التأكّد من فهم واستيعاب الطلبة
التأكّد من فهم واستيعاب الطلبة

قد تكون أبرز سمة للمعلّمة المتميّزة هي قدرتها على تعرّف الفرق بين "قُمتُ بتدريس هذه المادّة" وبين "قد تعلّموها". لربما شرحت المعلّمة لطلبتها أهمّيّة قانون الطوابع كمقدّمة للثورة الأمريكيّة، ولكنّها تعرف أنّ المهمّ هو أن يستوعب طلبتها ما قامت بشرحه. وكما يعلم معظم المعلّمين من خلال خبراتهم، فإن سلسلة الدروس المخطّط لها بعناية والتي يتم تنفيذها بشكل جيّد قد لا تؤدّي دائمًا إلى تحقيق ذلك. كما أنّ الفجوات التي تظهر بين ما تمّ تدريسه وما تمّ تعلّمه قد لا يكون سببها "خطأ" وقع فيه المعلّم، ذلك لأنّ هذا "الخطأ" قد يكون غير ذي صلة. لذلك يُعدّ تعليم الطلبة الإتقان هو المهمّة التي يجب أن يركّز عليها المعلّمون، فضلًا عن أنّ التأكّد من تحقيق ذلك هو السبب الذي يواجهنا كمعلّمين.

 

يواجه المعلّمون تحدّيًا هائلًا في الحصول على نتيجة موثوق بها تعكس حقيقة ما "تعلّمه الطلبة" من خلال الاستجابة لجميع أنواع سوء الفهم عند ظهورها، ومن ثمّ إيجاد أفضل الطرق للمضيّ قُدمًا. هذا التحدّي معروف باسم "التأكّد من الاستيعاب". وعلى الرغم من أنّ هذه العبارة مألوفة لديّ منذ سنوات (...) إلّا أنّ فهم الطبيعة الكاملة للمهامّ الضمنيّة التي تشملها أساليب "التأكّد من الاستيعاب" قد استغرقت وقتًا أطول ممّا توقّعت. وتكمن التحدّيات التي قد تقف أمام تنفيذ هذه الأساليب بنجاح في التفاصيل العمليّة أكثر من الفلسفة التي بُنيت عليها. ولعلّك تجد الآلاف من المعلّمين الذين تقاعسوا عن تذكير أنفسهم بعبارة: "حسنًا، يجب أن أقيّم ما يتعلّمه الطلبة أثناء قيامي بالتدريس"، مقارنة بآلاف المعلّمين الذين استطاعوا أن يُعدّوا ويخطّطوا للقيام بثلاثمئة شيء آخر في لحظة خلال الدرس. ليس من المرجّح أن تتمكّن تلك الورقة الصغيرة الملصقة على لوحة التحكّم، وعليها ملاحظة "تذكّر أن تتأكّد من أنّهم قد تعلّموا حقًّا!" من أن تجعلك تدرّس بشكل أفضل، فقد حقّق المعلّمون المتميّزون في تطبيق أسلوب "التأكّد من الاستيعاب" النتيجة المرجوّة من خلال تحويل عادات صغيرة مقصودة إلى عادات يوميّة، بالرغم من أنّ بعضها قد يبدو بسيطًا جدًّا، ولكن عند تطبيقها باستمرار وتناغم، فإنّ ذلك سيؤدّي إلى تطوير شبكة أمان موثوق بها ويمكن الاعتماد عليها في عمليّة تعلّم الطلبة (ص 36-37).

سلسلة علّم بثقة

 

ليموف، دوغ (2018). التأكّد من فهم واستيعاب الطلبة، سلسلة علم بثقة 2.0. ترجمة أكاديميّة الملكة رانيا لتدريب المعلمين، دار المنهل ناشرون.