الخرائط الذهنيّة ومهارات التعلّم: طريقك إلى بناء الأفكار الذكيّة
الخرائط الذهنيّة ومهارات التعلّم: طريقك إلى بناء الأفكار الذكيّة

صَدرَ كتاب "الخرائطُ الذهنيّة ومهارات التعلّم: طريقُك إلى بناء الأفكار الذكيّة" لطارق عبد الرؤوف، في طبعته الأولى، عن المجموعة العربيّة للتدريب والنشر، في عام 2015. انصبّ موضوع الكتاب حول استراتيجيّة الخرائط الذهنيّة، التي راج استخدامها، في صيغتها الحديثة، منذ سبعينيّات القرن العشرين، لتصميم تعليم يجذب الطلّاب إلى التعلّم، ويثري شخصيّتهم، ويُساعدهم في الفهم الجيّد للمفاهيم، ودمجِها في بنيتهم المعرفيّة.

 

قسّم المؤلّف كتابه إلى أحد عشر فصلًا، بغرض احتواء استراتيجيّة الخرائط الذهنيّة، وتسهيل فهمها وتطبيقها من المهتمّين. ورأى أنّ أوّل ميزة للخرائط الذهنيّة هو قدرتها على تنظيم المحتوى التعليميّ بشكل خطّيّ متشعّب، من طريق وضع المفهوم الرئيس في الوسط، ووصله بفروع على نحو متسلسل، لتؤدّي وظائفها المتنوّعة في التعليم، مثل مساعدة المتعلّمين على التعلّم، ودعم المستويات العُليا لمهارات التفكير، ومساعدة منخفضي التحصيل ليصلوا إلى المستوى المطلوب، وغيرها.

 

وأكّد المؤلّف أنّ إعداد الخرائط الذهنيّة يكون وفق قواعد عدّة، من بينها وضع المفاهيم داخل إطارات دائريّة، يتم الربط بينها بخطوط مُعنونة بكلمات أو عبارات ذات معنى، والربط المنطقيّ بين المفاهيم لتشكيل الأفكار، وترتيب المفاهيم بهرميّة. واشترط لذلك وضوح المادة المُتعلّمة، وتقديمها بلغة وأمثلة مرتبطة بالمعارف السابقة لدى التلميذ، وامتلاك التلميذ معرفة سابقة متعلّقة بموضوع الخريطة الذهنيّة، وألا يُجبر التمليذ على رسم خريطة.

 

وقد سعى المؤلّف إلى إبراز ما يتعلّمه الطلّاب من الخرائط الذهنيّة، فهي، في نظره، فعّالة في تنظيم المعلومات وترتيبها، وتركيب الأفكار وبنائها، وتصنيفها، والتعبير عن الآراء والأفكار بسرعة أكبر وبصورة مختصرة. وهي، أيضًا، تُحفّز العصف الذهنيّ، وتُنمّي مُعدّلات التحصيل ومهارات التواصل العلميّ بأنواعها (الكتابة، والقراءة، والتحدّث، والاستماع)، فضلًا عن تطويرها مهارات التفكير المتعدّدة: الناقد، والإبداعيّ، والعلميّ، والتأمّليّ، والمنطقيّ، وتشجيعها على التحصِيل العميق للمعلومات.

 

وأشاد المؤلّف بالدّور الإيجابيّ الذي تضطلع به الخرائط الذهنيّة في تعليم الطلّاب، فهي تبثّ فيهم روح التشويق، وتجعلُهم أكثر تعاونًا واستعدادًا لتلقّي المعرفة، وتجعل الدروس والعروض أكثر تلقائية وإبداعًا وإمتاعًا للطّالب والمعلّم معًا بفضل شكلها الجذّاب ومنظرها المريح، وتُتيح للطّالب فُرصًا أكبر في الحصول على علامات أفضل في الاختبارات. ويُرْجع المؤلّف ذلك إلى أنّ الخرائط الذهنيّة تُقدّم مادّة الكتاب المدرسيّ في صورة واضحة قابلة للتذكّر، ومختصرة غير متشعّبة، وتعمل على إظهار الحقائق وتَبني علاقات بينها، وهذا يُحقّق تعلّمًا ذا معنى، وتُمكّن ذوي صعوبات تعلّم القراءة والكتابة من التغلّب عليها.

 

وشَدّد المؤلّف على أنّ الخريطة الذهنيّة تستمدّ قوّتها من كونها تنهجُ نفس الأسلوب التفكيريّ للإنسان، إذ تتوافق مع تكوين وأسلوب عمل المخّ البشريّ، وتتوافق مع النواميس الطبيعيّة في الحياة (الأصل والفرع). ونظرًا إلى سعي الدماغ إلى التصنيف، وإدراك المعرفة الكلّيّة والأجزاء المكوّنة لها في آنٍ واحد، فإنّ هذا المعطى العلميّ يمكن أن يُشكّل أساسًا قويًّا لاعتماد الخرائط الذهنيّة في التدريس.

 

وأدْرَج المؤلّف الخرائط الذهنيّة ضمن المُنظّمات التخطيطيّة، باعتبارها مجموعة من الملخّصات البصريّة لمحتوى درس من الدروس، إذ تُستخدم لتنظيم أفكار الدرس ومفاهيمه هرميًّا. وتقع فيه المفاهيم العامّة في قمّة المنظّمة ثم تندرج تحتها مجموعات أخرى من المفاهيم الأقلّ شمولًا حتّى المحسوسة. وهي بذلك تُساعد المعلّم والمتعلّم على تنظيم المعلومات العلميّة، ليسهل استخدامها في المواقف التعليميّة المختلفة.

 

وفي سياق توظيف الخرائط الذهنيّة لتدريس المقرّرات الدراسيّة، أكّد المؤلّف أنّها أفضل الطرق للتدريس، لأنّها تُسهّل عمل الذاكرة في حفظ المعلومات، وتخزينها، واسترجاعها، من طريق تحويل المادّة المكتوبة إلى كلمات مختصرة، ممزوجة بالأشكال والألوان. فيمكن اختصار فصل كامل في ورقة واحدة، ما يُفيد المُعلّم بصورة عامّة في تطبيق طريقة تدريس، تُنظّم العمليّة التعليميّة بعناصرها كلّها، وتُحسّن مُخرجات التعلُّم. لذلك كانت الخرائط الذهنيّة من الاستراتيجيّات التي تُطوّر مهارات المُتعلّمين.

 

عبد الرؤوف، طارق. (2015).

الخرائط الذهنيّة ومهارات التعلّم: طريقك إلى بناء الأفكار الذكيّة. المجموعة العربيّة للتدريب والنشر.

عدد صفحات الكتاب: 252 صفحة

photo