خبراء أمميّون يحذّرون من إبادة تعليميّة متعمّدة في غزّة: تدمير أكثر من 80% من المدارس
خبراء أمميّون يحذّرون من إبادة تعليميّة متعمّدة في غزّة: تدمير أكثر من 80% من المدارس
2024/04/23

حذّر خبراء أمميّون من إبادة تعليميّة متعمّدة في غزّة، عقب تدمير أكثر من 80 بالمائة من مدارس القطاع، والذي يتعرّض إلى حرب إسرائيليّة مدمّرة منذ أكثر من نصف عام، "ما يحرم جيلًا آخر من الفلسطينيّين من مستقبلهم".

وقال الخبراء المستقلّون في بيان مشترك: إنه "مع تضرّر أو تدمير أكثر من 80 بالمائة من مدارس غزّة، قد يكون التساؤل معقولًا عمّا إذا كان هناك جهد متعمّد لتدمير نظام التعليم الفلسطينيّ بشكل شامل، وهو عمل يُعرف باسم الإبادة التعليميّة".

 

إبادة تعليميّة: اعتقال واحتجاز وتدمير

و"الإبادة التعليميّة" تعني المحو المنهجيّ للتعليم من خلال اعتقال أو احتجاز أو قتل المعلّمين والطلّاب والموظّفين، وتدمير البنية التحتيّة التعليميّة.

ووفقًا للخبراء، فإنّ "الهجمات القاسية المستمرّة على البنية التحتيّة التعليميّة في غزّة لها تأثير مدمّر طويل الأمد على حقوق السكّان الأساسيّة في التعلّم والتعبير عن أنفسهم بحرّيّة، ما يحرم جيلًا آخر من الفلسطينيّين من مستقبلهم"، وفق ما ذكره موقع "أخبار الأمم المتّحدة".

وذكر البيان أنه "بعد ستة أشهر من الهجوم العسكريّ على غزّة، قتل أكثر من 5479 طالبًا و261 معلّمًا و95 أستاذًا جامعيًّا، وأصيب أكثر من 7819 طالبًا و756 معلّمًا، مع تزايد الأعداد كل يوم. كما لا يحصل ما لا يقلّ عن 625 ألف طالب على التعليم".

وأكّد الخبراء أنّ "مدارس الأمم المتّحدة التي تؤوي المدنيّين النازحين قسرًا تتعرّض إلى القصف، بما في ذلك في المناطق التي حدّدها الجيش الإسرائيليّ على أنّها آمنة". وشدّدوا على أنّ تلك الهجمات "ليست حوادث معزولة، وإنّما تمثّل نمطًا ممنهجًا من العنف يهدف إلى تفكيك أسس المجتمع الفلسطينيّ". واعتبروا أنّه "عند تدمير المدارس، يتم تدمير الآمال والأحلام كذلك". وأضافوا: "نحن مدينون لأطفال غزّة بدعم حقّهم في التعليم وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر سلامًا وعدلًا".

 

يشار إلى أنّ المقرّرين الخاصّين والخبراء المستقلّين يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهي جهة حكوميّة دوليّة مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان في العالم. ويكلّفون بدراسة أوضاع حقوق الإنسان، وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان، بحسب موقع الأمم المتّحدة.

ومنذ السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، تتواصل الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزة لليوم الـ196على التوالي، وسط قصف عنيف يخلّف مئات الشهداء والجرحى يوميًّا، فيما وصلت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحقّ الفلسطينيّين إلى أقصى درجاتها خلال الأيام الأخيرة.

وارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيليّة المدمّرة على قطاع غزّة حتى ظهر الخميس، إلى 33 ألفًا و970 قتيلًا، وأكثر من 76 ألف مصاب، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحّة الفلسطينيّة في القطاع. كما تواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورًا، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدوليّة بتهمة ارتكاب "إبادة جماعيّة".