التعليم عن بعد- إشكاليّات وتحديّات وفرص
التعليم عن بعد- إشكاليّات وتحديّات وفرص

 

نظمت مجلة منهجيات ندوة إلكترونية تحت عنوان "التعليم عن بعد: إشكاليات وتحديات وفرص". وجاءت الندوة استجابة للحاجة إلى مناقشة القضايا التي أفرزتها ضرورة اعتماد التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا. عُقدت هذه الندوة الإلكترونية للتداول في الإشكاليات التي يطرحها نهج التعليم عن بعد، والتحديات التي يواجهها الفاعلون المباشرون في عملية التعليم والتعلم، والفرص التي يتيحها التعليم عن بعد للمعلمين والطلاب على حد سواء. حاورت الدكتورة رولا قبيسي، رئيسة تحرير مجلة منهجيات"، المشاركين في الندوة، وهما: السيدة نضال حيدر من قطر، والدكتور عبد الجليل عكاري من سويسرا. 

 

أكدت السيدة نضال حيدر على اتساع الفجوة بين المدارس في ظل هذه الأزمة؛ فهناك مدارس تمكنت من التعويض جزئيًا؛ وهى تلك المدارس التي تمكنت من التحكم في إدارة عملية التعليم عن بعد، وتوفير وسائط ومنصات تقدم للطالب نوعًا من الدعم، والمدارس التي تعاني من غياب الإمكانات البيتية والمادية والذاتية، لعدم حصولها على التدريب الكافي، وهي في نظرها الفئة الأغلب والأعم من مدارس معلمي العالم العربي. وبخصوص هذه الأزمة قالت السيدة حيدر: "الأزمة فعّلت واستفزّت بداخلنا الكثير من الممارسات، والأشهر الأربعة الماضية أكسبتنا بعض العادات والاستعدادات". وأكدت أن ما اكتسبناه في هذه الأزمة لن يذهب سدى، مشجعة على استكمال التدريب، لأن إكساب العادات لا يحدث فجأة أو بشكل عشوائي، بل يحتاج إلى تدريب ورعاية من المنظومة بأكملها. وأكدت على ضرورة الوعي بأهمية التكنولوجيا كوسيلة، وأهمية الحصول على التعليم الجيد كحق. وشدّدت على دور الأفراد في استكمال هذه المهمّة، ودور التعلم في كل المستويات.

 

من جانبه قدم الدكتور عبد الجليل عكاري توصيفا لوضع استخدام التكنولوجيا في العالم العربي، مؤكدا أن الإحصاءات تشير إلى أن حوالى 50% في العالم العربي يتعاملون مع وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن ذلك في نظره لا يعني أن التكنولوجيا تستخدم لأغراض تعليمية. وأضاف الدكتور عكاري أن التقدم في استعمال التكنولوجيا اقتصر في العالم العربي على التواصل الاجتماعي والتسلية، بينما التحدي الرئيس في اعتقاده هو استعمالها للتعليم، والتحصيل، وتكوين مهارات الطلبة.

 

وأشار الدكتور عكاري إلى أن ثمة مشاكل مرتبطة بضعف استعمال التكنولوجيا في التعليم. وفي رأيه أن استيراد التكنولوجيا أمر سهل. ودعا بالمقابل إلى تكوين البرامج، وضبط المحتوى، وفقًا للمحيط الاجتماعي والثقافي، ليتاح المجال للمسؤولين والمدرسين كي يتحولوا من استعمال التكنولوجيا للتسلية إلى استعمالها لتطوير جودة التعليم. وأكد أن الحديث عن التعليم عن بعد يستوجب اعتبار ثلاثة محاور وهي: "الوصول إلى التكنولوجيا؛ وهي في نظره مسألة تقنية. واستخدام التكنولوجيا في التعليم ليكتسب التلميذ والمعلم خبرة في استعمال التكنولوجيا، وهذا في نظره يتطلب تكوينا، فأغلب الدول استيقظت مع الكورونا على مسألة قلة التكوين حول استخدام التكنولوجيا حتى في نظام التعليم العالي. وأخيرا نتائج استخدام التكنولوجيا في التعليم وآثاره، ووصف هذا المحور بالنقطة صعبة المنال حتى مع الدول المتقدمة.

 

وأكد الدكتور عكاري على ضرورة تشارك جميع الفئات الفاعلة في إعادة بناء النظام التعليمي، مشددا على أهمية بناء مجتمع مدني ديمقراطي قائلا: "أزمة كورونا أظهرت حتى في الدول الليبرالية، أن العنصر المهم في التعليم هو الدولة، إذا كانت الدولة قوية سيكون التعليم قويًا. وجودة التعليم في دولة ما لا تكون إلا بجودة المعلمين الذين يستخدمون التكنولوجيا لتطوير الجودة".