أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها
أهمّيّة صحّة الطفل النفسيّة وطرق تعزيزها

تُمكِّن الصحّةُ النفسيّة السليمة طفلَك من الشعور بحبّ نفسه ومن حوله، حيث تؤثِّر في كيفيّة تعامله مع المشكلات التي يواجهها في محيطه مع أقرانه. يشعر طفلك ذو النفسيّة الصحيّة بالرضا والثقة والامتنان في الأوقات التي يُتوقَّع منه الشعور بذلك. لكن، من جهةٍ أخرى، قد لا تتوافق توقّعاتنا تمامًا مع ما يشعر به الطفل أحيانًا.

 

ما أهمّيّة صحّة طفلك النفسيّة السليمة؟ 

يعود السلوك الصحّيّ المتمثّل في التفوّق الدراسيّ والنموّ الاجتماعيّ والعاطفيّ والاندماج في العلاقات إلى أساس واحد، هو الصحّة النفسيّة السليمة التي تساعد طفلك على:

التفكير السليم 

يعكس تفكير طفلك السليم قدرته على حلّ المشكلات التي يواجهها في المدرسة أو المنزل بفطرته الطبيعيّة. بالإضافة إلى قدرته على التواصل وإبداء آراء تناسب سنّه حول الأحداث والمواقف التي يشهدها. 

تكوين شخصيّة قويّة 

لا يتشتّت عقل طفلك ذي النفسيّة السليمة بالأفكار السلبيّة التي تؤدّي به إلى الانعزال، بل تتفتّح آفاقه للتفاعل وإثبات وجوده بين الأفراد الذين يحيطون به.   

التمتّع بصحّة بدنيّة جيّدة 

نقول إنّ "العقل السليم في الجسم السليم"، ولكنّ الحقيقة هي أنّ صحّة الإثنين من صحّة بعضيهما. عندما يتمتّع طفلك بصحّة عقليّة سليمة يستطيع حينها التركيز على صحّة جسده والمحافظة على توازن شهيّته للطعام.  

التأقلم مع المحيط بسهولة

شخصيّة طفلك القويّة التي تعكس صحّة نفسيّته تمكّنه من الانخراط في المحيط والتواصل السلس مع الأفراد الذين يقابلهم في أيّ مكان.  

تكوين علاقات صداقة سليمة 

تكوين طفلك علاقات صحيّة جيّدة مع زملائه في المدرسة دليل واضح على صحّة نفسيته. لكن، عدم تكوينه علاقات صداقة قد لا يعني بالضرورة أنّ صحّته النفسيّة غير سليمة، إذ من الممكن أن يكون طفلك انطوائيًا، وهذه قضيّة مختلفة تمامًا لها حلولها الخاصّة.   

 

اقرأ أيضًا: الرهاب الاجتماعيّ عند الأطفال: أسبابه وعلاجه 

 

تعلّم المهارات الأكاديميّة والاجتماعيّة الجديدة 

يستطيع طفلك التركيز على تعلّم مهارات جديدة كلّ يوم عندما يكون تفكيره سليمًا. لذلك، تُعدّ مجاراته أقرانه في التفوّق الأكاديميّ، أو امتلاكه مهارات مختلفة أدلّةً واضحة على تحلّيه بنفسّية سليمة.   

 

كيف تُعزِّز صحّة طفلك النفسيّة؟ 

نعلم أنّ تنشئتك طفلًا ذا صحّة نفسيّة سليمة يمنحك السلام الداخليّ والاطمئنان بنجاحك في واحدة من أهمّ المهمّات المنوطة بك بوصفك مُربيًّا. لذلك، دعنا نساعدك في هذه المهمّة بتقديم بعض الأدوات التربويّة التي من شأنها تعزيز صحّة طفلك النفسيّة:  

أشعره بقربك 

تخصيص وقت لطفلك في خِضَم مشاغل العمل والحياة يُشعِره بمدى أهمّيّته بالنسبة إليك. يمكنك، مثلًا، مشاهدة فيلم معه من حين إلى آخر، أو أخذه للتسوّق، أو مشاركته اللعب بالألعاب التي يستمتع بها.  

استمع إلى ما يعبِّر عنه 

امنح طفلك اهتمامك الكامل واستمع إليه عند تعبيره عن مشاعره وأفكاره. اسأله عن أصدقائه ومعلّميه، وعن النشاطات التي يقوم بها في المدرسة، وكيفيّة تعامله مع المحيط والأفراد والمواقف. قدّم له نصائحك الأبويّة الفعّالة، سواءً أطلبها أم لم يطلبها.   

أثنِ عليه 

غالبًا ما نلتفت إلى التصرّفات السيّئة التي يقوم بها أطفالنا، وننسى، في المقابل، الثناء عليهم عندما يحسنون التصرّف. لا تنسَ أن تمدح طفلك بين الحين والآخر، لمنحه الثقة التي يحتاج إليها، والتي تكوّن لديه أساسًا سليمًا لصحّته النفسيّة. 

تجنّب نعته بصفات سلبيّة 

لا بأس من توجيه طفلك ولفت نظره إلى تصرّفاته السلبيّة، وحثّه على تغييرها. لكن، تجنّب نعته بصفات سلبيّة، مثل الكسل أو الكذب أو الغباء. صحّح سلوك طفلك الخاطئ بتوضيح الآثار السلبيّة المترتبّة على تصرّفاته.  

كن واقعيًّا في أفكارك عن طفلك 

لا تتوقّع من طفلك ما يفوق قدراته، وتجنّب مقارنته بغيره، لأنّ ذلك يُحبط معنويّاته تجاه نفسه، ممّا قد يعيده خطوة إلى الوراء في كلّ مرّة يحاول فيها أن يكون أفضل. وبالتالي، سيفقد رغبته في التعلّم وستسوء حالته النفسيّة تلقائيًّا. امدحه، بدلًا من ذلك، على أبسط جهوده، وابقَ على تواصل دائم معه لتحسين أدائه. 

علّم طفلك كيف يتخلّص من القلق 

شجّع طفلك على التخلّص من الأفكار السلبيّة، والاستمتاع بفعل الأشياء التي يحبّها، لتخفيف الضغط النفسيّ الناجم عن المشكلات اليوميّة التي يواجهها في المدرسة وغيرها. على سبيل المثال، شجّعه على اللعب في الهواء الطلق مع الأصدقاء، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة. يمكنك تعليمه الاسترخاء أيضًا، ومحاولة استحضار الأفكار أو الذكريات السعيدة التي عاشها، أو التي يودّ أن يعيشها. 

كن قدوته في التفكير الإيجابيّ 

أنت لا تدرك مدى انتباه طفلك لتصرّفاتك وأساليبك في التفكير، فالأطفال يتمعّنون بكلّ تفاصيل والديهم. لذلك، استغلّ انتباه طفلك بأقصى درجات الحكمة، وحافظ على هدوئك أمامه عند تعرّضك لضغط ما. سيدرك طفلك إدراكًا غير مباشر أنّ التوتّر أمرٌ طبيعيّ وأنّ الهدوء هو الوسيلة الأمثل في التعامل مع المشكلات المختلفة.  

 

* * *

لا تلغي الضغوطات النفسيّة التي تواجهها، وأنت شخص بالغ، الضغوطات النفسيّة التي يمرّ فيها طفلك؛ فلكلّ مرحلة عمريّة مشكلات لا يشعر بصعوبتها إلّا من يمرّ فيها. كن مع طفلك قلبًا وقالبًا، ففي الأوقات التي يشعر طفلك فيها بالإحباط أو الحزن، يكون في أمسّ الحاجة إلى العثور على ملاذ يحتويه، ويشعره بالأمان، ويخبره أنّ حضن شخصٍ قريب أكبر من الدنيا وما فيها.  

 

اقرأ أيضًا

أسباب عسر القراءة عند الأطفال وطرق معالجتها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

صفات الطفل المدلّل وكيفيّة تقويمه | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://raisingchildren.net.au/school-age/health-daily-care/mental-health/children-s-mental-health  

https://www.healthhub.sg/live-healthy/419/boosting_childs_mental_wellbeing  

https://www.mhanational.org/what-every-child-needs-good-mental-health  

https://arabicpost.net/opinions/opinion/2022/03/19/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-2/#:~:text=%D9%88%D8%AA%D9%83%D9%85%D9%86%20%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84,%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%20%D8%AA%D9%85%D8%B1%D9%8F%D9%91%20%D8%A8%D9%87%D9%85%D8%8C%20%D8%AD%D9%8A%D8%AB%20%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86