لماذا يوثّق المعلّمون أعمالهم؟
لماذا يوثّق المعلّمون أعمالهم؟
2022/02/27
أسماء رمضان مصطفى | مُعلّمة لُغة إنجليزيّة- فلسطين

يسعى غالبية المعلّمين في الدول والأمصار، وبهدف تحسين وتطوير أدوات القياس والتقييم والتقويم في الميدان التعليميّ والتربويّ، إلى توثيق أعمالهم التي ينفّذون داخل وخارج الغرف الصفّيّة على اختلاف أنواعها، واختلاف طبيعة العمل سواءً كان نشاطًا تعليميًّا أو مبادرات تربويّة.

وقد ساعدهم على ذلك التطوّر التكنولوجيّ الهائل واقتناء المعلّمين هواتف ذكيّة نقّالة تُستخدم وتُوظّف في تحسين جودة العمليّات التعليميّة، من خلال توثيق الأنشطة التي يقومون بها من خلال الصوت أو الصورة أو كليهما معًا، الأمر الذي أدّى بهم إلى نتائج تحسين وتطوير مذهلة. وقد تعدّدت أغراض المعلّمين في توثيق وحفظ أعمالهم، ولعلّ أبرزها ما يلي:

 

1- تجويد العمليّات التعليميّة

من خلال توثيق العمليّات التعليميّة وإعادة النَّظر في آليّة تنفيذ بعض الأنشطة والاستراتيجيّات التعليميّة، وقياس مدى ملاءمتها لطبيعة مبحث درسيّ ما، وعلاقتها بالمرحلة العمريّة التي يقوم المعلّم بتنفيذ النشاط معها. هذا التوثيق يمنح المعلّمين فرصةً للتركيز على ملاحظة واكتشاف نقاط القوّة لتعزيزها وتعميمها، ونقاط الضعف لتلافيها وتجنّبها.

إنّ الحاجة إلى تجويد وتطوير مخرجات التعليم أمر يدعو لتوثيق بعض الأعمال المهمّة، ومن ثمّ دراستها وتحليلها، والخروج بتوصيات وتعميمات من شأنها أن تحدث تغييرًا في نظم التعليم إلى الإيجابيّة والجودة المطلوبة.

 

2- حفظ حقوق الأنشطة التعليميّة

إنّ مسألة حفظ الحقوق للأنشطة والمبادرات التربويّة الأصيلة ونسبها لأصحابها أمرٌ هامّ وضروريّ، فقد يقوم المعلّمون لاحقًا بكتابة مؤلفات تربويّة لهم عن تجربة أصيلة في الميدان التربويّ، أو عن نشاط مٌبتكر قام أحد المعلّمين بتطويره، واتخاذه منهجًا ينتهجه مع تلاميذه ويُقتدى به من قبل زملاء المهنة. هُنا يمسي من الضروريّ نسب ابتكار أو تطوير النشاط لصاحبهِ.

 

3- نقل التجربة للآخرين بهدف النفع والإفادة

إنّ الإفادة من الإمكانيّات المادّيّة والمعنويّة لدى زملاء المهنة، من خلال التجارب، أمرٌ ضروريّ لتحقيق الأهداف التربويّة، إذ يعتمد ذلك على مساعدة المعلّمين أنفسهم على تنمية قدراتهم وكفاياتهم، بنقل التجارب والأبحاث بطرق عدّة تترأسها الأدوات الرقميّة، والتي سهّلت على المعلّمين القيام بذلك من مشارق الأرض ومغاربها. يدخل في ذلك أيضًا تحفيز زملاء المهنة وزيادة دافعيّتهم، من خلال نشر الطاقة الإيجابيّة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ وقنوات اليوتيوب، فالإيجابيّة عدوى تنتقلُ.

 

4- حفظ المعلومات وتخزينها

قد يكون من الضروريّ تخصيص مساحة إلكترونيّة لحفظ المعلومات بغرض العودة لها وقت الحاجة، ربما من المهمّ تشارُك مساحة تخزينيّة إلكترونيّة تكون للمعلّم والمتعلّم، تفيدهم وتساعدهم بالرّجوع إلى ما يحتاجون من موادّ وقت الحاجة.

 

5- لإجراء البحوث التربويّة والبحوث الإجرائيّة والدراسات

بهدف تحسين العمليات التعليميّة وتجويدها من حين لآخر.

 

6- مشاركة أعمال المعلّمين مع أولياء أمور الطلّاب  

واطلاعهم على ما يجري داخل الغرف الصفّيّة، وذلك من باب التواصل مع المجتمع المحلّيّ وتعزيز دور الأسرة في العمليّة التعليميّة المكمّلة لدور المؤسّسات التعليميّة.

 

7- دعم وتحفيز الطلّاب عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ

من خلال نشر المعلّمين بعض الإعلانات عن مسابقات يفوز فيها من يستحقّ ومن ثم يُكرّم، وتُنشر صور تكريم الطلبة، فمثلًا تقوم المؤسّسة التعليميّة بنشر إنجاز طالب ما نجمًا للأسبوع أو الشهر لإحدى المسابقات، الأمر الذي يؤدّي إلى تحفيز الطالب ورفع معنوياته في مجتمعهِ المحلّيّ وتعزيز العلاقة بين الأسرة والمؤسّسة التعليميّة بالدرجة الأولى.

 

8- إنشاء ملفّات إنجاز إلكترونيّة

يحتفظ المعلّمون فيها بإنجازاتهم على مدار سنوات، ملفّات يَسهل تعديلها والإضافة عليها وإرسالها لزملاء المهنة والعودة إليها وقت الحاجة وبأقل تكلفة مادّيّة، بدلًا من استخدام الملفّات الورقيّة باهظة التكلفة.

 

9- المنافسة في مسابقات إقليميّة ودوليّة عن مجال التعليم

في ظلّ سباق الحداثة في التعليم، من خلال التقدّم بأعمالهم الموثّقة بالصوت والصورة والوصف الدقيق لما يقوم به المعلّم داخل الميدان التربويّ في مسابقات إقليميّة ودوليّة عن مجال التعليم، فهذه المسابقات تُمثّل رصيدًا لقصص نجاح ملهمة وترفع من شأن مهنة المعلّم السامية، وتسلّط الضوء على إنجازات المعلّمين وابتكاراتهم في هذا المجال.

 

10- إلهام زملاء المهنة

تُمثّل بعض التجارب الناجحة الموثّقة قصص نجاح ملهمة في بلدانها تتفاوت درجة إلهامها حسب خصوصيّة المجتمعات، وما إن يتم مُشاركة تجارب نلاحظ ازدياد حماس زملاء المهنة في مناطق أخرى. تنقلُ بعض الصور الفوتوغرافيّة، التي يلتقطها المعلّمون، تجربة ناجحة دون شرح أو تفصيل، كما تتمكّن بعض التفاصيل، التي يضيفها المعلّمون، على بعض هذه الصور الفوتوغرافيّة من إزالة الكثير من العقبات والتحدّيات لزملاء المهنة في هذا العالم، وتُلهم الآلاف منهم دون الاتصال المباشر في بيئة واقعيّة، باختصار شديد، يرى الكثيرين أن توثيق العمل ونشره بمثابة زكاة للعلم.

 

11- الأعمال الموثّقة هي إحدى أدوات البحث العلميّ

فهي تمثّل تجارب عمليّة لأنظمة التعليم والتعليم العالي والجامعات والباحثين. يلجأ الكثير من الباحثين في مجال التربية والتعليم إلى تشارك التجربة العمليّة مع المعلّمين في الميدان التربويّ، لاستخراج فرضيّات جديدة وإتمام دراسات عليا تهمّ الأكاديميّين والمختصّين في مجال البحث العلميّ لنشر أبحاثهم الموثّقة وإثراء المجلات العلميّة للباحثين. وفي هذا السياق، فإن التجربة العمليّة الموثّقة تمثّل أداةً ضروريّة للبحث العلميّ المُحَكَّم.