مبادرة أبجد
مبادرة أبجد

في خضمّ الأزمات التي حرمت آلاف الأطفال من التعليم، انطلقت مبادرة أبجد سنة 2018، فكرةً شبابيّة تطوّعيّة تؤمن بحقّ كلّ طفل في فرصة ثانية للتعلّم. بدأت بخطوات بسيطة سرعان ما أثبتت أثرها، فتوسّعت لتقدّم برامج تعليميّة مسرّعة وعلاجيّة تراعي الجانب الأكاديميّ والنفسيّ والاجتماعيّ، مع إشراك الأهل بوصفهم شركاء فاعلين. ومع تطوّرها، تحوّلت أبجد إلى مشروع متكامل يجمع بين التعليم الرسميّ وغير الرسميّ، وتُوّجت بالتسجيل الرسميّ في ألمانيا سنة 2022، ثمّ في سوريا سنة 2025، من دون أنّ تفقد جوهرها الإنسانيّ وروحها التطوّعيّة الأصيلة. 

 

مدرسة ياسمين الافتراضيّة التفاعليّة: نموذج مختلف للتعليم عن بُعد  

برنامج ياسمين مبادرة تعليميّة افتراضيّة غير ربحيّة بدأت في سنة 2021، وُلدت من الحاجة إلى ربط الأطفال واليافعين المغتربين بلغتهم الأمّ وثقافتهم العربيّة. يقدّم البرنامج دروسًا تفاعليّة في اللغة العربيّة، إلى جانب موادّ تعليميّة أخرى، يشرف عليها معلّمون سوريّون متخصّصون، يسعون لتقديم تجربة تعليميّة ممتعة تُشعر الطفل بالانتماء وتعزّز هويّته الثقافيّة. ولا تقتصر أهداف ياسمين على التعليم فقط؛ وإنّما تمتدّ لتشمل دعم التعليم داخل سوريا؛ إذ تُخصَّص عائداته لتمويل برنامج "اقرأ" الذي يمنح الأطفال فرصة جديدة نحو مستقبل أفضل.  

يستهدف البرنامج الأطفال العرب من عمر 5 إلى 18 سنة في مختلف أنحاء العالم، مِمّن فقدوا فرص تعلّم لغتهم بسبب ظروف الاغتراب، ويسعى لمساعدتهم في استعادة لغتهم، وتقوية شعورهم بالهويّة والانتماء. كما يفتح أبوابه لغير الناطقين بالعربيّة من مختلف الجنسيّات، مِمّن لديهم رغبة حقيقيّة في تعلّم اللغة العربيّة، والتعرّف إلى الثقافة في مسارات تعليميّة أصيلة وتفاعليّة.  

يعمل البرنامج على تقديم تعليم عربيّ عالي الجودة، باستخدام أدوات وموارد مبسّطة وتفاعليّة تناسب الفئات المستهدفة، مع الالتزام بخلق بيئة تعليميّة شاملة ومحفّزة. كما يسهم البرنامج في تمكين المعلّمين السوريّين، بتوفير فرص عمل وتدريب مهنيّ، بما يضمن استدامة العمليّة التعليميّة داخل سوريا. وفي جوهره، يسعى البرنامج لحماية الهويّة الثقافيّة واللغويّة للأطفال والشباب، وتغذية شعورهم بالانتماء أينما كانوا.  

 

برنامج اقرأ: لأنّ التعليم لا يكون من طرف واحد  

برنامج "اقرأ" برنامج تعليميّ شامل، يهدف إلى خلق بيئة تعليميّة مستدامة وداعمة للأطفال في مرحلة التعليم الأساسيّ، تقوم على فهم متكامل لاحتياجات الطفل النفسيّة والاجتماعيّة والأكاديميّة. ينطلق البرنامج من قناعة راسخة بأنّ التعليم طريق نحو إعادة بناء الأمل، وتمكين الأطفال من تجاوز التحدّيات، وبناء مستقبل أفضل. لذلك، يركّز البرنامج على تهيئة منظومة تعليميّة تضع الطفل في المركز، وتدعمه في كلّ ما يحيط بتجربته التعليميّة، بدءًا من علاقته بالمدرسة والمعلّمين، وصولًا إلى حالته النفسيّة والشعوريّة.  

يستهدف البرنامج الأطفال من عمر 6 إلى 13 سنة، انطلاقًا من الإيمان بأنّهم قادة الغد وبُناة المستقبل. كما يشمل البرنامج شركاء أساسيّين في العمليّة التعليميّة، مثل المعلّمين وأولياء الأمور، إدراكًا للدور الحيويّ الذي يؤدّيه كلاهما، في تشكيل تجربة تعليميّة متكاملة وفاعلة. فالمعلّم موجّه وداعم، ووليّ الأمر شريك في التأثير. 

يعمل برنامج "اقرأ" على توفير بيئة تعليميّة آمنة وشاملة تراعي احتياجات الطفل المتنوّعة، وتمنحه مساحة للتعبير عن نفسه، والنموّ في أجواء داعمة ومحفّزة. كما يعزّز أنظمة الدعم النفسيّ والاجتماعيّ التي تساعد الأطفال في تخطّي آثار الأزمات والصدمات، وتشجّع على السلوك الإيجابيّ والنموّ الاجتماعيّ المتوازن. في الوقت ذاته، يسعى البرنامج لتحسين جودة التعليم، بتوفير برامج تعلّم علاجيّة تردم الفجوات التعليميّة، إلى جانب تدريب المعلّمين وتمكينهم من المهارات الأساسيّة، وتفعيل دور الأسرة في العمليّة التعليميّة، لضمان دعم متكامل ومستدام لكلّ طفل. 

 

برنامج أثر: مساحات شبابيّة للتعلّم، والتمكين، وصناعة التغيير 

برنامج اجتماعيّ يوفّر مساحة حيويّة حاضنة وملهمة يقودها الشباب؛ حيث يصمّمون المبادرات وينفّذونها ضمن رحلة تعليميّة ترتكز على التشاركيّة والتجربة العمليّة. ينطلق البرنامج من رؤية أفقيّة تسعى لربط المجتمعات السوريّة داخل البلاد وفي الشتات؛ من خلال تعزيز العمل الجماعيّ، وتبادل المعرفة، والعمل في بيئات معقّدة. 

يهدف البرنامج إلى تعزيز الروابط المجتمعيّة بين الأفراد داخل سوريا وخارجها، بتبادل الخبرات والرؤى، وتمكين المشاركين من اكتشاف مهاراتهم وتطويرها بما يدعم اندماجهم أعضاءً فاعلين ومؤثّرين في مجتمعاتهم. كما يسعى لتشجيع روح المشاركة المجتمعيّة، والعمل التطوّعيّ، انطلاقًا من الإيمان بأنّ كل فرد قادر على أن يكون جزءًا من التغيير ومسهمًا في صناعته. 

يعمل برنامج أثر على خلق بيئات داعمة للشباب عبر استضافة تجمّعات وفعّاليّات متنوّعة توفّر مساحات آمنة للحوار والنقاش، وتعزّز الشعور بالانتماء، والمشاركة المجتمعيّة. كما يقدّم ورش عمل تدريبيّة تفاعليّة في مجالات التعليم، والحماية المجتمعيّة، والدعم النفسيّ والاجتماعيّ، والعمل الإنسانيّ، والاستعداد لسوق العمل، بما يزوّد الشباب بالأدوات اللازمة للاندماج الإيجابيّ والمشاركة الفاعلة، ولا سيّما في مجتمعات الشتات. إضافةً إلى ذلك، يسعى البرنامج لبناء شراكات مع منظّمات المجتمع المدنيّ لدعم المبادرات المجتمعيّة، ويوفّر فرصًا تطوّعيّة هادفة، تمكّن الشباب من اكتساب خبرة عمليّة، وتولّي أدوار قياديّة في صناعة التغيير.