قضيّة الكتاب المدرسيّ وكونه مصدر التعلّم الأساسيّ والوحيد، قضيّة قديمة، ربّما من عمر إيجاد مفهوم الكتاب المدرسيّ؛ فمن ناحية، شكّل إيمان المعلّمين بالكتاب المدرسيّ عائقًا حقيقيًّا في وجه تطوير التعليم ونقلّه إلى التعلّم، على أساس أنّ الكتاب المدرسيّ ناقل المعرفة الضروريّة، ومعيار التعليم. ومن ناحية أخرى، خرج العديد من المعلّمين عن سطوة الكتاب المدرسيّ، باعتباره نصًّا جامدًا غير متفاعل مع تطوّرات العلوم والمعارف والاستراتيجيّات، والأهمّ متغيّرات الحياة.
هذه القضيّة ما زالت مثار جدل اليوم، ولا سيّما أن المصادر البديلة التي كان المعلّمون يلجؤون إليها قد تطوّرت ورُدِفت بالتطوّرات التكنولوجيّة والذكاء الاصطناعيّ والوسائط البصريّة – السمعيّة. من هنا، يعود السؤال: هل الكتاب المدرسيّ أداة كاملة للتعليم، أم جزءًا من أدوات ومصادر؟ وهل استمراره ما زال ضروريًّا؟ ولماذا، بغضّ النظر عن إجابة سؤال الضرورة؟
تطرح منهجيّات في ملفّ عددها الحادي والعشرين موضوع استمرار أهمّيّة الكتاب المدرسيّ في العمليّة التعليميّة - التعلّميّة، مراعية فيه الظروف المختلفة لأوضاع المدارس؛ بين مدارس خاصّة ورسميّة، ومدارس للطبقات الغنيّة والطبقات الأقلّ حظًّا، ومدارس المدن والأرياف، ومدارس محلّيّة ودوليّة...
وانطلاقًا من تجارب التربويّات والتربويّين العمليّة، نسعى لرصد التجارب في تعليم الطلّاب بالاعتماد على مصادر التعليم "الراهنة": هل ما زال الكتاب المدرسيّ أساسًا في عمليّة التعليم – التعلّم؟
تمكن المشاركة في هذا الملفّ بواحد أو أكثر من المحاور الآتية:
- - الاستغناء عن الكتاب المدرسيّ طوعًا: سرد تجارب تعليميّة استغنت عن الكتاب المدرسيّ باختيارها، وتفصيل ما البدائل المستخدمة والتي لا تنحصر بالبدائل التكنولوجيّة، بل تمتدّ إلى مصادر أخرى كالأفلام والمجلّات والزيارات الميدانيّة والمشاريع المتداخلة... ورصد النتائج التي أسفرت عنها هذه التجارب.
- - الاستغناء عن الكتاب المدرسيّ قسرًا: مع صعوبة استحصال المتعلّمين على الكتاب المدرسيّ لأسباب متعدّدة، ما البدائل التي لجأ المعلّمون إليها؟ وما كانت النتائج التي وصلوا إليها؟ وما تقييم التجربة؟
- - هل ما زال الكتاب المدرسيّ ضرورةً؟ التفكير في موضوع كتاب محدود مهما كان حجمه، في مقابل مصادر تعلّم لا متناهية يمكن الوصول إليها؛ وموضوع ديمقراطيّة التعليم التي يمكن أن يحدّها كتاب، في مقابل اتّساع الأفق المفتوح في المصادر المختلفة؛ هل يمكن لكتاب ثابت أن يراعي التطوّرات والمتغيّرات التي تعصف بنا يومًا إثر يوم؟ وفي المقابل، ما الذي يضمن حصول المتعلّمين على حدّ ثابت من التعلّم في حال فتحنا المصادر لاختيارات المعلّمين، أو أن تكون المصادر البديلة في الجمود ذاته للكتب المدرسيّة؟
- - هل ما زال الكتاب ضروريًّا مع تطوّرات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ؟ هل يساعد الكتاب في التفكير النقديّ؟ وكيف؟ هل الكتاب المدرسي قادر على مواكبة التطوّر والمعاصرة في عالم متغيّر بشكل يوميّ؟
- - كيف ترتبط المرحلة العمريّة للمتعلّمين في خيارات المعلّمين بتدعيم الكتاب المدرسيّ بمصادر أخرى، أو الاستغناء عنه؟ سرد تجارب عمليّة مع خطواتها ونتائجها المختلفة.
سنستقبل مشاركاتكم في واحد من هذه المحاور، أو ربّما غيرها ممّا غاب عنّا في الموضوع، حتّى تاريخ 20 أيّار/ مايو 2025.
يُمكنكم إرسال مُشاركاتكم عبر البريد الإلكترونيّ: [email protected]