مساحة نموّ وتطوّر آمنة ومحفّزة تعمل في عمّان- الأردن، تستقبل الأطفال واليافعين/ اليافعات (6-17 سنة) في أندية متنوّعة خلال العام الدراسيّ، وفي مخيّمات صيفيّة خلال عطلة نهاية العام. تصمّمُ أكوان برامج متعلّقة بالزراعة الحضريّة، واستكشاف الكائنات الحيّة داخل المدن وخارجها، والمشي والتخييم في الطبيعة، والعمل ضمن فريق، والقدرة على اتّخاذ القرارات الجماعيّة، واكتساب مهارات عمليّة تدعم استقلاليّة الأطفال، والتعبير عن الذات من خلال تأليف الحكايات وسردها والمسرح والفنون الأخرى. كما تُساندُ قدرات الأطفال على التساؤل، والتأمّل بالعالم المحيط بشكل نقديّ.
وُلدت أكوان، رسميًّا سنة 2020، قبل بداية جائحة كورونا ببضعة أيّام، وهي ناتج شغف الفريق بمفهوم التعلّم، وتراكم خبرات أعضائه وعضواته وامتزاجها مع خلفيّاتهم المختلفة. ينبع المشروع من الاعتقاد بأنّ المُجتمعات، في الواقع الحاليّ، بحاجة إلى مساحات تحويليّة متاحة لإعادة تخيّل التعلّم والتربية من خلال التجربة. وتنطلق آليّات عمل أكوان وتصميم برامجها من فكرة أنّ الفلسفة، والذكاء العاطفيّ والاجتماعيّ، وتشكّل الهويّة، والمهارات العمليّة التي تحوّل المستهلكين/ المستهلكات إلى منتجين/ منتجات، والروابط مع الطبيعة، والعلاقة السليمة مع النفس والجسد، هي عناصر مفتاحيّة لاختبار طفولة صحّيّة، وتمهّد لحياة واعية وأصيلة.
تواكبُ أكوان، من خلال نهجها التقاطعيّ: "عقل نقديّ، قلب مُحبّ، جسد صحّيّ"، الأطفالَ في رحلة تنمية هذه العناصر الثلاثة بالتوازي وبطريقة متكاملة. وتطبِّقُ هذا النهج ضمن أنشطتها كافّة؛ فإلى جانب التركيز على اكتساب المهارات التقنيّة والحياتيّة أو الفنّيّة المحدّدة التي تصبّ في الموضوع المحوريّ في كلّ نادٍ أو مخيّم يُعقد، تُساند الأطفالَ ليكتسبوا القدرة على فهم مشاعرهم والتعبير عنها، ويتعرّفوا إلى كيفيّة التعامل معها. كما يتمّ التركيز على مهارات الإصغاء وصياغة الأسئلة الواضحة، وتقديم الحجج المنطقيّة للأفكار الّتي يتمّ التعبير عنها، بالإضافة إلى التركيز على تنمية القدرات الجسديّة واستكشافها. وهي تؤمن بالحاجة الماسّة إلى تربية الأطفال في مجتمعاتنا على احترام التعدّديّة والاختلاف، لذا تسعى إلى استقبال أطفال من خلفيّات اجتماعيّة واقتصاديّة مختلفة ومن دول متنوّعة، ليختبروا التنوّع الموجود في العالم ويتعاملوا مع الاختلاف، ويبذلوا مجهودًا مشتركًا لتوفير بيئة مريحة للجميع. وتتطلّعُ أكوان، حين توفُّر الإمكانات المادّيّة في المستقبل، إلى تهيئة المساحة لاستقبال أطفال ذوي إعاقات حسّيّة وحركيّة ونفسيّة - اجتماعيّة.
وتعتقد أكوان أنّ الأطفال لا ينشؤون في قوقعات تنتهي عند حدود الأسرة، بل في مجتمعات أوسع تتضمّن دوائر اجتماعيّة مختلفة، وتدعو الأطفال وأهاليهم، أو محتضنيهم، إلى أن ينضمّوا إلى رحلة تعلّم جماعيّة، يتشاركها المربّون والمربّيات وأفراد المجتمع الأهليّ والعائلات والأطفال، إيمانًا من الفريق بأنّ تنشئة الأطفال هي عمليّة تشاركيّة. ويمثّل دور المربّين والمربّيات وقدرتهم على تجسيد وممارسة النهج الموصوف، عاملين أساسيّين في هذه الرحلة التربويّة، لذا تركّز أكوان على بناء أرضيّة تكافليّة نقديّة بين الميسّرين والميسّرات، والمتطوّعين والمتطوّعات، وجميع البالغين والبالغات المشاركين/ المشاركات في الأنشطة مع الأطفال؛ فيواكبون ويساندون بعضهم البعض سعيًا لفهم تاريخهم الشخصيّ وما يجلبون معهم من تجارب إلى هذه المساحة، واستكشاف قدراتهم وحدودهم البشريّة، وتطوير أدوات تساعدهم على فهم أنفسهم، وبالتالي على مساعدة الأطفال على إيجاد مكانهم في هذا العالم والتفاعل معه بحبّ واحترام ومسؤوليّة. تبني أكوان هذه الأرضيّة التربويّة المشتركة عن طريق اجتماعات متابعة وتقييم، ولقاءات مواكبة تربويّة دوريّة يبحثُ الفريق فيها ويجرّب تمارين وأدوات تربويّة مختلفة، كما يتعمّق في أنواع ردود الأفعال وأسبابها من خلال الأنشطة مع الأطفال، ويعبّر عن المشاعر المختلفة خلال العمل، ويتعامل معها بشكل فرديّ أو جماعيّ.