عن الرفاه في المجتمع المدرسيّ
عن الرفاه في المجتمع المدرسيّ

يرتبط مفهوم "الرفاه المدرسيّ" بشعور الطلّاب وأولياء أمورهم والمعلّمين والعاملين جميعهم في المدرسة بالرضا والاطمئنان، ما ينعكس إيجابًا على دورهم في المدرسة وعلى تحقيق النجاح المدرسيّ والتربويّ للطلّاب على المدى البعيد.

وبالرغم من أهمّيّته، إلّا أنّ هذا المفهوم لم يحظ باهتمام حقيقيّ إلّا بعد جائحة كورونا، نتيجة انعكاساته على الأفراد في المدرسة لناحية اندماجهم ودافعيّتهم وحماسهم، وكذلك على سير العمليّة التعليميّة بشكل عامّ. وفي مختلف الظروف، من الضروريّ أن تتحمّل المدرسة - بجميع مكوّناتها – مسؤوليّتها الدائمة تجاه تطوير بيئة مدرسيّة إيجابيّة وآمنة بشكل يعزّز الرفاه النفسيّ والاجتماعيّ والأكاديميّ للطلّاب والأهل والعاملين فيها، ويضمن اندماجهم بشكل فعّال وعادل. وتطوير هذه البيئة نتاج لسيرورة وآليّات مؤسّساتيّة،  بدءًا من قوانين العمل والسياسات والبرامج التربويّة الحكوميّة، مرورًا بدور الإدارات المدرسيّة في تحسين ظروف العمل، ومراجعة خططها وسياساتها وبرامجها ومناهجها وتعديلها بما يتناسب واحتياجات طلّابها ومعلّميها، وتفعيل دور الإرشاد النفسيّ والاجتماعيّ، وتمكين المعلّم وتفهّم خلفيّة الأهل وتحقيق اندماجهم، وصولًا إلى دور المعلّم في تعزيز رفاه الطلّاب من خلال الأدوات والطرق والاستراتيجيّات وآليّات التواصل والتفاعل المستخدمة والمُطوّرة والمعدّلة داخل الصفّ وخارجه. وقد يكون التحدّي أكبر في سياق الأزمات والواقع الذي تفرضه من أوبئة وحروب وغيرها، ما يتطلّب إعادة هيكلة السياسات والبرامج والخطط المدرسيّة لمواءمتها مع متطلّبات الواقع ومستجدّاته. يتناول ملف العدد التاسع من منهجيّات هذا الموضوع من مختلف أبوابه.

 

في الملفّ، مقال أوّل عن ماهيّة الرفاه في المجتمع المدرسيّ وأهمّيّته وتحدّياته وكيفيّة تطبيقه، وكذلك أسسه النظريّة. ثمّ مقال تأمّليّ حول واقع الرفاه في المدارس، ما الذي يدفع التربويّين إلى الاهتمام به وما دور المرشد في هذا الإطار؟ وماذا عن الرفاه المدرسيّ في مجتمعات اللاجئين في سياق الأزمات؟ أيّ دور للمدرسة في الدعم النفسيّ والعاطفيّ للطلّاب وفي تعزيز دافعيّتهم إلى التعلّم؟ مقال ثالث حول الموضوع. ودائمًا في سياق الأزمات، مقال رابع عن دور الإدارة المدرسيّة في بناء شراكة مع الأهل والمعلّمين والطلّاب وفي تطوير مشاريع تنمويّة بهدف تعزيز الرفاه المدرسيّ. وعن رفاه الطالب تحديدًا، استراتيجيّة التعليم المرح، تجربة في تعليم مختلف لتطوير سلوكيّات إيجابيّة لدى متعلّمين من فئات عمريّة مختلفة. وهذا التعليم المختلف يتحقّق من خلال شعور المعلّمين أنفسهم بالرضا والاطمئنان. أيّ دور لنظريّات الأدب التربويّ في هذا؟ مقال أخير حول الموضوع.

 

والرفاه في المجتمع المدرسيّ يطال مختلف النواحي التعليميّة والتربويّة. أليس الاهتمام بآراء الهيئة التعليميّة والإداريّة وأهالي الطلّاب حول تجربتهم في عمليّة التعليم عن بعد، جزءًا من الرفاه؟ هذا مقال عامّ حول أفضليّة التعليم الوجاهيّ على التعليم عن بعد. تجارب أنموذجيّة لدعم تعليم الطلّاب وتعزيز مهاراتهم: مقال عن برنامج التدخّل المبكّر ونتائجه الإيجابيّة التي صبّت في مصلحة الأطفال وذويهم، وآخر مع طلّاب أكبر سنًا حول مفهوم رواية القصّة الرقميّة، وأهمّيّة توظيفها لتحقيق الأهداف التعليميّة وتطوير مهارات الاستقصاء وحلّ المشكلات، ثم مقال آخر عن تعليم العربيّة لغير الناطقين بها في مراحل الروضة، والتي أسهمت في تطوير اللغة العربيّة لدى هؤلاء الأطفال ومساعدتهم في الاندماج المدرسيّ. والرفاه المدرسيّ يرتبط بالسياسات والبرامج التعليميّة، كيف يمكن لمنهاج التربية البدنيّة أن يدعّم مفهوم التعاون كمهارة حياتيّة لدى الطلّاب، مقال تحليليّ يحاول الإجابة. ومقال عن ماهيّة الدور الذي يتوجّب على الإشراف التربويّ أن يلعبه في تعزيز رفاه المعلّمين وتمكينهم وتطويرهم، وابتعاد واقع الحال في كثير من المدارس عن هذا الدور. وأخيرًا، الرفاه لا يتطوّر في إطار سلطة معرفيّة، فأيّ دور للمنظومة الثقافيّة في دعم إنتاج المعرفة وتكوين المعنى لدى الأطفال والمراهقين؟ مقال نقديّ ختاميّ.