يرى الطلّاب الكثير من الكتب المدرسيّة في المرحلة الثانويّة، ويمكن لقليل من التوجيه أن يساعدهم في استخدامها بفاعليّة أكبر.
بنجامين باربور
يستخدم الطلّاب الكتب المدرسيّة على امتداد مسيرتهم الأكاديميّة، لكن القليل منهم يتعلّم كيفيّة استخدامها بفعّاليّة. غالبًا ما يفترض المعلّمون أنّ الطلّاب يدركون طريقة تصميم الكتب المدرسيّة، ويتقنون التعامل مع هذه المصادر التعليميّة الغنيّة بالمحتوى.
إلّا أنّ الكتب المدرسيّة تختلف عن أنواع أخرى من الكتب التي يطالعها الطلّاب، وتتطلّب مهارات خاصّة لفهم بنيتها والاستفادة من محتواها. ولهذا، فإنّ تعليم الطلّاب كيفيّة القراءة والدراسة باستخدامها يُعدّ خطوة ضروريّة، تمهّد الطريق أمام نجاحهم الأكاديميّ. إليكم بعض الأفكار لتحقيق ذلك:
التعريف بالكتاب المدرسيّ
نصيحتي الأولى هي التمهّل. احرص على تخصيص وقت كافٍ لتعريف الطلّاب بالكتاب المدرسيّ، بدءًا من عنوانه، مرورًا بأفكاره، ووصولًا إلى الموضوعات الرئيسة التي يتناولها. تجنّب أن تكلّفهم بقراءة فصل ما بطريقة عشوائيّة، بل تعامل مع الكتاب المدرسيّ باعتباره جزءًا أساسيًّا من المنهج الدراسيّ، يستحقّ الوقت والاهتمام والنقاش.
ثانيًا، وضّح للطلّاب أنّ الكتب المدرسيّة مكتوبة خصّيصًا لغرض التعلّم، وغالبًا ما تحتوي على العديد من الأدوات الإرشاديّة التي تساعدهم في فهم النصّ وأفكاره الرئيسة بشكل أفضل. أخبرهم أنّك ستعرّفهم بهذه الأدوات، ليتمكّنوا من التعامل مع كمّ المعلومات الكبير الذي قد يبدو معقّدًا في البداية.
ثالثًا، استعرض مع الطلّاب الموادّ التمهيديّة المهمّة التي يقدّمها مؤلّفو الكتاب المدرسيّ، لمساعدتهم في التعرّف إلى محتواه وبنيته. ففي بعض الأحيان، يتناول المؤلّف أو المؤلّفون النقاط الرئيسة للكتاب في المقدّمة، وقد يكون من المفيد قراءتها بتمعّن.
ناقش أيضًا مكوّنات الكتاب المدرسيّ، إذ قد لا يعرف كثير من الطلّاب كيفيّة العثور السريع على المعلومات داخله. من هنا، يُعدّ التعرّف إلى الأجزاء المختلفة للكتاب خطوة مفيدة. يمكنك الإشارة مثلًا إلى جدول المحتويات، أو الفهرس، أو صفحة العنوان، أو المراجع، أو قائمة المصادر.
رابعًا، استعرض مع الطلّاب الطريقة التي يُبنى عليها الفصل النموذجيّ؛ ما يساعدهم في التعمّق في المادّة. في أحد الكتب المدرسيّة التي أستخدمها، يتضمّن كلّ فصل ثلاثة أو أربعة دروس، ويحتوي كلّ درس على عدّة عناوين رئيسة وفرعيّة. حتّى إنّه يعتمد ترميزًا لونيًّا مختلفًا للتمييز بينهما. تأكّد من مناقشة الفرق بين العنوان الرئيس والعنوان الفرعيّ، وكيفيّة التمييز بينهما أثناء القراءة.
الإشارة إلى العلامات الإرشاديّة
يكمن الفرق بين الكتاب المدرسيّ وأيّ عمل غير روائيّ في أنّ الكتاب المدرسيّ يهدف صراحةً إلى تثقيف الطلّاب. يُدرج المؤلّفون ما يمكن تسميته "علامات إرشاديّة"، تساعد الطلّاب في الوصول إلى المعلومات الأكثر أهمّيّة. وتختلف هذه العلامات من كتاب إلى آخر. في الآتي بعض الأمثلة على العلامات الإرشاديّة التي تظهر في الموادّ التي أستخدمها:
الموادّ التمهيديّة: قد تتضمّن أسئلة أساسيّة، أو فقرة قصيرة تمهّد لموضوع الفصل أو الدرس. يُستحسن قراءة هذه الموادّ مع الطلّاب قبل الغوص في المحتوى، فهذا يُهيّئهم ويضع المعلومات في سياقها الصحيح، ما يساعدهم في فهمها بشكل أفضل.
المفردات: كثيرًا ما تُطبع المفردات الرئيسة بخطّ عريض، وهي تشكّل أساس المعرفة والفهم العميق في أيّ مجال. احرص على التأكيد على أهمّيّتها، وضرورة مراجعتها باستمرار. كما قد تظهر كلمات أخرى بارزة في تنسيقات مختلفة، مثل وضع خطّ تحتها، أو كتابتها بخطّ مائل.
الأسئلة: تتضمّن العديد من الكتب المدرسيّة أسئلة موجّهة للطلّاب، غالبًا ما تكون في نهاية كلّ درس. في أحد الكتب التي أستخدمها، تظهر "أسئلة إرشاديّة" في بداية كلّ عنوان فرعيّ. غالبًا ما أعود إلى هذه الأسئلة بعد قراءة القسم المعنيّ، مذكّرًا طلّابي بأنّه ينبغي أن يكونوا قادرين على الإجابة عنها. هذه ممارسة فعّالة لتشجيعهم على القراءة بتركيز وهدف، إذ تُشير الأسئلة إلى ما يعتبره المؤلّف مهمًّا. ليس على الطلّاب أن يخمّنوا ما يتعيّن عليهم معرفته، إذا أُرشِدوا إليه بوضوح.
الصور والرسوم البيانيّة والتعليقات التوضيحيّة: إذا وُجدت صورة في الكتاب، فهذا يعني أنّها تؤدّي دورًا مهمًّا. نبّه الطلّاب إلى هذه الحقيقة، إذ غالبًا ما يتجاوزون الصور والتعليقات التوضيحيّة المصاحبة لها دون انتباه. كما إنّ مراجعة الصورة والتعليق المرتبط بها يمكن أن تكون أداة فعّالة لتقييم فهم الطلّاب للمادّة بعد الانتهاء من قراءتها.
النصّ الإضافيّ: كثيرًا ما تحتوي الصفحات على مربّعات جانبيّة، تتضمّن اقتباسًا أو معلومة منفصلة عن النصّ الرئيس. قد يُطلق على هذا النوع من النصوص أسماء مثل "الهامش الجانبيّ" أو "الصندوق التوضيحيّ" أو ببساطة "صندوق النصّ". شجّع الطلّاب على قراءته بعناية، وساعدهم في التفكير في سبب إدراجه خارج التسلسل الأساسيّ للمحتوى.
اقتراحات للدراسة: يتضمّن أحد الكتب التي أستخدمها في صفّي قسمًا خاصًّا بأفكار واستراتيجيّات للدراسة، من بينها توجيه الطلّاب إلى إنشاء مخطّطات بصريّة تساعدهم في تنظيم المعلومات وتبسيطها. توفّر هذه الاقتراحات فرصًا مثاليّة للتعلّم بذكاء، لا بجهد مضاعف.
الدراسة باستخدام الكتب المدرسيّة
ثمّة طرائق عديدة يمكن للمعلّمين اعتمادها لدمج الكتب المدرسيّة في الصفّ بطريقة أكثر طبيعيّة وتفاعليّة. وتساعد الأنشطة الآتية الطلّاب في التعمّق في بنية كتبهم المدرسيّة وفهم الغرض منها:
التقييمات المفتوحة: يُعدّ السماح للطلّاب باستخدام كتبهم المدرسيّة أثناء اختبار قصير أو امتحان، فكرةً مثيرة للجدل، وغالبًا ما يُنظر إليها بسلبيّة. مع ذلك، تساعد هذه التقييمات الطلّاب على التعرّف إلى هيكل الكتاب المدرسيّ والتنقّل فيه بفاعليّة. أستخدم هذا النوع من التقييم بالتوازي مع تقييمات لا يُسمح فيها باستخدام الكتاب.
إعداد الرسوم التوضيحيّة والأشكال: اطلب من الطلّاب البحث عن معلومة أو قصّة أو مجموعة بيانات لا تصاحبها صورة أو رسم توضيحيّ، ثمّ اطلب إليهم رسم شكل أو صورة تعبّر عن هذه المعلومة في دفاترهم.
العناوين الرئيسة والفرعيّة: من الأنشطة السريعة والفعّالة أن يحوّل الطلّاب كلّ عنوان رئيس أو فرعيّ إلى سؤال، ثمّ يجيبوا عنه باستخدام معلومات من القسم المعنيّ بالدراسة.
التوقّعات: اطلب من الطلّاب النظر إلى سؤال وارد في الدرس، أو إلى رسم توضيحيّ أو مخطّط، ثمّ توقّع الموضوع الذي ستتناوله الفقرة أو القسم المرتبط به. يمكن تنفيذ هذا النشاط ضمن إطار استراتيجيّة "فكّر – زاوج – شارك".
اختبار تمهيديّ للمفردات: زوّد الطلّاب بقائمة من المفردات التي سيتعاملون معها أثناء الدرس، واطلب إليهم محاولة تعريفها قبل البدء بالدراسة. بعد ذلك، اطلب إليهم مقارنة تعريفاتهم بتعريفات الكتاب المدرسيّ. يكون هذا النشاط أكثر فاعليّة عندما تكون المفردات مرتبطة بموضوع يمتلك الطلّاب خلفيّة سابقة عنه.
الملخّصات: تُحدث مشروعات الكتابة القصيرة أثرًا كبيرًا. اطلب إلى الطلّاب تلخيص درس أو قسم في فقرة واحدة، أو حتّى في جملة واحدة. يُساعدهم هذا التمرين في تحديد النقاط الرئيسة وتلخيصها بدقّة.
تتطلّب قراءة الكتب المدرسيّة نوعًا خاصًّا من التأنّي والتركيز. وبتدريب الطلّاب على قراءتها بعين نقديّة، وبالاستفادة من الإشارات والإرشادات التي يضعها المؤلّفون عمدًا في النصّ، يمكن للمعلّمين أن يوفّروا لهم أدوات فعّالة تسهم في تعزيز مهاراتهم الدراسيّة.
Originally published (March 26, 2025) on Edutopia.org. [Teaching Students to Read a Textbook] was translated with the permission of Edutopia. While this translation has been prepared with the consent of Edutopia, it has not been approved by Edutopia and may therefore differ from the authentic text. In case of doubt the authentic text should be consulted and will prevail in the event of conflict.