وليد النعيميّ- مستشار تربويّ- العراق
وليد النعيميّ- مستشار تربويّ- العراق
2021/12/21

كيف تتخيّل شكل التّعليم لو لم يكن هُناك مدارس؟ وما هو مستقبل المدرسة كمكانٍ، خصوصًا بعد تجربة التّعليم عن بُعد؟ 

العمليّة التعليميّة تسير بشكل طبيعيّ بمدرسة أو بدونها، ولكنّ الفروقات تتضمَّن العدد الأكبر من التلاميذ، فبدون المدرسة بالإمكان تخريج أعداد لا يستهان بها، ولكن، في جميع الأحوال، تكون قليلة جدًّا بالمقارنة مع بُنى المدارس الحديثة. التعليم في بداياته كان أشبه بحلقات التعليم في المواقع الدينيّة، وتحديدًا في العالم الإسلاميّ، أمّا بالنسبة للغرب، فهنا تم استعمال التقنيّات العلميّة في التخطيط المُسبق.

لا يمكن الاستغناء نهائيًّا عن المدارس، وتحديدًا المراحل الابتدائيّة ولغاية المرحلة التاسعة تقريبًا، لكون المرحلة تتطلّب الحضور التقليديّ، المباشر، لأنّ الطالب، في هذه المراحل، يتأثّر التأثّر الأكبر بمعلّمه كونه يتقمّص شخصيّته ويقلّده ويعتبره المعلّم الروحيّ، لذلك، وكما ذكرنا أعلاه، التعليم عن بُعد لا يعطي ثمارًا أكثر مع المراحل الأوليّة في التعليم، لأنّ الطالب يريد من يوجّهه ويشرف عليه ويتابعه في مختَلف الأمور التعليميّة، حتى في موضوع الجلوس أو التحدّث مع الغير.

 

ما هي أوّل نصيحة تنصح بها مُعلمًا جديدًا؟ لماذا؟ 

الأوّل: يجب إشراك الخرّيجين الجدد في الدورات التطويريّة في مجال التنمية المهنيّة، حسب تخصّصاتهم، لتنمية مهاراتهم العمليّة قبل مباشرتهم الفعليّة في مواقعهم الوظيفيّة.

الثاني: تجب إعادة تأهيل مهنيّ للخرّيجين القدماء، من مضى على تخرّجهم كحدٍّ أدنى خمسة سنوات وأكثر، وإعادة إشراكهم في الدورات التطويريّة المتعلّقة بالبرامج ذات العلاقة بالتخصّص العلميّ لكلّ منهم، ما يؤهّلهم لممارسة التعليم المحدث في المناهج العلميّة، الذي عادة ما يتغيّر بين فترة وأُخرى، وتحديدًا في بلدان المنطقة العربيّة بشكلٍ عامّ.

المتابعة العلميّة للمادّة التعليميّة للفئتين أعلاه في الجانب التخصّصي مهمّ جدًّا كونهُ يتطوّر منهجيًّا بشكلٍ مُستمرّ، من هُنا، فإنّ الاشتراك في دورات تنمية المهارات المهنيّة والتخصّصيّة أمر مهمّ وضروريّ ويمكّنهُ من المُباشرة في العمل بشكلٍ علميّ مهنيّ.

 

ما هو تعريفك للدهشة؟ وكيف وصلت إلى هذا التّعريف؟

الدهشة هي المفاجأة عند حدوث شيء غير مألوف، أو غير متوقّع حدوثه مسبقًا. أو نتيجة غير متوقّعة الحدوث وهي أحد فروع الصدمة، وقد توصّلت لهذه الإجابة من خلال خبرتي العمليّة الحياتيّة.

 

ما هي مصادر الإلهام في مسيرتك التعليميّة؟ لماذا؟

الإلهام نوعان: ربّاني، إذ يُلهم الباري عز وجلّ الشخص المعنيّ في أي وقت يشاء. وبشريّ، عند التأمّل والتفكير في أي جانب من جوانب الحياة العلميّة أو العمليّة.

ومن مصادر الإلهام المطالعة وقراءة الكتب بشكل مستمرّ، والمتابعة العلميّة لجميع المؤتمرات والندوات والورش ذات العلاقة بالتخصّص العلميّ التعليميّ.

 

من هو الطّالب المُتميّز برأيك؟ لماذا؟ 

هو الطالب الذي يوجِد، على الدّوام، طرقًا بديلة للحلول الاعتياديّة في المسائل عند أجوبته؛ أي يُجيب بطرقٍ غير معروفة أو معتمدة مسبقًا.

 

حسب معاييرك، كيف تصف المُعلّم المُلهم؟  

هو المعلّم الذي يحقّق المستحيل.

إنتاجيّة المعلّم تنقسم إلى كفاءته وفاعليّته في عمليّة التعليم، إذ تنتجان، كفاءته وفاعليّته، ما يسمّى بالإنتاجيّة. هُنا، يُنتج ويحقّق المستحيل باعتماد نظريّة التعليم بأسلوب خاصّ وفريد.

 

ما هو الموقف الذي تندم عليه في مسيرتك التعليميّة؟

تتطلّب عمليّة التعليم في المرحلة الابتدائيّة بشكلٍ مستمرّ إلى استعمال أسلوب التعليم المرن، عدم استعمال الشِّدَّة نهائيًّا في هذه المرحلة، أمّا في المرحلة الثانويّة فقد تتطلَّب الدمج بين التعليم المرن والشِّدَّة معًا، لتوافق الأعمار بالنسبة للتلاميذ، كونها مرحلة مراهقة صعبة بالنسبة لبعض التلاميذ، وتحديدًا من يعيشون في المجتمعات الشرقيّة بشكلٍ عامّ.

 

برأيك، كيف تؤثّر علاقة الإدارة بالمُعلّم على مسيرتهِ؟

ينقسم الجواب إلى شطرين:

1. تأثير مباشر على المعلّم الجديد لكونه يعتبر الإدارة تملك النفوذ والسلطة الأعلى والمرجع في التوجيهات والنصائح المتعلّقة بالعمليّة التربويّة.
2.  تأثير غير مباشر على المعلّم المخضرم لكونه تجاوز العلاقة الروتينيّة بالإدارة.

 

ما الذي تُريد أن تمحوهُ من طريقة التّدريس والتّقييم في مدارس اليوم؟

علينا المحافظة على الطرق التقليديّة الكلاسيكيّة، كونها، برأيي، تُحقّق النجاح والتفوّق من خلال التجارب السّابقة لغاية تسعينيّات القرن الماضي وتتطابق مع الواقع الفعليّ المطلوب. وبغضّ النظر ما تطمح إليه بعض المنظّمات الأجنبيّة، كونها تبحث عمّا هو جديد، الأمر الذي قد لا يتلاءم مع الواقع العربيّ، كون، هذه المنظّمات، لا تتعامل مع الواقع وما هو مطلوب من المجتمعات تطبيقه وتعلّمه حسب معايير المستوى الاجتماعيّ الفعليّ.

 

ما هو الكِتاب الذي لهُ تأثير كبير عليك وعلى تجربتك في الحياة؟  

طبيعة الإنسان في ضوء فسلجة بافلوف بجزئيه الأوّل والثاني.

من الجدير بالذكر أن المعلّم الذي لديه مهارات في علم النفس يتمكّن في إنتاج أعلى وأجود من غيره ممّن لا يمتلك الخبرات النفسيّة، كونه لا يستطيع التعامل النفسيّ مع جميع المراحل العمريّة المختلفة للتلاميذ. من هُنا، نرى أهمّيّة الكتاب أعلاه لكونه يقوم بعمليّة التحليل النفسيّ للتكوين البشري الفسيولوجيّ من خلال القراءة العلميّة التحليليّة، ويُظهر أهمّيّة دعم عملية التعليم والتدريس.