الهشاشة النفسيّة وتأثيرها في العمليّة التعليميّة: استراتيجيّات لتعزيز المرونة النفسيّة لدى الطلّاب والمعلّمين
الهشاشة النفسيّة وتأثيرها في العمليّة التعليميّة: استراتيجيّات لتعزيز المرونة النفسيّة لدى الطلّاب والمعلّمين
2025/05/11
هنادي الدنف | اختصاصيّة نفسيّة- فلسطين

تعدّ الهشاشة النفسيّة إحدى التحدّيات التي تؤثّر في الأداء الأكاديميّ للطلّاب، وكفاءة المعلّمين في إدارة الصفوف. لذلك، يصبح ضروريًّا تطوير استراتيجيّات عمليّة تساعد في تعزيز المرونة النفسيّة لدى هؤلاء الأفراد. تقدّم هذه التدوينة بعض الأدوات التي يمكن تطبيقها في الحياة اليوميّة للمدارس، لدعم الطلّاب والمعلّمين في مواجهة الضغوط النفسيّة وتعزيز جودة التعليم.

في ما يتعلّق بالطلّاب، يمكن تنفيذ برامج دعم نفسيّ، تتضمّن ورش عمل لتعزيز مهارات التكيُّف مع الضغوط اليوميّة. على سبيل المثال، تنظيم جلسات صباحيّة لمدّة 10 دقائق، تُخصّص لتقنيّات التنفّس العميق والتأمّل، إذ يتعلّم الطلّاب كيفيّة تهدئة عقولهم قبل بدء اليوم الدراسيّ. كما يمكن تشجيع الطلّاب على المشاركة في أنشطة جماعيّة تُعزّز روح التعاون والدعم المتبادل بينهم، مثل الأنشطة الرياضيّة أو الفنّيّة، والتي تتيح لهم التعبير عن أنفسهم، والتخلّص من التوتّر.

إلى جانب ذلك، يمكن تقديم ورش عمل حول إدارة الوقت والمهارات الحياتيّة، يتعلّم ضمنها الطلّاب كيفيّة تنظيم واجباتهم المدرسية بطريقة تقلّل من التوتّر المرتبط بالضغوط الأكاديميّة. على سبيل المثال، يمكن تخصيص وقت أسبوعيّ لتوجيه الطلّاب حول كيفيّة إعداد جدول دراسيّ متوازن، يساعدهم على تحقيق التوازن بين الدراسة والأنشطة الشخصيّة.

يعدُّ خلق بيئة داعمة داخل الصفوف أيضًا من الاستراتيجيّات الفعّالة. يمكن للمعلّمين تشجيع الطلّاب على المشاركة في مناقشات مفتوحة حول التحدّيات التي يواجهونها، مع تقديم حلول عمليّة للتعامل مع تلك التحدّيات. على سبيل المثال، يخصّص المعلّم بعض الدقائق في نهاية كلّ درس ليتيح للطلّاب فرصة التعبير عن مخاوفهم أو تساؤلاتهم حول المادّة الدراسيّة.

 

أمّا بالنسبة إلى المعلّمين، قد يكون تنظيم جلسات استراحة وتأمّل خطوة بسيطة، ولكنّها فعّالة في تقليل التوتّر. على سبيل المثال، يمكن للمعلّمين استخدام تطبيقات التأمّل والاسترخاء خلال فترات الراحة القصيرة لتحسين تركيزهم واستعادة طاقتهم. يمكن لإدارة المدرسة أن توفّر مكانًا هادئًا في المدرسة مُخصّصًا لهذه الجلسات، ما يعزّز الراحة النفسيّة للمعلّمين.

علاوة على ذلك، يمكن توفير دورات تدريبيّة حول إدارة الصفوف بطرق إيجابيّة، تركّز على تحسين التفاعل مع الطلّاب وتقليل الإرهاق. على سبيل المثال، يمكن تقديم ورشة عمل حول أساليب تعزيز التفاعل الإيجابيّ داخل الصفّ، مثل استخدام العبارات التشجيعيّة بدلًا من النقد السلبيّ، وتطبيق أساليب تعليميّة تفاعليّة تُشرك الطلّاب في الدرس.

 

وأخيرًا، يُعد توفير شبكات دعم مهنيّ للمعلّمين وسيلة فعّالة للتخفيف من الضغوط النفسيّة. يمكن للمدارس إنشاء مجموعات دعم، حيث يجتمع المعلّمون بانتظام لتبادل الخبرات والتحدّيات التي يواجهونها، مع التركيز على تقديم نصائح عمليّة للتعامل مع ضغوط التدريس. على سبيل المثال، يمكن للمعلّمين الأكبر سنًا توجيه المعلّمين الجدد حول كيفيّة التكيّف مع متطلّبات الوظيفة والتعامل مع المواقف الصعبة داخل الصفّ.

ختامًا، من خلال تعزيز المرونة النفسيّة عبر استراتيجيّات عمليّة قابلة للتنفيذ، يمكن للمدارس تحسين الأداء الأكاديميّ والمهنيّ لكلّ من الطلّاب والمعلّمين. إنّ تطبيق هذه الأدوات ليس يقلّل من تأثير الهشاشة النفسيّة وحسب، بل يسهم أيضًا في خلق بيئة تعليميّة أكثر استقرارًا ودعمًا للجميع.