الإجازة الصيفيّة سلاح ذو حدّين
الإجازة الصيفيّة سلاح ذو حدّين
2023/07/30
طارق محمّد | معلّم مرحلة ابتدائيّة- الأردن/ قطر

تعدّ الإجازة الصيفيّة فترة ينتظرها أبناؤنا بفارغ الصّبر، إذ تمنحهم فرصة للاسترخاء والترويح عن أنفسهم بعد سنة دراسيّة طويلة ومليئة بالتحدّيات الأكاديميّة. ومع ذلك، تأتي الإجازة الصيفيّة أيضًا بآثار سلبيّة تؤثّر في مستوى التّلاميذ ومهاراتهم، وبخاصّة في القراءة والكتابة. في هذه المقالة، سنناقش بإيجاز بعض هذه الآثار السلبيّة المترتّبة على الإجازة الصيفيّة لأبنائنا، ونستكشف بعض الحلول الناجعة للتغلّب عليها.

 

انقطاع العمليّة التعلّميّة

يشكّل انقطاع العمليّة التعلّميّة والتعلّم المنتظم، أحد الآثار السلبيّة الرئيسة للإجازة الصيفيّة. يعتمد التعلّم على الاستمراريّة والتدريب المنتظم، وعندما يتوقّف الطلّاب عن ممارسة المهارات الأكاديميّة لفترة طويلة، قد يتراجع مستواهم ومهاراتهم تدريجيًّا. على سبيل المثال، قد يفقد الطلّاب روتين القراءة اليوميّ والكتابة المنظّمة، ما يؤثّر سلبًا في الطلاقة في القراءة، وقدرتهم على فهم النصوص، والتعبير عن أفكارهم بشكل فعّال.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي انقطاع العمليّة التعلّميّة إلى نسيان جزء من المفاهيم والمعلومات التي تعلّمها الطالب خلال العام الدراسيّ. يحتاج الطلّاب إلى التكرار المستمرّ والممارسة لضمان استدامة المعرفة وتحسين المهارات؛ فإذا قضى الطلّاب الصيف من دون الاستمرار في ممارسة القراءة والكتابة، قد تتلاشى هذه المهارات تدريجيًّا، وتصبح صعبة الاسترجاع عند بدء العام الدراسيّ الجديد.

 

زيادة الفجوة الأكاديميّة

علاوة على ما سبق، قد تؤدّي الإجازة الصيفيّة إلى تفاقم الثغرات الأكاديميّة بين التّلاميذ، إذ يعاني بعض الطلّاب صعوبات في القراءة والكتابة قبل الإجازة الصيفيّة، وإذا لم تتمّ معالجة هذه الصعوبات، أو ممارسة المهارات الأكاديميّة بشكل منتظم خلال الصيف، فإنّ الفجوة بينهم وبين زملائهم قد تزداد، الأمر الذي قد يؤثّر سلبًا في ثقتهم بأنفسهم، ويخفض من مستوى تحصيلهم الأكاديميّ.

ولتلافي هذه الآثار السلبيّة التي قد تسبّبها الإجازة الصيفيّة على مستوى التّلاميذ، ومهاراتهم في القراءة والكتابة، أعرض بعض الحلول الناجعة للآباء، والتي ستساعدهم في المحافظة على مستوى أبنائهم الأكاديميّ:

1. تشجيع القراءة الصيفيّة: يجب تشجيع أبنائنا على قراءة الكتب والموضوعات التي تهمّهم خلال الإجازة الصيفيّة. يمكننا حثّ الأبناء على اختيار الكتب التي يرغبونها عند اصطحابهم إلى متجر لبيع الكتب، وتوفير الفرص الملائمة داخل الأسرة لمناقشة ما قرؤوه. سيسهم ذلك في الحفاظ على مهارات القراءة وتطويرها.

2. ممارسة الكتابة الإبداعيّة: يمكن تشجيع الأبناء على ممارسة الكتابة الإبداعيّة خلال الإجازة الصيفيّة، من خلال كتابة قصص قصيرة، أو مقالات، أو يوميّات شخصيّة. هذا سيساعدهم على تحسين مهاراتهم في الكتابة والتعبير عن الأفكار.

3. الاشتراك في دورات تعليميّة صيفيّة: حثّ أبنائنا على الانضمام إلى دورات تعليميّة صيفيّة تركّز على تحسين مهارات القراءة والكتابة. هذه الدورات قد تقدمها المكتبات المحلّيّة أو المدارس أو مراكز التعليم الإضافيّ. ستوفّر هذه الدورات بيئة ملائمة للتعلّم، وستساعد أبناءنا في استكمال المعرفة وتنمية مهاراتهم.

4. تحديد أهداف صيفيّة: لا بدّ من حثّ الوالدين أبناءهم على وضع أهداف لأنفسهم خلال الإجازة الصيفيّة. يمكنهم من خلال هذه الأهداف، تحديد الكتب التي يرغبون في قراءتها، أو المشروعات الكتابيّة التي يودّون إنجازها. من خلال وضع أهداف واضحة، سيكون عندهم الدافع اللازم للممارسة والتحسين.

5. مشاركة الأهل: يجب أن يكون للأهل دور فعّال في دعم الأبناء وتشجيعهم على ممارسة المهارات الأكاديميّة والحياتيّة خلال الإجازة الصيفيّة. كما يمكن للأهل تخصيص وقت يوميّ للقراءة مع أبنائهم ومناقشة الكتب المقروءة، وهذا من شأنه أن يقوّي العلاقة بين أفراد الأسرة وينمّي المهارات الاجتماعيّة والتواصليّة للأبناء. ومن جهةٍ أخرى يُبقي، بل يطوّر مهارة أبنائنا في القراءة والفهم، وبهذا نكون قد جعلنا من الإجازة الصيفيّة متعة وفائدة معًا.

 

في الختام، يجب أن يكون هناك توازن بين الاستراحة والاستمرار في التعلّم خلال الإجازة الصيفيّة، ولا يكون ذلك إلّا من خلال التشجيع على القراءة والكتابة وتقديم فرص للتعلّم المنتظم، حيث يمكن لأبنائنا الاستمتاع بالإجازة الصيفيّة وتحسين مهاراتهم في الوقت نفسه.