القيادة المدرسيّة: إدارة دفّة التغيير
القيادة المدرسيّة: إدارة دفّة التغيير
2024/10/13
يارا قسوس | مستشارة تعليميّة- الأردن

يملك أيّ قائد أو مدير تجربة مع التغيير، ويعرف بعض العناصر التي أسهمت في نجاح التغيير الذي أحدثه في المؤسّسة ذات مرّة. كما يعرف المعوّقات التي اعترضت طريقه، وكيفيّة التغلّب على تلك الصعوبات.

تتمثّل بعض معوقات التغيير بنقص المعلومات أو وجود معلومات غير صحيحة، والخوف من الفشل والخوف من المجهول، لأنّ التغيير دائمًا ما يقود إلى عوالم جديدة. وتوجد صعوبات أخرى تتعلّق بالناس في المؤسّسة، مثل المعلّمين والإداريّين والطلّاب والآباء. بعضهم ليست لديه رغبة في التغيير أو التجريب، وبعضهم صار أسير عادات راسخة من الصعوبة زحزحتها. وهناك من يرى في التغيير القادم مصدر تهديد لوضعه المستقرّ، خصوصًا إذا كانت له علاقة بمركز السلطة. لذا، تبقى معرفة ردود أفعال الناس تجاه التغيير ضروريّة لكلّ من قرّر إحداث التغيير، لأنّ التغيير لا يحدث بالنوايا الحسنة وحدها.

على صاحب التغيير مخاطبة الناس بخطاب يستهدف أفئدتهم، ليكونوا حلفاء في هذا التغيير. فهم الذين سيروّجون فكرة التغيير وسط المجموعات الأخرى بحماس صاحب التغيير نفسه. والنتيجة أنّ غالبية الناس سينضمّون إلى فكرة التغيير بسبب نظريّة نشر الابتكار، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه كقائد، عليه أن يبني هذه النظريّة مستندًا إلى أدلّة وبيانات وأرقام ومشاهدات قويّة، وليست آراء ومعتقدات أو ممارسات قديمة استندت إلى خبرات سابقة.

في هذا السياق، أشار العالم جون كوتر إلى أنّ خطوات التغيير تتكوّن من ثمانية مراحل، تبدأ بإنشاء ضرورة ملحّة للتغيير وسط المؤسّسة، ثمّ تكوين تحالف قويّ أو فريق عمل متحمّس للتغيير. يقوم الفريق بتكوين رؤية واضحة المعالم، ثمّ يعمل على نشر تلك الرؤية بين الناس، ويواصل البناء حتّى يكتمل التغيير المطلوب الذي يجب أن يقوم الجميع بتثبيته في ثقافة المدرسة.

خطوات التغيير:

1. ضع الرؤية.

2. اجمع البيانات.

3. احشد التأييد.

4. كن صانعًا للتغيير.

 

بفضل تقدّم التكنولوجيا وتطوّر العصر، أصبح من الضروريّ أن تكون دفّة القيادة التعليميّة في مدارسنا نحو التجديد والتغيير. فالمجتمعات تتطوّر وتتغيّر باستمرار، وبالتالي يجب أن تتطوّر معها المدارس، وتتغلّب على التحدّيات التي تواجهها في عصرنا الحاليّ.

التحدّي الرئيس الذي تواجهه القيادة التعليميّة في مدارسنا يتمثّل بالتغييرات السريعة في المجتمع والتكنولوجيا، ما يستوجب على القادة التعليميّين أن يكونوا متمكّنين من مواكبة هذه التحدّيات، وتحويلها إلى فرص للتطوير والتحسين، وسط جيل تسارعت قدراته على جمع المعرفة بطرق ووسائل متعدّدة.

ومن المهم أيضًا أن تكون دفّة القيادة التعليميّة قادرة على تشجيع الابتكار والتجديد في المدرسة. يجب تشجيع المعلّمين والطلّاب على التفكير خارج الصندوق، وتطوير أساليب تعليميّة جديدة وفعّالة.

من الواضح أنّ القيادة التعليميّة تؤدّي دورًا حاسمًا في تحقيق التجديد والتغيير في مدارسنا. على القادة التعليميّين أن يكونوا ملهمين ومبتكرين ومتحفّزين لتحقيق التميُّز التعليميّ والتنمية الشاملة لجميع الطلّاب. من خلال تحسين دفّة القيادة التعليميّة، يمكننا بناء مدارس تلبّي احتياجات المجتمع وتطلّعاتهم، وتضعهم على طريق التقدُّم والازدهار.