أفضليّة التعليم الوجاهيّ وفق دراسة إحصائيّة
أفضليّة التعليم الوجاهيّ وفق دراسة إحصائيّة
عماد الطوال | مرشد روحيّ وتربويّ-الأردن

مقدّمة

تركت جائحة كورونا الكثير من الآثار في حياة البشر في معظم دول العالم، إذ فرضت قيودًا عميقة على نشاطات الحياة اليوميّة، إلى الحدّ الذي اضطررنا فيه إلى إحداث تغييرات كبيرة في أنماط حياتنا، وفي الطريقة التي كنّا نمارس فيها مختلف نشاطاتنا، من لقاءات أسريّة ومناسبات اجتماعيّة وأساليب عمل، يدخل من ضمنها توجّهنا نحو التعليم عن بعد في جميع المستويات التعليميّة. 

لعلّ طلّاب المدارس والأطفال، بشكل عامّ، كانوا الفئة الأكثر تأثّرًا بالقيود والتغييرات المرتبطة بالجائحة، حيث وجدت الأسر نفسها أمام تحدّيات جديدة مرتبطة بإمكانيّة حصول الطلّاب على حقّهم في التعليم، تمثّلت في الطرق الجديدة للتعليم عن بعد، والحاجة الماسّة إلى توفير مقوّمات هذا التعليم من أجهزة حاسوب وخدمات الإنترنت، ومتابعة الأهل الحثيثة لعمليّة التعليم وأداء الواجبات والامتحانات، والتواجد القسريّ المستمرّ للأطفال في المنزل بعيدًا عن أجواء المدرسة وأصدقاء الصفّ، وهي البيئة الطبيعيّة التي يُفترَض أن يتواجدوا فيها للتعلّم وبناء شخصيّة متوازنة علميًّا واجتماعيًّا.

يتناول هذا المقال نتائج دراسة إحصائيّة أُجريت خلال العام الدراسيّ 2020-2021 على أعضاء الهيئة التعليميّة والإداريّة في مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردنّ، وعلى عيّنة من أهالي الطلّاب، تستطلع رأيهم حول تجربتهم في عمليّة التعليم عن بعد، وأيّ نمط من التعليم يفضّلون لأبنائهم. وعليه، بدأنا المقال بتحديد عناصر الدراسة، ثمّ انتقلنا إلى عرض نتائجها، لنختم بمناقشة النتائج واستخلاص التوصيّات.

 

عناصر الدراسة

 

أ. الخلفيّة والهدف

هدفت الدراسة إلى استطلاع آراء أولياء أمور الطلّاب حول خبراتهم في التعليم عن بعد، والطريقة التي يفضّلونها لتلقّي الطلّاب تعليمهم في العام الدراسيّ القادم في ظلّ السيناريوهات المتوقّعة حول كيفيّة العودة إلى التعليم، تبعًا لتطوّرات حالة الوباء في الأردنّ والقرارات الحكوميّة المرتبطة بها. كان هناك ثلاثة سيناريوهات:

  1. - التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة، ويشير إلى عودة جميع الطلّاب لتلقّي التعليم في المدارس ضمن اشتراطات صحّيّة دقيقة. 
  2. - التعليم عن بعد، وهو التعليم المستند إلى المنصّات التعليميّة المتوافرة في الإنترنت، والذي ساد في السنتين الماضيتين.  
  3. - التعليم المُدمَج، ويكون بالدمج بين نوعي التعليم السابقين، وإمّا أن يتمّ بتوزيع طلّاب المدرسة للتعلّم داخل المدرسة بالتناوب بحسب الصفوف (أيّام مخصّصة للتعليم الوجاهيّ، وأخرى للتعليم عن بعد)، أو بتوزيع طلّاب الصف الواحد للتعلّم بالتناوب.

 

ب. الكيفيّة والمدّة الزمنيّة

من أجل تحقيق هذه الغاية، اعتُمِد استبيان خاصّ مستند إلى العديد من الدراسات العلميّة التي أُجريت في هذا المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة عمل مدارس البطريركيّة اللاتينيّة، والاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة التي تميّز المجتمع الأردنيّ. 

في ظلّ الحالة الوبائيّة في الأردنّ، تمّت الاستعانة ببرامج الإنترنت لتوزيع الاستبيان والإجابة على أسئلته (Google Forms)، مدّة أسبوعين، وهي فترة زمنيّة كافية لمن يرغب من الفئة المستهدفة بالإجابة على الأسئلة. 

 

ج. الفئة المستهدفة والمشاركون منها

تمثّلت الفئة المستهدفة للإجابة على أسئلة الاستبيان بأولياء أمور طلّاب مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردنّ، البالغ عددهم 7984 طالبًا وطالبة للعام الدراسيّ 2020-2021، بالإضافة إلى موظّفي مدارس، ومختصّين تربويّين، وكهنة البطريركيّة. قد بلغ عدد الذين أجابوا على أسئلة الاستبانة 1630 فردًا من محافظات الأردنّ التي تعمل فيها مدارس البطريركيّة اللاتينيّة، وبما أنّ معظم هؤلاء الأفراد هم من أولياء أمور الطلّاب، تكون نسبة المشاركين في الدراسة 20.4%.

توزّعت نسبة المشاركين بين 43.37% من الذكور، و56.63% من الإناث، وقد شكّل هؤلاء بمجملهم 91.41% من أولياء أمور الطلّاب في المراحل الدراسيّة كافّة (أساسيّة دنيا، وأساسيّة عليا، وثانويّة)، و8.53% من فئات أخرى (كاهن، وموظّف، وعضو فعاليّة كنسيّة، ومسؤول في التربية، وصديق)، وذلك في مناطق جغرافيّة مختلفة، بين الشمال (إربد، وعجلون، وعنجرة، والوهادنة، والمفرق، والزرقاء)، والوسط (الفحيص، وصافوط، والسلط، وعمّان)، والجنوب (مادبا، والكرك، والوسية، والسماكية، وأدر).

 

نتائج الدراسة

تمّ ترميز استجابات الأفراد على أسئلة الاستبيان وتحليل النتائج باستخدام البرامج الإحصائيّة المناسبة لاستخراج المتوسّطات الحسابيّة للإجابات، بحيث يمثّل المتوسّط الحسابيّ "5" أعلى درجة من الموافقة على السؤال المرتبط بنمط التعليم المحدّد، بينما يمثّل المتوسّط الحسابيّ "1" أقلّ درجة من الموافقة، وبناءً على ذلك، جاءت نتائج الدراسة على النحو الآتي:

استُخرِج المتوسّط الحسابيّ العامّ لاختيار الأفراد المشاركين نمط التعليم المفضّل لديهم من بين الأنماط المقترَحة، وفق ما هو مُوضَّح في الجدول المرفق. وقد تمّت دراسة ذلك تبعًا لجنس الأفراد المشاركين، ولمنطقة سكنهم (إقليم الشمال، وإقليم الوسط، وإقليم الجنوب)، ولعلاقة المشارك بالطالب (وليّ أمر، أو جهة أخرى)، وللمستوى التعليميّ للطلّاب الملتحقين في المدرسة (أساسيّة دنيا، وأساسيّة عليا، وثانويّة، ووجود أبناء في أكثر من مرحلة تعليميّة).

المتوسّط الحسابيّ العامّ لاختيارات الأفراد نمط التعليم المفضّل في المدرسة، وتمثيله بيانيًّا:

أفضلية التعليم الوجاهي - منهجيات

 

يشير الجدول في الأعلى إلى المتوسّط العامّ لاختيارات الأفراد نمط التعليم المفضّل في المدرسة، وقد أظهرت النتائج أنّ نمط التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة كان هو النمط الذي أيّده أغلبيّة الأفراد، وجاء نمط التعليم المدمج في المرتبة الثانية كنمط مفضّل للتعليم، بينما جاء التعليم عن بعد في المركز الثالث ليكون الأقلّ تفضيلًا بين المشاركين. 

 

بدا هذا التدرّج في التفضيل واضحًا لدى الجنسين، الذكور والإناث، كما بدت هذه النتيجة عامّة بين جميع المشاركين، بغضّ النظر عن منطقة السكن، ورغم وجود ارتفاع ظاهريّ في متوسّط استجابات الأفراد في إقليم الجنوب للتعليم الوجاهيّ، مقارنةً باستجاباتهم في إقليمي الشمال والوسط، وبغضّ النظر كذلك عن طبيعة العلاقة التي تربط المستجيب بالطالب أو المدرسة. ولكن، من الملاحظ، وفق الإحصاءات التي أجريت حول المستوى التعليميّ للطلّاب الملتحقين في المدرسة، أنّ الأفراد الذين لديهم أبناء في المرحلة الأساسيّة الدنيا كانوا الأكثر تفضيلًا للتعليم الوجاهيّ المباشر، مقارنةً ببقيّة المراحل التعليميّة، كما أنّ الأفراد الذين لديهم أبناء في المرحلة الأساسيّة العليا كانوا الأكثر تفضيلًا للتعليم عن بعد والتعليم المدمج، مقارنةً ببقيّة المراحل التعليميّة. وأيًّا يكن، فنتيجة الإجابات العامّة على السؤال المتّصل بنمط التعليم المفضّل، اتّخذت التراتبيّة المشار إليها سلفًا، والتي تحدّدت وفقها النسبة التي نالها كلّ نمط تعليميّ مُقترَح، أي تفضيل التعليم الوجاهيّ، فالتعليم المدمج، فالتعليم عن بعد، كما هو واضح في الجدول الآتي:  

 

إجابات الأفراد حول نمط التعليم المفضّل، وتمثيلها بيانيًّا:

أفضلية التعليم الوجاهي - منهجيات

 

 تحليل النتائج وتحديد التوصيات

 

أ. مناقشة نتائج الدراسة وتضميناتها التربويّة

جاءت هذه الدراسة استكمالًا للدور التربويّ والدينيّ والاجتماعيّ الذي تُعنَى به مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردنّ منذ العام 1866، وذلك بهدف مشاركة أولياء أمور طلّاب المدارس خبراتهم في طريقة التعليم عن بعد من جهة، والطريقة التي يرغبون بأن يتلقّى أبناؤهم تعليمهم من خلالها في العام الدراسيّ المقبل من جهة أخرى.

رغم إدراكنا أنّ تحديد طريقة التعليم في الأعوام الدراسيّة القادمة عائد لقرار وزارة التربية والتعليم، تبعًا لتطوّرات الحالة الوبائيّة في الأردنّ والقرارات الحكوميّة المرتبطة بها، إلّا أنّنا نأمل بأن تضع نتائج الدراسة أمامنا إضاءات من خبرات الأهل والمعلّمين حول تجربة التعليم عن بعد، تبعًا لبعض المتغيّرات التي اعتقدنا أنّها قد تؤثّر في الحكم على هذه التجربة. 

بشكل عامّ، كان نمط التعليم الوجاهيّ هو النمط الأكثر قبولًا وتأييدًا لدى جميع المشاركين في الدراسة، وهذه النتيجة يمكن فهمها وقبولها في ظلّ غياب الخبرات السابقة في التعلّم عن بعد، والحاجة الماسّة إلى توفير مقوّماته. الجانب الأوّل ذو كلفة ماليّة مرتفعة، لما يتطلّبه من توفير أجهزة الحاسوب أو أجهزة الحاسوب اللوحيّة (Tablets)، والاشتراك بخدمات الإنترنت، وقد شكّل هذا الجانب عبئًا ماديًّا على ميزانيّة الأهل المثقلة أصلًا بالتزامات ماليّة كبيرة. أمّا الجانب الثاني فارتبط بضرورة متابعة الأهل المستمرّة لعمليّة التعليم وأداء الطلّاب للواجبات والامتحانات، ما أدّى إلى الحاجة إلى تواجد قسريّ مستمرّ للأطفال داخل المنزل، وابتعادهم عن أجواء المدرسة وأصدقاء الصفّ.

تكمن المحصّلة التربويّة النهائيّة في وجود فجوة معرفيّة لدى الطلّاب، وفاقد تعليميّ تسعى الآن الجهات الرسميّة إلى تعويضه قبل بداية العام الدراسيّ، بالإضافة إلى الحاجة إلى إعادة تهيئة الطلّاب للتعليم الوجاهيّ المباشر في المدارس، لا سيّما وأنّ انغماسهم في ممارسات التعليم عن بعد قاد العديد منهم إلى حالة من الكسل والتواكل والاعتماد على مواقع الإنترنت كمصادر للمعرفة بديلةً عن المعلّم والكتاب المدرسيّ.  

أشارت النتائج كذلك إلى أنّ كلًّا من الآباء والأمّهات، كمشاركين في الدراسة من الذكور والإناث، كان لديهم تفضيل للتعليم الوجاهيّ على أنماط التعليم الأخرى، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الإغلاق العامّ التي واجهت الأردنّ في السنة الماضية، واضطرار الأهل للتواجد مع أطفالهم أثناء ممارسة التعليم عن بعد، فيمكن الوصول إلى نتيجة مفادها أنّ حالة الاتفاق بين الآباء والأمّهات حول خبراتهم في التعليم عن بعد وتفضيلهم التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة، جاء نتيجة ممارسات الأبناء خلال التعليم عن بعد، والعزلة الاجتماعيّة التي عاشها الطلّاب، والتي لاحظها الأهل على مدار عام دراسيّ كامل. 

وفي ما يتعلّق بنمط التعليم المفضّل تبعًا لمنطقة سكن الأسرة، فقد تمّ تقسيم الأردنّ عرضيًّا إلى ثلاثة أقاليم (شمال، ووسط، وجنوب)، وهو التقسيم المعتمد لدى الجهات الرسميّة، فكان تفضيل التعليم الوجاهيّ هو السائد بشكل عامّ، وكانت اختيارات الأفراد في إقليم الجنوب هذا النمط من التعليم أعلى متوسّط، مقارنةً بالتعليم عن بعد والتعليم المدمج، ويمكن فهم هذه النتيجة في ضوء حالة خدمات الإنترنت في إقليم الجنوب، وبعض المحدّدات الاجتماعيّة والاقتصاديّة لمحافظاته. 

أمّا في ما يتعلّق بالمستوى التعليميّ للطلّاب، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أنّ الأفراد المستجيبين الذين لديهم أبناء في المرحلة الأساسيّة الدنيا (من الصفّ الأوّل إلى الصفّ السادس) كانوا الأكثر تفضيلًا للتعليم الوجاهيّ المباشر، وهذه النتيجة يمكن فهمها في ضوء متطلّبات المرحلة النمائيّة لتلك الفترة العمريّة، حيث الحركة الدائمة هي الميزة الأساسيّة للطفل التي تحدّد بدورها مدى الحاجة إلى إكسابه مهارات التعلّم الأساسيّة (التعرّف على الحروف، والكتابة بالقلم، ومهارات الكتابة الأساسيّة)، بالإضافة إلى  مهارات التعلّم والابتكار، مثل التفكير الناقد وحلّ المشكلات، ومهارات التواصل والتعاون مع المعلّم والأقران في الصفّ، وتنمية مهارات الإبداع والابتكار، فضلًا عن المهارات الحياتيّة داخل المدرسة، مثل المرونة في التفكير، والقدرة على التكيّف ومعالجة المواقف، والمبادرة والتوجيه الذاتيّ، ومهارات التفاعل الاجتماعيّ، وغير ذلك من المهارات التي لم يوفّرها نمط التعليم عن بعد توفيرًا مناسبًا. 

أمّا بالنسبة إلى السؤال الأخير من الاستبيان، والذي تحدّث عن نمط التعليم المفضّل بشكل عامّ، فقد جاءت نتائجه منسجمة مع ما سبقها من متغيّرات، وأشارت إلى أنّ 1382 مستجيبًا (85%) من عيّنة الدراسة يفضّلون التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة، يليها 158 مستجيبًا (10%) يفضّلون التعليم المدمج، بينما فضّل 90 مستجيبًا (5%) التعليم عن بعد.

 

ب. توصيات الدراسة

رغم التأكيد على أهمّيّة مراعاة الاشتراطات الصحّيّة، مثل التباعد الاجتماعيّ وارتداء الكمامات والاهتمام بأدقّ تفاصيل النظافة الشخصيّة، ورغم احتمال العودة إلى التعليم الوجاهيّ المباشر في المدارس، فإنّنا نرى أنّه لا بدّ في المرحلة القادمة من مراعاة ما يلي: 

  1. العمل على تهيئة الطلّاب من الناحية النفسيّة والأكاديميّة لاحتماليّة العودة إلى التعليم الوجاهيّ المباشر في المدرسة. 
  2. العمل على تعويض الطلّاب عن الفاقد التعليميّ بالتركيز على النتاجات المعرفيّة الحرجة المرتبطة بكلّ مادّة دراسيّة في كلّ صفّ.
  3. مساعدة الطلّاب على الانتقال من الممارسات غير التربويّة المرتبطة بالتعليم عن بعد، مثل الاعتماد على الآخرين في حلّ الواجبات وتأدية الامتحانات، وتبادل حلول الواجبات وأسئلة الامتحانات بطرق غير مناسبة، والاعتماد على مواقع الإنترنت في الحصول على المعرفة جاهزة دون بذل جهد لاكتسابها... والانتقال بهم إلى ممارسات تربويّة لائقة يُستخدَم فيها الإنترنت مصدرًا عامًّا للمعرفة ويمارس فيها الطالب دور الباحث الناقد، بينما يمارس المعلّم دور الموجّه والمتابع. 
  4. البناء على خبرات الطالب التي تعامل وفقها مع التعليم عن بعد بشكل منفرد ومستقلّ، وذلك بتعزيز استقلاليّته بالاعتماد على نفسه في حلّ الواجبات وتأدية الامتحانات، والاهتمام بتفاصيل حياته اليوميّة، وإضافة مسؤوليّات جديدة عليه تتناسب مع عمره، مثل تنظيف غرفته، والاهتمام بإخوته، والمساعدة في أعمال المنزل.
  5. تفعيل علاقة المشاركة بين المدرسة والأهل للتخلّص من الآثار الاجتماعيّة السلبيّة للإغلاقات الزمنيّة الطويلة، وإخراج الطلّاب من عزلة العالم الافتراضيّ في الإنترنت نحو عالم اجتماعيّ حقيقيّ، وذلك بتكثيف النشاطات اللامنهجيّة، والمشاركة في الأندية الرياضيّة، والزيارات العائليّة والمناسبات الاجتماعيّة، والأعمال التطوعيّة، وإعادة بناء العلاقة الصحّيّة بين الطالب والمعلّم، والعلاقة البيتيّة بين الطالب والمدرسة، والعلاقة الأخويّة بين الطلّاب أنفسهم. 

 

خاتمة

بغضّ النظر عن الآراء السلبيّة حول التعليم عن بعد التي أظهرتها الدراسة، نعتقد أنّ هذا النمط من التعليم قد فرض نفسه علينا وسيبقى حاضرًا في جميع المستويات التعليميّة، وبما أنّنا نعيش في عالم متغيّر قد تحدث فيه العديد من الحالات الطارئة المرتبطة بانتشار الأمراض والأوبئة أو الأحوال الجوّيّة غير العاديّة، فلا بدّ لنا من الإفادة من تجربتنا في التعليم عن بعد والبناء عليها، ليكون هذا النمط من التعليم بديلًا جاهزًا عن التعليم الوجاهيّ في المدرسة.