مبادرة "ألكسو" للتعلّم المفتوح والتعليم الإلكتروني وقت الكورونا
مبادرة "ألكسو" للتعلّم المفتوح والتعليم الإلكتروني وقت الكورونا

أطلقت المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" في بداية شهر آذار من هذا العام مبادرةً بعنوان "مبادرة الألسكو للتعليم الإلكترونيّ لمجابهة انقطاع التعليم بسبب أزمة كورونا". جاءت المبادرة حرصًا من المنظّمة على المساهمة في ضمان استمراريّة التعليم في الظرف الراهن الذي فرضه وباء كورونا الذي أدّى إلى إغلاق المدارس وتعطّل الدراسة. لم تكن المبادرة استجابةً للأزمة الطارئة فقط، بل كانت استكمالًا لمسار انتهجته المنظّمة نحو تضافر الجهود العربيّة في مجال التعليم الإلكترونيّ من خلال منصّة الموارد التعليميّة العربيّة المفتوحة، والتعليم الإلكترونيّ (MOOCs).

 

تسعى المبادرة إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسة:

- المساهمة في إيجاد حلول تقنيّة بديلة، بالاستفادة من مزايا استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتّصال في التعليم، لمجابهة انقطاع الدراسة في المؤسّسات التعليميّة في الدول العربيّة، وضمان استمراريّة التعليم.

- تمكين الطلّاب والمعلّمين العرب من الولوج مجّانًا إلى المحتويات التعليميّة العربيّة المتاحة عبر منصّات الألكسو، ومختلف المواقع والبوّابات المتخصّصة في الدول العربيّة.

- تنظيم دورات تدريبيّة عبر منصّة الألكسو للتدريب الإلكترونيّ لفائدة المعلّمين في الدول العربيّة، مع تقديم الدعم الفنّيّ والمرافقة اللازمة لتمكينهم من حسن استخدام المنصّات والأدوات الخاصّة بإنتاج المحتويات التعليميّة وإتاحتها.

- تعزيز التعاون والشراكة مع الجهات المتخصّصة، والمنظّمات، والمؤسسات، والخبراء، والشركاء الفاعلين في مجال التعليم الإلكترونيّ، وتبادل التجارب، والخبرات، وأفضل الممارسات، والحلول التكنولوجيّة لضمان استمراريّة التعلّم والتعليم خلال فترة تعليق الدراسة بسبب الأزمات.

 

ترجمت المبادرة أهدافها واقعيًّا بإتاحة شبكة الموارد التعليميّة العربيّة المفتوحة، ومنصّة رواق الألسكو لجمهور المعلّمين والمتعلّمين في أنحاء العالم العربيّ كافّةً. أمّا الشبكة العربيّة للموارد المفتوحة، فهي تعدّ المدخل الموحّد إلى كلّ المحتويات التعليميّة التي يتمّ تطويرها في مختلف الدول العربيّة. كما أنّ "الشبكة" تُمكّن المستخدمين من عدّة أدوات تخوّلهم إنشاء المحتويات الرقميّة وإضافتها ورفعها على الشبكة، وإسنادها بالتراخيص المناسبة ومشاركتها، والتشبيك بين الخبرات التعليميّة المتنوّعة. تنوّعت هذه الأدوات، ونذكر منها:

- إرسال الموارد التعليميّة التي أعدّت مسبّقًا وإضافتها وإتاحتها عبر روابط وعناوين مخصّصة على شبكة الإنترنت (منصّات وطنيّة، مواقع متخصّصة)، وتنظيمها وفهرستها عبر إضافة المعايير، والبيانات الوصفيّة ذات الصلة، وتخصيص الترخيص المفتوح المناسب.

- مؤلّف الموارد، وهو أداة إنشاء المحتوى الرقميّ، وإدارته ما يمكّن مؤلّفي الموارد التعليميّة من تحرير المحتوى التعليميّ الرقميّ وتقديمه في صورة وحدات تعليميّة، ثمّ إضافة البيانات الوصفيّة اللازمة لتسهيل عمليّة التنضيد الآليّ للموارد التعليميّة ليكون البحث والوصول أكثر نجاعة وفاعليّة.

 

إتاحة استخدام تلك الأدوات، مكّن المعلّمين من تحقيق الآتي:

- الجمع بين محتويات رقميّة بأشكال مختلفة (نصّ، وصور، وملفّات صوتيّة، ومقاطع فيديو).

- حفظ المحتوى الرقميّ على صورة موارد تعليميّة مفتوحة، وجعل ترخيصه أمرًا سهلًا.

- مشاركة المحتوى مع المعلّمين والمتعلّمين والمهتمّين من أنحاء العالم جميعها.

- إمكانيّة طباعة الموارد وتنزيلها على هيئة ملفّات PDF، كما يمكن أيضًا تنزيل كلّ ملفّات الوسائط المتعدّدة المتضمّنة في هذه الموارد.

- إمكانيّة إنشاء موارد جديدة باستخدام وثائق جوجل Google Docs أو مواقع مشابهة، والتعديل عليها، إذ من المتاح العمل الجماعيّ على الوثيقة.  

- تعديل المحتوى المفتوح، وتكييفه حتّى يتناسب مع الخاصّيات الأساسيّة للموادّ الواقعة ضمت ترخيص المشاع الإبداعيّ، وكذلك المتطلّبات الخاصّة للدولة، والاحتياجات الخاصّة للمتعلّم والفصول الدراسيّة.

- تركيب الموارد التعليميّة المفتوحة ودمجها، إذ يمكن تركيبها، ودمجها، وتعديلها، وتكييفها، وتخصيصها، وإعادة تنظيمها وصياغتها، لتصبح الموارد القديمة المتاحة مادّة أوّليّة لإنشاء موارد جديدة.

 

لضمان بناء هيكليّة قاعديّة للشبكة العربيّة تعمل على تحقيق أهدافها المرجوّة وتقديم العون للمعلّمين والمتعلّمين على حدّ سواء، تمّ تعيين منسّقين وطنيّين في الدول العربيّة الأعضاء، وذلك ضمانًا لتوفّر معايير الجودة والمصداقيّة في المحتويات الرقميّة التي تُدرج على مستوى كلّ دولة. كما تكوّن مجموعات تتضمّن المحتويات التي أُنشئت، وتنظّم حسب المصدر. حتّى كتابة هذه السطور، كان إجماليّ مجموعات العمل اثنين وعشرين مجموعةً تمثّل الدول العربيّة الأعضاء في المنظّمة.

 

تعتمد مبادرة "ألكسو للتعلّم المفتوح والتعليم الإلكترونيّ وقت الكورونا" على تقديم الدروس الإلكترونيّة من خلال الشراكة مع مؤسّسة رواق، وتمّ اعتماد منصّتها المركزيّة "رواق الألكسو" لدروس "مووك". يمكن تحديد مراحل إنتاج الدروس التفاعليّة عبر الخطوات الآتية:

- إعداد دروس إلكترونيّة مفتوحة في عدّة تخصّصات جاذبة، استجابةً للطّلبات الكبيرة الملحّة في هذا المجال.

- استضافة الدروس التي طوّرها المدرسون من مختلف الجامعات ومؤسّسات التّعليم والتّدريب في الوطن العربيّ على منصّة "رواق الألكسو"، واستغلالها في الدورات.

- تنظيم دورات تعريفيّة لنشر الوعي حول استخدام التعلّم الإلكترونيّ المفتوح في كلّ المراحل التعليميّة والإفادة القصوى من مزاياه.

- تنظيم دورات تدريبيّة في مجال إنتاج الدّروس الإلكترونيّة المفتوحة واستغلالها، وذلك لفائدة المدرّبين والمدرّسين في الدول العربيّة.

 

في إطار المبادرة، قدّمت دورات تدريبية عدّة للمعلّمين والطلّاب لمساعدتهم على استخدام المنصّات والأدوات التكنولوجيّة في ممارساتهم التعليميّة والتعلّمية. آخر تلك الدورات قُدّم في تشرين الأوّل حيث انتهى المعلّمون من التدرّب على نظام الفصول الافتراضيّة ClassIn. ويمثّل هذا النظام برنامجًا تعليميًّا يمكن استخدامه للتعلّم المتزامن عبر الإنترنت (الاتصال الصوتيّ والفيديو)، ويتضمّن خدمات عدّة: اللوح الأبيض، والتخاطب المتزامن، والعمل التعاونيّ، كما يوفّر للمعلّمين القدرة على إنشاء أنشطة وسائط متعدّدة بما يتناسب مع أنماط التعلّم المختلفة، ويحقّق المرونة في التعلّم. قدّمت المبادرة خدمات هذا البرنامج باللغة العربيّة، مع إتاحة الفرصة للحصول على شهادات معتمدة من المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم فور الانتهاء من الدورات التدريبيّة المعلن عنها تباعًا عبر صفحة المنظّمة على وسائل التواصل الاجتماعيّ.