أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها
أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال وسُبُل تجنّبها

لم يعد الأطفال يمضون أوقات فراغهم في الحدائق والملاعب كما كانت حالهم قديمًا، عندما كانت الألعاب تبني أجسادهم وتنمّي شخصيّاتهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة. يمضي أولادنا اليوم معظم أوقاتهم أمام شاشات الحاسوب والهاتف منشغلين بألعابهم التي تستهلك أوقات فراغهم. يتّفق معظم الناس على أنّ لهذه الألعاب الإلكترونيّة آثارًا سلبيّة في الأطفال من نواحٍ مختلفة. فما هذه الآثار والأضرار؟

 

أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال 

يمكن أن يؤدّي جلوس الأطفال أمام الشاشة للعب بالألعاب الإلكترونيّة إلى العديد من الأضرار والمشكلات. من أهمّها:

  • - المشكلات البدنيّة: ترتبط بعض المشكلات البدنيّة التي يُصاب بها الأطفال بممارسة الألعاب الإلكترونيّة، مثل الإصابة بالسمنة، وهشاشة العظام، بالإضافة إلى تشوّهات العمود الفقريّ، فضلًا عن الإصابة بأضرار في العين. 
  • - ضعف السلوك الاجتماعيّ: عندما يمارس الطفل الألعاب الإلكترونيّة لفترات طويلة، يتراجع أداؤه الاجتماعيّ تراجعًا ملحوظًا.
  • -قلّة تواصل الآباء مع أطفالهم: يمكن أن تقلّل الألعاب الإلكترونيّة تواصل الآباء مع أطفالهم لمعرفة مشكلاتهم، وتعزيز الترابط بينهم. الأمر الذي يؤدّي إلى تراجع القدرة على معرفة احتياجات الأطفال وتأمينها لهم.
  • - ضعف التحصيل الدراسيّ: عندما يقضي الطالب وقتًا طويلًا في اللعب أمام الشاشة، يتأثّر تحصيله الدراسيّ تأثّرًا كبيرًا، إذ تتراجع درجاته في كثير من الأحيان. تزداد نسبة ظهور هذه المشكلة عند ممارسة الألعاب المتّسمة العنف. 
  • - ظهور سلوكيّات عنيفة: في بعض الأحيان، تظهر على الأطفال بعض السلوكيّات العنيفة والإجراميّة، وذلك نتيجة ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة التي تتضمّن مثل هذه السلوكيّات.
  • - ضعف التركيز: يمكن أن تؤدّي كثرة ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة، ولا سيّما في السنوات المبكرة من العمر، إلى تطوّر اضطرابات تؤثِّر في تركيزهم في بعض النشطات الحياتيّة، بما في ذلك الدراسة. 
  • - الفجوة الثقافيّة: تؤدّي ممارسة الألعاب الإلكترونيّة إلى وجود فجوة بين ثقافة الأطفال الذين يمارسونها وثقافتهم المحلّيّة. تنشأ لديهم عادات ثقافيّة غريبة ومُضرّة في كثيرٍ من الأحيان، مثل انتشار ثقافة الشتائم أو المقامرة. 
  • - التنمّر: في الوقت الراهن، تنتشر العديد من الألعاب الإلكترونيّة التي تُمارَس مع لاعبين آخرين عبر شبكة الإنترنت، وقد يتعرّض الطفل فيها إلى التنمّر إذا لم يكن أداؤه جيّدًا في اللعبة. قد يكون التنمّر بالشتم، أو الإقصاء من اللعب، أو غير ذلك من السلوكيّات. 
  • - الاحتيال: يمكن أن يتعرض بعض الأطفال إلى عمليّات الاحتيال، أو استغلال المعلومات الشخصيّة للاعبين الآخرين في نشاطات غير مشروعة.

 

سُبُل تجنّب أضرار الألعاب الإلكترونيّة

ينبغي اتّخاذ العديد من التدابير لحماية الطفل الذي يمارس الألعاب الإلكترونيّة. فرغم أنّه من الجيّد أن يمارس الطفل بعض الألعاب الإلكترونيّة باعتدال، لجني بعض الفوائد، ولكن لا بدّ من تجنّب الأضرار التي يمكن أن تسبّبها هذه الألعاب. وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد في الحدّ من أضرار الألعاب الإلكترونيّة على الأطفال: 

  • - تجنّب وضع أجهزة اللعب في غرفة الطفل: لن يستطيع الآباء التحقّق من الوقت الذي يقضيه أطفالهم في اللعب بالألعاب الإلكترونيّة إذا كانت أجهزة الألعاب في غرفتهم. لذلك، ينبغي وضع هذه الأجهزة في مكان تسهل مراقبته. 
  • - التعرّف إلى طبيعة الألعاب: من الجيّد مراقبة الألعاب الإلكترونيّة التي يقضي الطفل وقته في لعبها. وذلك لضمان تجنّب الألعاب التي تتّسم بالعنف، أو الألعاب التي تتضمّن سلوكيّات غير لائقة، ومن المُحتمَل أن تؤثِّر في سلوكيّات الطفل. 
  • - البحث عن السلوكيّات المقلقة والتعامل معها: ينبغي على الآباء التعرّف إلى السلوكيّات المقلقة التي تظهرها بعض الألعاب الإلكترونيّة عند الأطفال، والتعامل معها بلطف عند ملاحظتها، مثل الانفعال وضعف الأداء الأكاديميّ.
  • - مراعاة الفئات العمريّة للألعاب: تُصنَّف العديد من الألعاب بأنّها مناسبة لفئة عمريّة معيّنة. وعليه، يجب مراعاة هذه الفئات العمريّة، وضمان تجنّب الطفل ممارسة الألعاب الإلكترونيّة المُخصَّصة للأطفال الأكبر سنًّا. 
  • - تخصيص وقت لفصل جميع الأجهزة: من الجيّد أن يفصل الأبوان جميع أجهزة الألعاب الإلكترونيّة بين الحين والآخر، حتّى يتخلّص الطفل من الإدمان على هذه الألعاب. ويمكن أن يكون ذلك طيلة عطلة نهاية الأسبوع مرّة كلّ شهر، أو كلّ ثلاثة أشهر. 
  • - التعليم بالقدوة: يستطيع الآباء ممارسة بعض الألعاب الإلكترونيّة مع أطفالهم أحيانًا، حتّى يستطيع الطفل تنمية بعض السلوكيّات الجيّدة عند رؤية الأبوين والاقتداء بسلوكيهما.  
  • - مراقبة الطفل أو اللعب معه: من المفيد مراقبة الطفل أثناء اللعب، أو مشاركته اللعب أحيانًا؛ لمعرفة طبيعة اللعبة، وما يتعرّض إليه الطفل فيها، من أجل تقديم الإرشادات المناسبة لذلك. 
  • - التعرّف إلى مخاطر الألعاب: على الآباء معرفة الوسائط والمجتمعات الرقميّة والتطبيقات التي يستخدمها الطفل أثناء اللعب، والتعرّف إلى مخاطرها الأمنيّة، ثمّ اتّخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها والمحافظة على أمن الطفل. 
  • - مساعدة الطفل في ضبط إعدادات الخصوصيّة: تكمن أهمّيّة ضبط إعدادات الخصوصيّة في المحافظة على أمن الطفل عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، حيث يحدّ ذلك من تعرّضه إلى الاختراق. 
  • - تعليم السلوك الرقميّ الآمن: تُقلِّل معرفة الطفل السلوكيّات الرقميّة الآمنة من تعرّضه إلى الاختراق أو عمليّات الاحتيال. لذلك، من الضروريّ تعليم الأبوين أطفالهما هذه السلوكيّات عند ممارسة الألعاب الإلكترونيّة عبر شبكة الإنترنت. 

 

علامات عادات اللعب غير الصحّيّة عند الأطفال 

تظهر بعض العلامات والأعراض على الطفل عندما يمارس العادات غير الصحّيّة أثناء اللعب بالألعاب الإلكترونيّة. ولا بدّ من الانتباه إلى هذه العلامات، للتعامل معها في وقت مبكر، والمحافظة على سلامة الطفل. من بين هذه العلامات:

  • - الهوس بالألعاب: يكون الطفل مهووسًا أحيانًا بالألعاب الإلكترونيّة، حيث يؤدِّي منعه عن اللعب إلى شعوره بالحزن والقلق والتوتّر والانفعال.
  • - التأثير في النشاطات الأخرى: يدفع التعلّق بالألعاب الإلكترونيّة عند بعض الأطفال إلى ترك النشاطات الحياتيّة المهمّة، أو النشاطات التي كانوا يستمتعون بها سابقًا؛ لقضاء المزيد من الوقت أمام الشاشة.
  • - الرغبة في المزيد من الألعاب: يرغب الأطفال في ممارسة المزيد من الألعاب، ويفقدون قدرتهم على التوقّف عن ممارستها. تشير هذه العلامة إلى عادات اللعب الخاطئة التي ينبغي تغييرها. 

 

فوائد ممارسة الألعاب الإلكترونيّة باعتدال 

توفِّر ممارسة الأطفال الألعاب الإلكترونيّة باعتدال العديد من الفوائد المختلفة. من أهمّها التحفيز الذهنيّ الذي يَنتُج عن التفكير في حلّ الألغاز، أو غيرها من الأمور المعقّدة أثناء اللعب. يؤدِّي التفاعل مع الآخرين، كذلك، عند اللعب عبر شبكة الإنترنت، إلى تحسين الأداء الاجتماعيّ إذا روعيت إرشادات اللعب الآمن. بالإضافة إلى ما يمكن أنّ تسهم به الألعاب الإلكترونية من تحسين مرونة الطفل العاطفيّة، وأدائه في التعامل مع الفشل. 

 

اقرأ أيضًا

أسس تنشئة الطفل الاجتماعيّة | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

مشكلات المراهقين النفسيّة وكيفيّة التعامل معها | منهجيات - نحو تعليم معاصر (manhajiyat.com)

 

المراجع