيّة والاقتصاديّة. نطرح اليوم فوائد الحوار مع الطفل ودوره في تنمية شخصيّته.  

 

ما فوائد الحوار مع الطفل؟ 

التواصل وسيلة حاسمة لضمان تكوين علاقة مستمرّة مع طفلك. هناك العديد من الفوائد لمشاركة أفكارك مع طفلك بانتظام، ومنحه فرصة للتعبير عن آرائه. إليك بعض أهمّ فوائد الحوار مع الطفل: 

الفوائد اللغويّة  

يضمن التحدّث إلى طفلك بانتظام تعلّمه أكثر عن لغته الأمّ، وتحسين استخدامه المفردات في مواقعها المناسبة، وتعزيز قدرته على النطق الصحيح، ممّا يعزّز بدوره قدراته العقليّة. 

تعزيز ذكاء طفلك العاطفيّ

قد يكون طفلك غير قادر على التعبير عمّا يشعر به بسهولة، ولكن إذا تمكّن من التعرّف إلى مرادفات لغويّة عن العواطف، سيقدر حينها التحدّث براحة وصراحة. وبالتالي، سيجد الطفل حلولًا لمشكلاته المتّصلة بعواطفه. 

فهم نفسه فهمًا أفضل 

يشجِّع التحدّث مع طفلك على مشاركة آماله وأحلامه ومخاوفه، ما يساعده على فهم ذاته فهمًا أفضل. وعلى الرغم من أنّ العديد من الآباء يعيشون حياة مليئة بالضغوطات والمسؤوليّات، إلّا أنّ تخصيص قدر صغير من وقتك للتحدّث إلى الطفل في المدرسة، أو على مائدة العشاء، يشعره بقيمته وقدرته على التحدّث بحرّيّة عن أفكاره.  

فهم التعليمات فهمًا أفضل

يتلقّى طفلك باستمرار التعليمات، سواء في المنزل أم في المدرسة. الأمر الذي قد يكون مربِكًا في بعض الأحيان. قد يكون من السهل على الأطفال فهم التعليمات القصيرة والمباشرة لفترات منتظمة، بينما يعني التواصل المنتظِم إمكانيّة استعلام الأطفال عن أيّ شيء لا يفهمونه. 

تتبّع تطوّر طفلك 

مع انتقال الأطفال في المراحل الرئيسة، يتغيّر عبء العمل والكفاءات لديهم. يشير التحدّث عن أهداف الأطفال ومشاريع الواجبات المنزليّة ونتائج الاختبارات إلى امتلاك الآباء فكرة جيّدة عن كيفيّة تقدّم أطفالهم. 

تهذيب سلوك الطفل 

يُتوقَّع من الأطفال في المدرسة أن يتفاعلوا مع أقرانهم ومعلّميهم وغيرهم من الموظّفين بطريقة مهذَّبة. تساعد ممارسة هذه المهارات في الاتّصالات المنتظِمة مع أطفالك على وضع حدود ثابتة لسلوكهم. 

 

كيف تخلق حوارًا مثمرًا مع طفلك؟ 

من أهمّ الأشياء التي يمكنك القيام بها لطفلك إنشاء تواصل مفتوح معه منذ صغره، إذ يساعده ذلك على تطوير مهاراته الاجتماعيّة. وعليه، كيف يمكنك إنشاء حوار مثمر وفعّال مع طفلك؟ إليك بعض النصائح: 

ابدأ منذ سنّ مبكِرة 

ليس من السابق أوانه أبدًا البدء في تعليم طفلك قيمة التواصل المفتوح. عندما تتحدّث إلى طفلك، استخدم لغة بسيطة ومناسبة لعمره، وشجِّعه على طرح الأسئلة ومشاركة أفكاره ومشاعره. يمكنك أيضًا تجربة قراءة الكتب مع طفلك التي تعزِّز التواصل المفتوح والتعبير العاطفيّ والصحيّ. 

كن مستمعًا  

عندما يتحدّث إليك طفلك، ابذل جهدًا في الإصغاء إليه بكلّ حواسك. أظهر له اهتمامك بما يقوله بالحفاظ على التواصل البصريّ والإيماء، وطرح أسئلة للمتابعة. تجنّب مقاطعة طفلك أو التحدّث إليه، ولا تحاول حلّ مشكلاته فورًا، لأنّ مجرّد استماعك وتقديم الدعم له، قد يكون هو كلّ ما يحتاج إليه الطفل.

دع طفلك يثق بمشاعره 

من المهمّ أن تدع طفلك يعرف أنّ مشاعره صحيحة ومهمّة، حتّى وإن كنت لا تراها منطقيّة من وجهة نظرك. احترامك مشاعر طفلك يساعده على الشعور بفهمك ودعمك. على سبيل المثال، إذا كان طفلك منزعجًا من أيّ سبب كان، أظهر تعاطفك وتوكيدك على مشاعره وتفهمّك الكامل. قل له، مثلًا، "من الطبيعيّ أن تشعر بهذه الطريقة".

كن أنموذجًا جيّدًا 

يتعلّم الأطفال عادةً بمَن هم أكبر منهم. لذلك، من المهمّ أن ترسم السلوك الذي تريد أن تراه في طفلك. إذا كنت تريد أن يتواصل طفلك معك بصراحة، فابذل جهدًا لفعل الشيء نفسه معه. هذا يعني أن تكون منفتحًا وصادقًا بشأن أفكارك ومشاعرك، وأن تدع تصرّفاتك تخبر طفلك أنّه لا بأس في التعبير عن كلّ ما يشعر به. 

استخدم الأسئلة المفتوحة 

حاول استخدام أسئلة مفتوحة لتشجيع طفلك على التحدّث بشكل أعمق حول أفكاره ومشاعره. على سبيل المثال، بدلاً من طرح السؤال: "هل استمتعت في حصص المدرسة اليوم؟" اسأله: "ما أفضل جزء في يومك في المدرسة؟" ما يمكن أن يساعد ذلك طفلك على الشعور براحة أكبر في الانفتاح ومشاركة المزيد عن تجاربه.

اخلق بيئة آمنة وداعمة 

من المهمّ خلق بيئة آمنة وداعمة يشعر طفلك فيها بالراحة في التعبير عن نفسه، باحترام خصوصيّته والاستماع إليه من دون حكم أو نقد. يقتضي ذلك وضع حدود تتوافق مع توقّعاتك وانضباطك، حتّى يفرّق طفلك بين السلوك المقبول وغير المقبول. 

 

* * *

يعدّ التواصل الفعّال مع الأطفال الأساس الذي تقوم عليه قدرتهم على تكوين علاقات صحّيّة وشخصيّات قويّة، حيث يعزِّز الأمن العاطفيّ الثقة، ويغذِّي مهارات الطفل اللغويّة والمعرفيّة والاجتماعيّة. وكونك والدًا، عليك أن تبني التواصل المنفتح والعاطفيّ مع طفلك، إذ يعدّ ذلك أحد أعمق الهدايا التي يمكن أن تقدّمها له، لأنّها ستشكِّل حياته وتمكِّنه من الازدهار.

 

 اقرأ أيضًا

كيف أجيب على أسئلة الأطفال المحرِجة؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

كيف أربّي طفلي على احترام الآخرين؟ | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://www.kumon.co.uk/blog/the-importance-of-communicating-with-your-child/#:~:text=Speaking%20to%20your%20child%20regularly,absorbing%20a%20wealth%20of%20language.&text=their%20verbal%20competency-,Speaking%20to%20your%20child%20regularly%20will%20ensure%20that%20they%20are,their%20grasp%20of%20sentence%20structures.  

 

https://weecare.co/blog/posts/creating-an-open-dialogue-with-your-child-tips-for-parents/#:~:text=When%20children%20feel%20that%20they,cope%20with%20challenges%20in%20life.