التعليم بالمفاجأة
التعليم بالمفاجأة
2023/04/09
جورجينا الروّاد | معلّمة رياضيّات- الأردن

من منّا لا يرغب في المفاجأة ويسعد بها، بحيث تكون نتائجها محفوظة في الذاكرة طويلة المدى؟! هذا ما نسعى الي تحقيقه مع المتعلّم بالخروج معه عن المألوف، والذي يولّد الابداع والابتكار.

 

التعليم بالمفاجأة مصطلح أطلقته على ممارسة تعليميّة تخدم المتعلّم والمعلّم معًا، أنفّذها باستمرار مع طالباتي، فتجذبهنّ وتزيد من رغبتهنّ في تعلّم الرياضيّات. يربط التعليم بالمفاجأة بين استراتيجيّات التعليم المختلفة وطرائق التدريس المتعدّدة والتعليم التقليديّ والإلكترونيّ (الإلكتروقليديّ). وهو ينفّذ بشكل متكامل في حصّة دراسيّة متكاملة، بإعداد مسبق من المعلّم ليحقق عنصر المفاجأة التي تولّد لدى المتعلّم الرغبة والدافعيّة الذاتيّة إلى التوصّل للمعرفة. وتعزّز مستويات الإبداع والابتكار.

عمليًّا، أقوم بتنفيذ الحصّة كما هو مخطّط لها، ثمّ أضع الطالبات في وضع المفاجأة بالطلب منهنّ أن نكمل حلّ الواجب في حديقة المدرسة مثلًا. أو أطلب منهنّ فجأةً أن ننفّذ الحصّة في المكتبة للتعرّف إلى معلومات عن مكتشف القيمة المطلقة، أو من هو العالم فيثاغورس؟ أو ما هي الاقترانات؟ أو أطلب منهنّ في حصّة الاقتران، تنفيذ النشاط عبر احضار التلفون (الممنوع في المدرسة) واستخدام الباركود. عامل المفاجأة كان معزّزًا دائمًا للرغبة في التعلّم، والمتعة عند الطالبات، وفتح باب المبادرة والابتكار لديهنّ.

 

يمكن تطبيق التعلّم بالمفاجأة في جميع المواد من دون استثناء، وذلك بغرض تحقيق الرفاه التعلّميّ للمتعلّم، وتلبية رغباته في استخدام ما يناسب هذا العصر، وتأمين التوجّهات الحديثة لعمليّة التعليم من خلال التنوّع في عرض المادة التعليميّة، ومتعة التعليم خارج الغرفة الصفّيّة في المكتبات العامّة، أو زيارات ميدانيّة وغير ذلك.

 

دور المعلّم في التعليم بالمفاجأة

  • - في نهاية الحصّة التعليميّة العاديّة، يمكن أن يطلب من المتعلّم القيام بأداء "أتحقّق من فهمي" أو الأسئلة، خارج الغرفة الصفّيّة، في ساحة المدرسة مثلًا.
  • بعد الانتهاء من الوحدة الدراسيّة يمكن أن يطلب توقيع المتعلّم على الخريطة الذهنيّة للوحدة، وهي بطاقة الخروج، بطريقة تتماشى مع التوجّهات الحديثة للتعلّم. يوقّع المتعلّم على كلّ درس يتمّ الانتهاء من متطلّباته، وفي نهاية الوحدة تكون الخريطة كاملة موقّعة من المتعلم. 
  • - إذا تضمّن الدرس إحدى البرمجيّات أو عرض فيديو، يفاجئ المتعلّمين بمصاحبتهم إلى قاعة الحاسوب، ومشاركتهم المعلومة باستخدام التعليم "الإلكتروقليديّ".
  • - إبلاغ المتعلّمين بضرورة إحضار الهاتف استعدادًا للحصّة التالية، من دون تبرير سبب هذا الطلب لتحقيق عنصر المفاجأة. وفي الحصّة يقوم بتدريب المتعلّم على كيفيّة استخدام قارئ الباركود في استخراج الفيديوهات التعليميّة، أو الدخول إلى الروابط. 

 

 ومن خلال الجوانب السابقة نستوضح فائدة التعليم بالمفاجأة، ومنها:

  • - إيصال المتعلّم الى المعلومة بطريقة تكون تراعي رغباته وأفكاره.
  • - تنمية الإبداع والابتكار، وذلك بالخروج عن المألوف في إيصال المعلومة. 
  • - الرفاه التعليميّ للمتعلّم من خلال تطبيق ما يحقّق سعادته، من تعليم خارج الغرفة الصفّيّة، أو ما يخرج عن المألوف داخل الغرفة الصفّيّة. أو من خلال الزيارة الميدانيّة لتوصيل المعلومة، مثل زيارة مكتبة، أو مركز تعليميّ أو جامعة، أو متحف...
  • - اكتشاف نقاط القوة والضعف لدى المتعلّم، من خلال تعامله مع عنصر المفاجأة والتفاعل معها.

 

دور المدرسة في التعليم بالمفاجأة

توفّر المدرسة البيئة المناسبة لتطبيق هذا التوجّه في التعليم عبر:

  • - توفير الأدوات اللازمة لتطبيق المادة الدراسيّة، في طرق تخرج عن المألوف. 
  • - تقديم الدعم للمعلّم في استخدام استراتيجيّات وطرق حديثة في التدريس.
  • - استخدام البيداغوجيا في الاتّجاهات الحديثة في التدريس. 
  • - تحقيق الإبداع والابتكار من خلال طرق حديثة تحقّق الرفاه التعليميّ للمعلّم والمتعلّم. 
  • - دعم هذا التوجّه التعليميّ عبر التنويه بالمتعلّم في الإذاعة المدرسيّة، والهدايا الرمزيّة، وشهادات الشكر... وللمعلّم أيضًا عبر كتب الشكر والشهادات التقديريّة. 
  • - ربط التعليم بالمفاجأة مع أولياء الأمور من خلال الاتّفاق على مشاركتهم في أنشطة دراسيّة تحقّق عنصر المفاجأة للمتعلّم، مثل: حضور حصّة، إعطاء ورشة حول موضوع يخصّ المادة التعليميّة، تكريم أولياء الأمور، مشاركة في شرح حصّة...

 

دور المتعلّم في التعليم بالمفاجأة

  • - احترام النظام والالتزام بالقواعد العامة
  • - تطبيق الواجبات والالتزام بالوقت
  • - محاولة الوصول إلى المعلومة بنفسه
  • - المشاركة في النقاشات والتفكير مع زملائه
  • - فهم المشكلات وحلّها، واستهداف مستويات التفكير العليا للإبداع والابتكار