برأيك، ما هو دور سياسات المدرسة وإدارتها في خلق الجوّ الملائم لتكامل العمليّة التعليميّة؟

لسياسات المدرسة دور مهمّ في خلق الجوّ الملائم لعمليّة التعلّم والتعليم، إذ تضمن السياسات تطبيق قيم المدرسة باستمرار، وتحديد التوقّعات الواضحة، وتوفير إطار عمل لكلّ من الموظّفين والطلبة. يتحمّل الموظّفون مسؤوليّة التعرّف إلى سياسات المدرسة، والالتزام بالعمليّات الموضّحة فيها، والتي تدار بصور فعّالة من قبل الإدارة، لضمان تكامل عمليّة التعلّم في جوّ ملائم لجميع الطلبة.

 

بالعودة إلى التعليم الوجاهيّ، ما الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها الآن؟

استراتيجيّة الصفّ المقلوب مع المنصّات الإلكترونيّة، من الممارسات والتقنيّات التي استعملتها في التعليم عن بُعد وأبقيت عليها حتّى الآن. أعطيت الطلّاب "مهمّات منزليّة"، تمثّلت بمشاهدة فيديو وقراءة وثائق ذات صلة بدرس اليوم التالي على المنصّة الإلكترونيّة. وفي الصباح، مارس الطلّاب ما تعلّموه من خلال المهمّات المنزليّة المنتظمة، فتوفّرت لديّ مساحة أكبر من الوقت للتعليم الفرديّ.

 

كيف تخاطِب الاهتمامات المتعدّدة للمتعلّمين، لا سيّما الشغوفون منهم بالفنّ والموسيقى والرياضة؟

التعليم يقوم على الفنون والموسيقى والرياضة؛ فالخطّ نوع من أنواع الفنون، والقراءة تستخدم المؤثّرات الصوتيّة للتعبير عن النصّ المقروء، والرياضة تجسّد قوانين الفيزياء في شكل أنشطة ومسابقات بدنيّة.  توظيف الفنون يكون عبر إضافة الحسّ الجماليّ والإبداعيّ إلى جميع الموادّ لجعلها أكثر جاذبية وأفضل من حيث المواصفات.

أمّا الموسيقى فنوظّفها في تعليم العلوم وتحسين الذاكرة، وإضافة لمسة الانسجام لدمج جميع الموادّ التعليميّة المختلفة.  ومن أكثر الأمور فعاليّة في توظيف الموسيقى والفنون، مشاريع " STEAM" المبنيّة على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات.

 

هل متابعة مستجدات علوم التربية شرط وحيد للمعلّم الناجح؟ لماذا؟

متابعة مستجدّات علوم التربية شرط من شروط كثيرة لتشكيل معلّم ناجح وتكوينه. فالاطّلاع على هذه المستجدّات سيضيف أفكارًا جديدةً للمعلّم. ولكن يجب أن يكون المعلّم شخصًا متعلّمًا في الأساس. كما يسهم التدريب والتطوير المهنيّ والعمليّ بدور أكبر من مجرّد مواكبة تلك المستجدات. يعدّ تدريب المعلّمين أمرًا حيويًا في القرن الحادي والعشرين، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنّ طلاب الجيل الحاليّ لا يفهمون طرق التدريس القديمة، ولأنّنا لا يمكننا تعليم طلاب اليوم بمقاربات الأمس، كما أن إضفاء الطابع الشخصيّ على التعليم من أهم المتطلّبات الخاصّة بالتعلّم في القرن الحادي والعشرين.

 

ما التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد؟ وكيف تستثمر هذا التغيّر في تجديد مقاربتك التعليميّة؟

من التغيّرات التي لحظتها عند الطلبة بعد تجربة التعليم عن بعد، أنّ الطلّاب أصبحوا أكثر مهارة في استخدام التكنولوجيا وتطويعها في عملية التعلّم. صارت لديهم سهولة في استخدام المنصّات الإلكترونيّة، وإجراء الأبحاث والمهمّات ومشاركتها مع الآخرين، وإرسال المهمّات المنزليّة، وإجراء التقييمات عبر تلك المنصّات، والحصول على التغذية الراجعة الآنيّة، ما يساعد الطالب في الحصول على مستوى مميّز من التعلّم.

 

من هو الطالب الشغوف بالتعلّم؟ وكيف توظّف هذا الشغف في مادّتك أو الحصّة الدراسيّة؟

المتعلّم الشغوف طالب لديه رغبة قويّة في التعلّم، مبنية على مدى شغفه بموضوع ما. فالشغف أساسيّ في خلق جوّ تعليميّ ممتع يؤدّي إلى التعلّم والتعليم الفعّاليَن. لدي طالب يحبّ الحشرات، فاستخدمت شغفه بها لكي يتعلّم أكثر عنها، ويستخدمها في بعض المشاريع الخاصة بـِ "STEAM"، وذلك عبر تصميم أدوات مستوحاة من أعضاء تلك الحشرات وأشكالها.

 

ما رأيك في ارتداء الطلّاب الزيّ الموحّد؟

الزيّ الموحّد مناسب لبعض المدارس وغير مناسب لبعضها الآخر. فالمدارس الموجودة في بلدان معينة تفرض الزي الموحّد للحدّ من التمييز بين الطلبة، والتنمّر على من يرتدي زيًّا مختلفًا عن زملائه. وجد الباحثون أنّ حرّيّة الطلّاب في التعبير عن أنفسهم يمكن أن تكون مقيّدة بالزيّ المدرسيّ، إذ يصعب على الطلّاب تجربة أفكار جديدة عندما يضطّر جميع الطلّاب إلى ارتداء ملابس مماثلة.

 

ما مُمارساتك اليوميّة التي توظّفها لتحقيق الرفاه المدرسيّ؟

الرفاه المدرسيّ ينبع من الرفاه الشخصيّ لكلّ فرد من أفراد المجتمع المدرسيّ، ولهذا أهتمّ أوّلًا برفاه نفسيٍّ عبر التفكير بإيجابيّة، والتركيز على النجاحات، والتعلّم من السلبيّات، والتقليل من الانتقادات غير الضروريّة، ومساعدة الغير، والابتسام الدائم، وعدم التذمّر والشكوى لكي ينعكس إيجابًا على المجتمع المدرسيّ.

 

ما مجالات التطوير المهنيّ التي تطمح أن تشارك بها؟ لماذا؟

أطمح في المشاركة في مجالات كيفيّة بناء شخصيّة المربّي المتعلّم والمتميّز، لأنّنا نفتقد إليها كثيرًا في أيامنا هذه، كما أنّنا نعاني جدًّا في إيجادهم وتوظيفهم لأنّهم أصبحوا عملة نادرة.

 

بماذا تنصح شخصًا يريد أن يصبح معلّمًا؟

لو لم تكن متعلّمًا فلا تحاول أن تصبح معلّمًا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه: فمهما حاولت، عبر أخذ الشهادات والتدريبات، لن تصل إلى مبتغاك، لأنّ الطلبة يشعرون بنقاط ضعفنا، ويعرفون من هو المعلّم المتعلّم الذي لا يخاف من الخطأ بل يتعلّم منه، ويتعلّم من طلّابه ويعرف متى يقول لا أعلم. فلنبحث عن الموضوع ونكتشف ونتساءل معًا.