eTwinning أسلوب عالميّ تطبيقيّ في التعليم الحديث
eTwinning أسلوب عالميّ تطبيقيّ في التعليم الحديث
2022/10/30
أسماء رمضان مصطفى | مُعلّمة لُغة إنجليزيّة- فلسطين

ما هي التوأمة الإلكترونيّة "eTwinning

تُعدُّ التوأمة الإلكترونيّة من المفاهيم والاستراتيجيّات الحديثة التي تتعدّد استخداماتها في تعليم الطلبة وتثقيفهم، بالإضافة إلى التطوير المهنيّ للمعلّمين. يأتي ذلك ضمن التوجّهات العالميّة الحديثة في التعليم، إذ سبق وطُبِّقت في دول أوروبيّة عديدة، كما في بعض الدول العربيّة، كإحدى البدائل التربويّة لإدارة الأزمات.

وضمن السياق ذاته، اعتُمِدَ أسلوب التوأمة في أنظمة التعليم لدى غالبيّة دول العالم، لتمكين الطلبة الملتحقين في المدارس من استكمال بعض العمليّات التعليميّة عبر استكشاف العالم من حولهم من خلال تقنيّات رقميّة حديثة، من داخل فصولهم الدراسيّة الاعتياديّة. ويُذكر أنّ بويل وآخرون أشاروا إلى الأدبيّات العالميّة في التطوير المهنيّ للمعلّمين، والتي أوضحت أنّ أنشطة التطوير المهنيّ التقليديّة وبرامجه، كالمشاركة في المؤتمرات أو ورش العمل، لا تُحقّق الكفاية المطلوبة في اكتساب المهارات، ولا التغيُّر الجذريّ المطلوب لما سيُطرح من قِبل المعلّم، وكيفيّة طرحه للطلبة. لذا، باتت الحاجة ملحّة إلى إيجاد برامج تطوير مهنيّ تتطلّب التعاون بين المعلّمين على المدى الطويل، بحيث يمكن من خلالها تبادل الأفكار والممارسات التعليميّة والتربويّة. وهُنا نعودُ للسؤال: ماذا تعني كلمة التوأمة الإلكترونيّة "eTwinning"؟

تشير الدراسات إلى أنّ كلمة التوأمة الإلكترونيّة تنقسم إلى كلمتين: الأولى "التوأمة،" وتعني الشراكة المتبادلة؛ أمّا الثانية فهي "الإلكترونيّة،" وتعني استخدام التكنولوجيا وتقنيّة المعلومات. وأضافت، هذه الدراسات، أن العديد من منصّات التوأمة الإلكترونيّة تُعدُّ بيئات تعليميّة تشاركيّة، إلّا أنّ الأصحّ هو كونها شبكات تواصل اجتماعيّة بغرض التعليم وتبادل الخبرات والثقافات بين المتعلّمين. وهي منصّة للتعاون والعمل على المشاريع باستخدام الوسائل الإلكترونيّة وعن بُعد، والتي يتم خلالها خلق الفرص لتطبيق ممارسات التعليم الفعّالة، لزيادة المهارات المطلوبة للقرن الواحد والعشرين. ويُعدّ أسلوب eTwinning جسرًا يربط بين الفصول الدراسيّة الإبداعيّة بعضها ببعض حول العالم الخارجيّ، ويعدُّ إضافة نوعيّة لطرائق التدريس الحديث؛ حيث يدمج المتعلّمين من بلدان مختلفة داخل غرف افتراضيّة متزامنة العمل، ويعزّز التفاعل الكثير من القيم والمفاهيم الإيجابيّة لديهم، علاوة على كونه مثالًا جيّدًا للابتكار في توظيف تقنيّة المعلومات والتكنولوجيا الحديثة في المدارس.

 

نشأة التوأمة الإلكترونيّة في التعليم

إنّ التطوّر الملحوظ في وسائل الاتّصال عالميًّا جعل من العالم قرية صغيرة، وأدّى إلى انتشار أساليب حياتيّة جديدة نشأت بسبب ما يُعرف بالثورة التكنولوجيّة، والتي أصبح بالإمكان الاستفادة منها في مجالات التعلّم والتعليم. كما ظهر مصطلح التعليم عن بُعد، أو التعليم الإلكترونيّ، وهو نظام تعليميّ يعتمد على إيصال المادّة التعليميّة إلى الطالب عبر وسائط اتّصال تكنولوجيّة متعدّدة، حيث يكون المتعلّم بعيدًا عن المُعلّم. ويشمل هذا النظام مختلَف أساليب التدريس، لجميع المراحل التعليميّة التي لا يُشرف عليها معلّمون بطريقة مباشرة ومستمرّة كعمليّة التعليم التقليديّة، كما يُعدّ أحد طرق التعليم الحديثة الهادفة إلى جذب الطلّاب الذين تمنعهم الظروف العاديّة من الاستمرار في برنامج تعليميّ تقليديّ، أو مغادرة بلادهم.

وتُعرِّف منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، نظامَ التعليم عن بعد بأنّه عمليّة اتّصال غير مباشر بين طالب ومعلّم يفصل بينهما الزمان والمكان، ويتمّ الاتّصال باستخدام الوسائط التعليميّة المطبوعة أو الإلكترونيّة.

وتسعى أنظمة التعليم الرسميّة والخاصّة، في شتّى دول العالم، جاهدةً إلى صناعة العقول من معلّمين ومتعلّمين على حدٍّ سواء. وذلك من خلال توفير تعليم نوعيّ يعتمد إنشاء علاقات جيّدة مع المجتمعات التعليميّة في الخارج وتوظيف أمثل للتكنولوجيا، من خلال الاتّصال والتواصل الهادفَين عبر وسائل التواصل الاجتماعيّة التعليميّة المختلفة المواكبة للتطوّر العلميّ.

 

إنّ متابعة أحدث ما توصّل إليه العلم الحديث في علوم التربية، وأنواع العلوم الأخرى التعليميّة والعلميّة يستحقّ أن تولي وزارات التربية والتعليم اهتمامًا خاصًّا به لتطوير قدرات المعلّمين والتعليم؛ وذلك لخلق جيل قادر على التفكير بطرق إبداعيّة، وحلّ المشكلات، وجادّ في التعلّم الذاتيّ، مسايرٍ للتطوّر التكنولوجيّ المحيط به. الأمر الذي يمكّنهُ من كسر الحدود والحواجز المفروضة عليه، للنهوض بنفسه من أجل مستقبل أفضل لوطنه.

إنّ المصدر الرئيس لفكرة التشبيك العالميّ هو أكبر الشركات المنتجة للبرمجة؛ فعملت شركة مايكروسوفت، على سبيل المثال، على تطوير خدماتها لتمتدّ إلى قطاع التعليم منذ أكثر من عشرة أعوام، وعزّزت فكرة المواطنة الرقميّة العالميّة، من خلال تطويرها منصّة "Microsoft Educator Center"، وبرنامجها "Skype" الذي من خلاله تقوم فكرة اللعبة التربويّة التعليميّة العالميّة "Skype Mystery Call" بين مجموعات المتعلّمين في هذا العالم بقيادة معلّميهم. ويحذو حذوها في ذلك شركات أخرى مثل جوجل، وآبل، وناشيونال جيوغرافيك، وغالبيّة منصّات التعليم الإلكترونيّ التي ظهرت مؤخّرًا، حيث أوجدت هذه الأدوات الرقميّة العديد من المشاريع التعليميّة العالميّة، والتي تعتمد في نظامها التعليميّ على أسلوب التوأمة الإلكترونيّة بالأسلوب ذاته إلى حدٍّ ما.