الفوائد التربويّة لتبنّي حيوان أليف للطفل
الفوائد التربويّة لتبنّي حيوان أليف للطفل

يمكن أن يكون إدخال حيوانات أليفة إلى حياة الطفل تجربة تعليميّة رائعة، إذ توفّر الحيوانات الأليفة، بالإضافة إلى الفرح والرفقة، العديد من فرص التعلّم والنموّ الشخصيّ. في هذه المقالة، نعرض الفوائد التربويّة لتبنّي حيوان أليف للطفل، ونسلّط الضوء على إمكانيّة هذه التجربة تكوين تطوّره، وتعزيز إدراكه إدراكًا تربويًّا. 

 

ما فوائد تبنّي حيوان أليف للطفل؟ 

إذا كنت تفكِّر في الحصول على حيوان أليف لطفلك فقد تتساءل إذا كانت تستحقّ هذه المسؤوليّة الإضافيّة الوقت والجهد، وإلى أي مدى يفيد طفلك حقًّا من امتلاك حيوان أليف؟ إليك أهمّ فوائد تبنّي حيوان أليف للطفل: 

 

الشعور بالمسؤوليّة 

يغرس تبنّي حيوان أليف في الطفل الشعور بالمسؤوليّة منذ الصغر، حيث تتطلّب تغذية الحيوانات الأليفة والعناية بها الاهتمام والالتزام المنتظم. يتعلّم الأطفال، بهذه المهمّات، أهمّيّة الاعتماد على النفس ويطوّرون عادات يوميّة تعزِّز مهاراتهم في إدارة الوقت. كما تشمل مسؤوليّة طفلك تجاه الحيوان الأليف ضمان صحّته أيضًا، والتي يمكن أن تعلّمه أهمّيّة الرعاية البيطريّة المنتظمة وقيمة التدابير الوقائيّة.

الشعور بالعطف  

لدى الحيوانات الأليفة طريقة فريدة لتعليم الأطفال التعاطف، إذ يتيح التفاعل مع حيوان أليف الفرصة أمام الطفل للتعرّف إلى احتياجات كائن حيّ آخر، ومشاعره والاستجابة إليها. يتعلّم الطفل التعاطف مع تجارب حيوانه الأليف، مثل التعرّف إلى الجوع أو العطش أو الحاجة إلى الحبّ والمودّة. يطوِّر الطفل، برعاية حيوانه الأليف والاهتمام به، شعور التعاطف والتفهّم، ليس تجاه الحيوانات فحسب، بل تجاه من يحيطون به من البشر. 

الشعور بالأمان 

تقدِّم الحيوانات الأليفة الرفقة الثابتة والدعم العاطفيّ للأطفال. يمكن أن يكون وجود حيوان أليف مصدر راحة لطفلك، ولا سيّما في الأوقات العصيبة. ثبت أنّ التعامل مع الحيوانات الأليفة يقلّل من توتّر الطفل وقلقه ووحدته، ويعزّز الرفاهية العاطفيّة والمرونة لديه. يتعلّم الطفل، بناءً على هذا الترابط العاطفيّ بينه وحيوانه الأليف، إدارة مشاعره والتعبير عنها، وتطوير مهارات عاطفيّة مهمّة، تبقى معه طوال حياته.  

التطوّر الحسّيّ

يوفِّر التفاعل مع الحيوانات الأليفة العديد من التجارب الحسّيّة الجديدة لطفلك، من لمس فرائها إلى مشاهدتها وهي تتحرّك وتتفاعل، إذ تفتح الحيوانات الأليفة عالمًا حسّيًّا جديدًا بالكامل. أثناء اللعب مع الحيوانات الأليفة، يتعلّم الأطفال استخدام حواسهم المتوازنة للمس الحيوان والتعرّف إلى جسده عن قرب. على سبيل المثال، يتعلّم الطفل أن يكون لديه لمسة أخفّ مع الحيوانات الأليفة الأكثر حساسيّة، مثل الأرنب أو القطّة، مقارنةً بالكلب أو الحصان. 

التطوّر المعرفيّ

أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة إيجابيّة بين نموّ دماغ الطفل ووجود حيوانات أليفة في المنزل، حيث يعتمد تطوّر الطفل الإدراكيّ في سنواته المبكِرة على المشاهد الحيّة أكثر من المعلومات الكلاميّة. تصبح معرفة الطفل بعالم الحيوان أفضل، لا سيّما أنّ الطفل يميّز بسهولة أنّ الحيوان كائن حيّ مختلف عنه.  

تشجيع النشاط البدنيّ

في الوقت الذي أصبحت فيه أنماط الحياة المستقرّة أكثر انتشارًا بين الأطفال، يمكن تبنّي حيوان أليف للطفل أن يعزِّز النشاط البدنيّ، ويقلّل من وقت مكوثه أمام الشاشة مكوثًا مُفرِطًا. سواء أتعلّق الأمر بأخذ كلبه للمشي، أو الركض خلف قطّته، أو حتّى تنظيف مرقد الحيوان الأليف، تشجّع هذه الأنشطة الطفل على أن يكون أكثر حركة ونشاطًا. لا يفيد التمرين المنتظم صحّة الطفل البدنيّة فحسب، بل يسهم في تحسين التركيز وتنظيم الحالة المزاجيّة وأنماط النوم الأفضل كذلك.

دروس حياتيّة  

يقدِّم تبنّي حيوان أليف للطفل دروسًا مهمّة في الحياة، حيث يكون شاهدًا على دورة الحياة، ويتعلّم عن الولادة والشيخوخة والمرض والموت بمعاشرته الحيوان الأليف. توفِّر هذه التجارب فرصًا للتعرّف أكثر إلى عواطفه من خسارة وحزن وذكاء عاطفيّ، بالإضافة إلى تعلّم الطفل أهمّيّة الصبر والمثابرة أثناء مواجهته المشكلات العاطفيّة المتعلّقة بحيوانه الأليف. 

 

ما نصائح منهجيّات في تبنّي حيوان أليف للطفل؟ 

يترافق تبنّي حيوان أليف للطفل بعضُ الاحتياطات المهمّة. إذا كان لديك حيوان أليف بالفعل يجب أن تتأكّد من سلامة طفلك وحيوانه الأليف تمامًا، حتّى تكون هذه التجربة ممتعة ومليئة بالمعرفة من دون عواقب. إليك بعض نصائح الأمان التي يجب وضعها في الاعتبار عند تبنّي حيوان أليف للطفل:

 

صحّة الحيوان الأليف ونظافته 

تأكّد من إجراء فحوصات للحيوان، لضمان تمتّعه بصحّة جيّدة تحول دون أن يشكِّل أيّ مخاطر صحّيّة على طفلك وأسرتك، بالإضافة إلى المحافظة على تقليم أظافره لتجنّب إصابة صغيرك بالخدوش.  

الرقابة الدائمة 

لا تدع طفلك وأيّ حيوان أليف في الغرفة نفسها من دون رقابة، ولا سيّما أثناء نوم الطفل، واحرص على منع الحيوانات الأليفة من دخول مناطق معيّنة من المنزل لضمان سلامة طفلك.  

احتماليّة إصابة الطفل بالحساسيّة 

قد يعاني الطفل من حساسيّة تجاه الحيوانات الأليفة، ولكن غالبًا ما يمكن علاج الحساسيّة باللجوء إلى اختصاصيّ الرعاية الصحّيّة. راقب طفلك إن كان يصاب بحساسيّة تنفسيّة أو جلديّة عندما يكون مع حيوانه الأليف.  

حماية الحيوان  

ابقِ الحيوان الأليف في منطقة محميّة أو مسيّجَة حتّى لا يهرب إلى أماكن خطيرة. واحرص على ألّا تدع الحيوان الأليف مع طفلك في الخارج من دون رقابة. 

 

كيف أتحدّث مع طفلي عن بلوغ الحيوان؟ 

مع اقتراب حيوان طفلك الأليف من سنّ البلوغ، يصبح من الضروريّ مناقشة اختلاف تصرّفاته حتّى يكتمل فهم طفلك نضج الحيوانات الأليفة وبلوغها فهمًا أعمق. إليك أمثلة على كيفيّة تهيئة طفلك لبلوغ حيوانه الأليف:

 

تصرّفات الحيوان الغريبة

عندما يصل الحيوان الأليف إلى سنّ معيّن، تبدأ علامات البلوغ تظهر عليه، كالتصرّفات الغريبة وتغيّر استخدامه المرحاض الخاصّ به، فضلًا عن العنف في بعض الأحيان. في هذه المرحلة بالذات، من المهمّ جدًّا أن تخبر طفلك بحاجات الحيوان الأليف العاطفيّة، وتبيّن له أنّه تمامًا مثل البشر يحتاج أحيانًا إلى عناية واهتمام مضاعفين، كأن يكون محتاجًا إلى شريك من فصيلته مثلًا. 

التغيّرات الجسديّة للحيوان 

اشرح لطفلك أنّه مع نضوج الحيوانات الأليفة تتغيّر أجسامهم تمامًا مثل أجسامنا. أكِّد على أنّ هذه التغيّرات طبيعيّة وجزء من عمليّة النموّ الطبيعيّة. طمئِن طفلك إلى أنّه، ورغم الاختلاف الذي قد يظهر على حيوانه الأليف، يبقى الرفيق المحبوب نفسه. 

 

* * *

يؤثِّر قرار تبنّي حيوان أليف للطفل تأثيرًا إيجابيًّا ورائعًا في حياته. تقدِّم الحيوانات الأليفة دروسًا ورفقة لطفلك لا تقدَّر بثمن، فهي توفِّر حبًا ورابطًا يمكن أن يخلق ذكريات جميلة تعزِّز نموّ طفلك الشخصيّ. رغم ذلك، من الأهمّيّة بمكان التعامل مع تبنّي الحيوانات الأليفة بمسؤوليّة. ابحث عن سلالات الحيوانات الأليفة المختلفة، وفكِّر في عوامل مثل الحساسيّة والوقت والموارد اللازمة للرعاية المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، أشرِك طفلك في عمليّة صنع القرار، وتأكّد من فهمه الالتزام والمسؤوليّات التي تأتي مع تبنّيه حيوانًا أليفً. 

 

اقرأ أيضًا

طرق معالجة الخمول عند الأطفال | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

كيفيّة التعامل مع الطفل الذي يبكي في المدرسة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع

https://www.aacap.org/AACAP/Families_and_Youth/Facts_for_Families/FFF-Guide/Pets-And-Children-075.aspx#:~:text=Developing%20positive%20feelings%20about%20pets,communication%2C%20compassion%2C%20and%20empathy.  

https://pathways.org/benefits-of-pets/  

https://www.petspyjamas.com/blog/10-reasons-why-pets-are-good-for-kids/  

https://www.verywellfamily.com/how-kids-benefit-from-pet-ownership-5201854