خمس استراتيجيّات لتقديم الدعم الاجتماعيّ - العاطفيّ
خمس استراتيجيّات لتقديم الدعم الاجتماعيّ - العاطفيّ
2021/08/29
أمجاد أبو هلال | مديرة تعليم إلكترونيّ- الأُردن

التعلم الاجتماعيّ - العاطفيّ مصطلح درج استعماله في عالم التعليم، خاصّة في الآونة الأخيرة ولسبب وجيه. والتعلم الاجتماعيّ - العاطفيّ (Social - Emotional Learning) SEL، وفقًا للمنظّمة التعاونيّة، (CASEL, 2013)، يُعرّف بأنّه العمليّة التي يكتسب من خلالها الأطفال والكبار المعارف والمواقف والمهارات اللازمة لفهم وإدارة عواطفهم، وقدراتهم على وضع وتحقيق الأهداف الإيجابيّة، وإظهار الرعاية والاهتمام بالآخرين، وإنشاء علاقات إيجابيّة والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسؤولة، والتعامل مع الحالات الشخصيّة على نحو فاعل وإيجابيّ مع الآخرين.

كيف تقدّم الدعم الاجتماعيّ - العاطفيّ لطلبتك

مع المتغيّرات الكثيرة في وضعنا الحاليّ نخشى أنّه قد تم التغافل، ولو غير إراديًّا، عن أهمّيّة الدعم الاجتماعيّ المقدَّم للطلبة، ولكن من الضّروريّ إعادة جدولة أولوياتنا من أجل خلق وتعزيز بيئة إيجابيّة اجتماعيّة عاطفيّة في الفصول الدراسيّة الخاصّة، بحيث أن هذه البيئة يجب أن تتسم بالأريحيّة، والابتعاد عن الرسميّة مع كونها، في الوقت الحاليّ، مُستمرّة وتتواصل عن طريق الإنترنت.

وسأقترح، فيما يلي، خمس استراتيجيّات تُساعد المُعلّم على تقديم الدعم الاجتماعيّ - العاطفيّ للطلبة ولذاته، هي:

 

التواصل المتزامن مع الطلبة (Synchronous Interaction)

يُساعد التواصل المتزامن مع الطلبة على تنمية الشعور بالطمأنينة للتواصل المقرّب مع المعلّم، كما أنّ هذا النوع من التواصل يُساعد الطلبة على الشعور بالارتباط مع أقرانهم، ويوفّر للمعلّم أيضًا فرصة للتعرّف على طلّابهِ على مستوى أعمق. وأقترح هُنا، كأداة، اختيار ثلاثة أسئلة سريعة وسهلة للإجابة والمراجعة، ذلك اعتمادًا على عمر الطلبة، ويُمكن أن يكون أحد الأسئلة عبارة عن صورة أو رموز تعبيريّة. 

1. فكّر، بوصفك معلّمًا، في بدء أو إنهاء مناقشة التعلّم عن بُعد مع الطلبة ببضعة أسئلة بسيطة، مثل:
2. كيف تشعر اليوم؟ أجب عن السّؤال باستخدام الرموز التعبيريّة.
3. ما هو الشيء الوحيد الذي تتطلّع إليه اليوم أو هذا الأسبوع/ عطلة نهاية الأسبوع؟
4.اذكر شيئًا واحدًا تفتخر به من عملك بالأسبوع الماضي.
5. ماذا يمكنني أن أفعل، بصفتي معلّمًا، للمساعدة في جعل يومك/ أسبوعك أفضل من أمس/ الأسبوع الماضي؟

من المُمكن أن يستغرق تسجيل الوصول هذا أقلّ من 5 دقائق، ولكنّه يوفّر للطلبة طريقة سريعة للتعبير عن عواطفهم، ومن المُمكن فعل ذلك دون الكشف عن اسم الطالبة أو الطالب لمنحهم مساحة تعبيريّة أعلى.

من الضّروريّ إعادة جدولة أولوياتنا من أجل خلق وتعزيز بيئة إيجابيّة اجتماعيّة عاطفيّة في الفصول الدراسيّة.

الحِفاظ على النّسق، ولا بأس بالروتين

مع الكثير من المتغيّرات من حولنا، يجد الطلبة الراحة في الروتين بغضّ النظر عن أعمارهم. ومن الممكن أن يساعد وضع أنشطة واستراتيجيّات تفكير مُحدّدة وواضحة للفصول الدراسيّة الرقميّة، ما يساعد الطلبة على التكيُّف بشكل أفضل مع التغيير وإيجاد الرفاه النفسيّ في المتغيّرات، التي قد تبدو غير مألوفة لديهم في البداية.

بوصفك معلّمًا حاول أنت أيضًا التكيُّف مع التغيُّرات، ذلك بعدم الرفض المسبق لبعض الروتينيّات المقترحة، والتي قد تبدو لك في البداية مستحيلة أو صعبة التحقّق، وستفاجأ بمدى سهولة تطبيقها مع الطلبة وتكرارها في الكثير من الأوقات. يُمكن اللجوء في البداية لأنشطة سهلة التطبيق، مثل: فكّر - طابِق - شارك (think-pair-share)، وأنشطة التعلُّم الجماعيّ، كما يُمكن هُنا اللجوء إلى غُرف التفريغ (break out rooms)، أو أي من الأنشطة الأخرى التي يُمكن عقدها عن بُعد.

 

الاحتفال بالنجاحات

من المهم للغاية الاستمرار بالاعتراف بنجاح طلّابك، وربّما أكثر أهمّيّة الآن ممّا كُنتَ عليه في الفصل الدراسيّ السّابق. يفتقد الطلبة الحوافز التشجيعيّة الصغيرة، والتي كانت من عناصر الاحتفال بالتميُّز لهم، مثل: خمسات عالية (high fives)، فضلًا عن الاحتفالات الضخمة، مثل التخرّج. ولذا، فإنّ إيجاد طرق للفت الانتباه إلى نجاحهم هو أمر مجزٍ ومصادَق.

فكّر في إضافة أفكار وتأمّلات الطلبة اليوميّة عند مخاطبتهم؛ مثل: قال الطالب فلان أنّ العمل على هذه المهمة أسعدني، بينما عمل الطالبة فلانة كان رائعًا من حيث التعبير والإتمام، وأرسل تقارير إنجازات الطلبة للأهالي عبر البريد الإلكترونيّ فقط، وقم بمشاركة طلبتك نجاحاتهم وإنجازاتهم، وذلك بإرسال شهادات إنجاز إلكترونيّة، أو جوائز عينيّة، أو بطاقات تهنئة لمنزل الطالب. 

 

كيف يمكن للمعلّمين دعم الدعم الاجتماعيّ - العاطفيّ لأنفسهم؟

إنّ إعطاء الأولوية للتعلّم الاجتماعيّ - العاطفيّ الخاصّ بك لا يقلّ أهمّيّة عن القيام بتقديمه للطلبة، ولكن غالبًا ما يشعر المعلّم بمزيدٍ من التحدي. بوصفك معلّمًا، كنت تميل إلى وضع احتياجات الآخرين أولًا، ولكن لا بأس من تخصيص الوقت لإعطاء نفسك استراحة ورعاية لصحّتك العقليّة والعاطفيّة الخاصّة.

 

شارك قصّتك

على قدر أهمّيّة وجود شعور بالارتباط بالنسبة للطلبة، فإنّه لا يقلّ أهمّيّة بالنسبة لك أيضًا! تواصل مع شبكتك وشارك تجربتك مباشرة مع الأشخاص الذين يمكنهم الاتصال بها. وقم بالعمل على تنمية شبكة التعلّم المهنيّة (Professional Learning Communities) الخاصّة بك، فالآن هو الوقت المثالي، وابحث عن مجموعة إيجابيّة داعمة من اختصاصيّيي التوعية لتكفل الأفكار والتحقّق من صحّة مشاعرك وعواطفك.

إنّ إعطاء الأولوية للتعلّم الاجتماعيّ - العاطفيّ الخاصّ بك لا يقلّ أهمّيّة عن القيام بتقديمه للطلبة.

لا تنس أن تتنفّس

من المدهش مدى سرعة الإجهاد التي تجبر أجسامنا على التصلّب وفكّينا على الانقباض. ومن هُنا فإنّ الاسترخاء وأخذ بعض الأنفاس العميقة، ومحاولة أخذ قسط من الراحة من كل شيء كيفما أمكن هو شيء ضروريّ وفارق. أشعل شمعة معطّرة، وتأمّل وفكّر بإيجابيّة، فأنت تقوم بعملٍ رائع.