تحفيز فضول الأطفال
تحفيز فضول الأطفال

لدى الناس، باختلاف أعمارهم، الرغبة الفطريّة في استكشاف محيطهم وفهم العالم فهمًا أفضل. أمّا الطفل، فرغبة الاستكشاف هي ما تدفع به إلى التعلّم والنمو. لذلك، على الآباء تعزيز هذه الميول الطبيعيّة، كونها أساس التعلّم والإبداع والابتكار في حياة الطفل.

 

أهمّيّة تنمية فضول الأطفال

يبني الأطفال معرفتهم باتّباع فضولهم، وتجربة أشياء جديدة، واكتشاف إجابات عن أسئلتهم. إليك أهمّيّة تحفيز الطفل على اتّباع فضوله في الاكتشاف:  

 

التطوّر المعرفيّ 

عندما ينخرط الأطفال في الاستكشاف، يستخدمون حواسهم جميعها في إدراك المفاهيم إدراكًا أفضل، بتشكيل الفرضيّات تشكيلًا تلقائيًّا. كما تحفِّز هذه العمليّة نموّ الدماغ، وتعزِّز مهارات الطفل المعرفيّة، مثل الذاكرة والانتباه والتفكير المنطقيّ. 

 

الإبداع والابتكار  

يخلق الاكتشاف أوجه نظر مختلفة، ممّا يسمح للأطفال بإيجاد حلول متعدّدة للمشكلة، والتفكير خارج الصندوق. ويعدّ هذا الإبداع مهارة قيّمة وضروريّة للابتكار في مختلف المجالات، من العلوم والتكنولوجيا إلى الفنون والعلوم الإنسانيّة.

 

المرونة والقدرة على التكيّف

يكتسب الطفل مهارات التكيّف والمرونة عندما يتعرّض لتحدّيات جديدة مستمرّة، حيث تسهم البيئة التحفيزيّة في مساندة الطفل في مواجهة هذه التحدّيات والتغلّب عليها. 

 

شغف التعلّم

يطوِّر تشجيع الطفل على الفضول والاستكشاف شغف التعلّم بأساليب مبتكرة، تتعدّى تلقّي المعلومات في الحصص الدراسيّة التقليديّة، ليصبح بعدها مدفوعًا بفضوله للبحث عن المعرفة ومتابعة التعلّم. 

 

طرق تحفيز فضول الأطفال

ليس علينا أن نعلّم استراتيجيّة الفضول التي يتّبعها أطفالنا، بقدر ما يجب علينا تنمية تلك الفضول وحسب. في ما يلي بعض الطرق لتشجيع طفلك على أن يكون فضوليًّا:

 

قضاء الوقت في الهواء الطلق  

تُعدّ الطبيعة الخضراء كنزًا ثمينًا من المعلومات، وكتابًا مفتوحًا من المعرفة. لذلك، حاول أن تجد متّسعًا من الوقت كلّ فترة لتتوجَّه مع طفلك إلى أيّ متنزّه قريب، لاكتشاف المشاهد الطبيعيّة عن قرب، ومراقبة الكائنات الحيّة، والبحث عن كلّ ما هو مخفيّ.

 

التجربة والخطأ 

اسمح لطفلك بتجربة أشياء جديدة والفشل فيها، فالفشل يترافق مع النجاح بتعليم الطفل كيف يدرك أخطاءه ويتجنّب تكرارها. على سبيل المثال، قد يحاول طفلك القفز من فوق الأريكة معتقدًا أنّ بإمكانه الطيران تمامًا كما تفعل شخصيّاته الكرتونية المفضّلة، ولكنّه قد يفشل مدرِكًا أنّ العالم الواقعيّ لا يشبه ما يراه في التلفاز، وبدعمك سيدرك مفهوم الجاذبيّة الأرضيّة وتأثيرها في الأشياء والأجسام. يساعد ذلك الأطفال على التفكير في العواقب المحتملة، وتطوير مهارات أفضل في حلّ المشكلات. 

 

الانتباه لاهتمامات الطفل

تتطوّر لدى طفلك اهتمامات وعواطف فريدة، كونها جزءًا طبيعيًّا من مراحل نموّه. فقد يصبح، مثلًا، مفتونًا بالطريقة التي تنمو بها النباتات، أو بالشكل المنتظم لأسراب الطيور في السماء، فكلّ طفل فريد من نوعه. شجّع طفلك دائمًا على متابعة اهتماماته وهواياته، واقضِ معه وقتًا للتعرّف إلى اهتماماته الجديدة ومشاركته أنشطة تغذّي اهتمامه. إذا كان طفلك يحبّ الديناصورات، اصحبه إلى المتحف لرؤية عظام الديناصورات، أمّا إذا كان يميل إلى الرسم، فخصِّص له مساحة فنّيّة يمارس فيها هوايته.

 

استكشاف أماكن جديدة 

قد ينبهر طفلك بالأماكن الجديدة التي يراها لأوّل مرّة مهما كانت بسيطة، مثل الخروج إلى حديقة قريبة أو محلّ تجاري أو غير ذلك. تستطيع أن تزيد من فضول طفلك في اكتشاف العالم، باصطحابه إلى أماكن جديدة. فاستكشاف أماكن جديدة وتجربة ما تتضمّن من أحداث مثيرة تخلق عنده الاستفسارات، وتعزِّز فضوله الذي يسهم في تنمية تفكيره بطريقة استثنائيّة. 

 

تشجيعه على حبّ القراءة 

تنمي قراءة الكتب فضول الأطفال، حيث تعرِّفهم إلى حقائق خارج عالمهم، وتساعدهم على تخيّل حقائق جديدة. اصطحب طفلك إلى أيّ مكتبة لمساعدته في اختيار الكتب التي تتعلّق باهتماماته، وشجِّعه على التوسّع في مواضيع جديدة. تشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنّ الأطفال يفضّلون الكتب التي تحتوي على المزيد من المعلومات السببيّة. لذا، ابحث عن كتب مناسبة لعمر طفلك تشرح أصل الأشياء. 

 

منحه إجابات وافية  

يكتسب الأطفال الكثير، بالتفكير بالأسئلة حول ما يدور حولهم، كوسيلة لحلّ المشكلات. لذلك، عندما يطرح طفلك عليك سؤالًا، قدِّم إجابة وافية تشبع فضوله وتشجِّعه على التفكير النقديّ، مهما كان سؤاله بسيطًا، كأن يسأل، مثلًا، عن الفرق بين الخبز المحمّص والخبز العاديّ.

 

اللجوء إلى التكنولوجيا 

يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قويّة، تعزِّز فضول طفلك عند استخدامها استخدامًا ممنهجًا، حيث تتيح بعض التطبيقات التعليميّة، أو المواقع الإلكترونيّة، أو الأدوات التفاعليّة أمام الأطفال فرصة استكشاف مفاهيم جديدة، أو إجراء تجارب افتراضيّة تفتح أبواب المعرفة أمامهم.

 

* * *

يُشكِّل التعليم في مرحلة الطفولة المبكِرة أساسًا مهمًّا لحياة الطفل، حيث يمكن أن يؤثِّر تطوير الفضول في سنّ مبكرة في حبّ طفلك التعلّم والاهتمام بالعالم من حوله. عندما يُشجَّع الأطفال على استكشاف اهتماماتهم، والمجازفة، ورؤية العالم بطرق جديدة، يمكنهم أن يصبحوا بالغين، يفكِّرون تفكيرًا ناقدًا ويطوّرون حلولًا إبداعيّة.

المراجع

https://haymarketca.com/how-to-nurture-your-childrens-curiosity/