سوسن المراعبة- معلّمة علوم اجتماعيّة- البحرين
سوسن المراعبة- معلّمة علوم اجتماعيّة- البحرين
2021/07/15

كيف تتخيّلين شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟ 

بالنسبة للشقّ الأوّل من السؤال، باعتقادي تُشكّل المدرسة البيئة الأمثل للأطفال لمقابلة أقرانهم، حيث يبقى بعضهم زملاء في الدراسة ولربما يُصبح البعض الآخر أصدقاء جيدين مدى الحياة، كما يُساهم التعرّف على أشخاص جدد بنفس العمر والتواصل الاجتماعيّ معهم بتوسيع آفاق المعرفة للأطفال، وإكسابهم مهارات اجتماعيّة وحياتيّة جديدة ومميّزة.

وعليه، يُساعد الذهاب إلى المدرسة على توفير حياة اجتماعيّة جيّدة للأطفال، كما يخلق منهم أشخاصًا سعداء وناجحين، لذلك سيفقد الطفل كلّ هذا وأكثر في حال تخيّلنا عدم وجود المدارس كمكان يجتمع فيه الأطفال بأقرانهم ومعلّميهم في كلّ صباح، كذلك سيفقد الطفل فرصة تنمية مهاراته، إذ يُعتبر تعليم المهارات حاليًّا من أهم الوظائف التي تسعى المدارس لإكسابها للطلبة.

أمّا عن مستقبل المدرسة في الوقت الرّاهن ومع بقاء جائحة كورونا، باعتقادي هو بقاء التعليم الهجين، أو ما يُسمّى بالمدمج، بشكليه الفعليّ وعن بُعد في معظم مدارس العالم.

 

ما هي أوّل نصيحة تنصحين بها مُعلّمًا جديدًا؟ لماذا؟ 

هي نصائح وليست نصيحة، مهما كان تخصّصك فهناك معارف يجب تثقيف نفسك بها ستفيدك في التعليم كمهنة، مثل إدارة الوقت، والمرونة، والتعامل مع الطالب من ناحية نفسيّة لا أكاديميّة فقط، ولغة الجسد ونبرة الصوت، وضرورة تمتّعك "بخفّة الظلّ وروح الفكاهة"، لأنّ لذلك تأثير كبير على دافعيّة الطالب نحو التعلّم.

 كن إيجابيًّا من كافّة الجوانب، فالروح الإيجابيّة تنعكس على الطلّاب أيضًا، واجعل أهدافك واضحة، فالعمل بخطّة واضحة ومنظّمة ومنهاج سليم مع لمسة من الإبداع ضرورة قصوى. أما بالنسبة لمجتمع المدرسة فلا تمنح الفرصة لأحد ليحدّ من طموحك، أو يشعرك بالفشل، واستمرّ في العمل وستجد من يساندك.

 

ما هو تعريفكِ للدهشة؟ وكيف وصلتِ إلى هذا التّعريف؟

الدهشة أو المفاجأة شعور يتجلّى في الإنسان عند حدوث أمر لم يكن يصدّق أنه سيحدث معه في يوم من الأيّام، أو في حياته ككلّ.

وصلتُ بصورة عمليّة لتعريف الدهشة عندما كنتُ أرى طلبتي يوظّفون ما يتعلّمونه ويربطونه في مهاراتهم الحياتيّة، كذلك في البحث والوصول إلى حلول لم أكن أتوقّعها عند توظيف استراتيجيّات التفكير الناقد والإبداعيّ وحلّ المشكلات خلال الحصص.

 

ما هي مصادر الإلهام في مسيرتكِ التعليميّة؟ لماذا؟

جميل جدًّا أن يكون للشخص مصادر إلهام تجعل منه شخصًا منتجًا يغوص فيما يتقن بإخلاص، ملهمتي هي التي أخذت بيدي منذ أول يوم عمل لي، تعلمتُ منها الالتزام والتجديد وإتقان العمل حتى أصبح التعليم بالنسبة لي ليــس مجــرّد مهنــة، بــل رسالـة ساميــة.

كذلك في حياتي اليوميّة يلفت انتباهي ما أرغب بتقديمه لطلّابي، وأحاول دائمًا أن أدمجَ الحياة بالحصّة الصفّيّة، أحيانًا تستوقفني صورة أو أنشودة في التلفاز فأقرّر أن أدرجها في تحضيري، حتى وإن كانت تلك المصادر بسيطة لكنّها بالتأكيد مستمرّة بلا انقطاع.

 

من هو الطّالب المُتميّز برأيكِ؟ لماذا؟ 

هو الطالب الذي لديه الرغبة الشديدة في التعلّم؛ فيكون مستعدًا بشكل دائم لطرح الأسئلة حول المفاهيم الجديدة، ويجتهد حتى يستوعبها بوضوح، كذلك يتميّز بالوعي: فيكون على دراية كاملة بما يدور حوله من أحداث، بالإضافة إلى امتلاكه خلفيّة عن المعلومات التي يتطرّق المعلّم إليها في الصّفّ.

 

حسب معاييرك، كيف تصفين المُعلّم المُلهِم؟  

هو المعلّم الذي يدرك أنه قد حصل على هدية عظيمة لتغيير الحياة، وأنه يستطيع مساعدة طلّابه على إدراك إمكاناتهم الكاملة مهما كان نوعها، بحيث يذهبون حول العالم لإحداث تغيير. 

 

ما هو الموقف الذي تندمين عليه في مسيرتك التعليميّة؟ 

عندما وقفت أمام طلّاب الصّفّ الأوّل وأنا أشكّك في قدراتي، ولا أمتلك تقديرًا لذاتي لدرجة أعاني معها في القيام بواجباتي الاعتياديّة، فهذا أثر بلا شكّ على عطائي لطلّابي ولربما ظلمتهم.

 

برأيكِ، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟  

الإدارة السليمة تساعد المدير على كيفيّة استغلال مواهب المعلّم، وعلى كيفيّة دفعه إلى مزيد من الابتكار والإبداع وعرض ما لديه من قدرات وإمكانات، فبالتأكيد أن وجود الجوّ الأسريّ في المدارس، يترك آثارًا إيجابيّةً في نفوس المعلّمين ويخلق لديهم روحًا معنويةً تساعدهم على رفع المستوى التعليميّ والتربويّ للطلبة.

 

ما الذي تُريدين محوه من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟  

يجب أن لا يتلقّى الطلّاب أي اختبارات أو واجبات في أوّل ست سنوات من التعليم، إذ على نظام التعليم ألّا يعتمد على التقييم والاختبارات، فلا يكون هدف الطلّاب هو اجتياز الاختبارات فقط، بل الأهم هو أن يكون هدفهم هو الاستفادة من دروسهم والتعلّم منها وتوظيفها في حياتهم.

 

ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليكِ وعلى تجربتكِ في الحياة؟  

رواية "حول العالم في ثمانين يوم"، علّمتني الإصرار لتحقيق أهدافي مهما واجهتني صعوبات في الحياة.