الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة: بناء علاقة قويّة مع أبنائك في عالم التكنولوجيا
الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة: بناء علاقة قويّة مع أبنائك في عالم التكنولوجيا
2025/09/14
محمّد جمال صالح محمّد | عضو هيئة تدريس بكليّة التربيّة بجامعة أسوان- مصر

نعيش اليوم في عصر تتشابك فيه خيوط التكنولوجيا مع نسيج حياتنا اليوميّة بشكل لم يسبق له مثيل. لم يعد الإنترنت والهواتف الذكية والأجهزة اللوحيّة مجرّد أدوات، بل أصبحت بوابات لعوالم واسعة من المعلومات والتواصل والترفيه. وفي قلب هذا التحوّل الرقميّ الهائل، يقف الأبناء، جيل نشأ وترعرع وهو يتنفّس هواء التكنولوجيا، ويتفاعل مع شاشاتها جزءًا لا يتجزّأ من واقعه. أمام هذا الواقع، يجد الآباء والأمّهات أنفسهم أمام تحدٍّ جديد ومعقّد: كيف نربّي أبناءنا في هذا العالم الرقميّ؟ كيف نوجههم ونحميهم ونبني معهم علاقة قويّة ومتينة لا تهتزّ أمام إغراءات الشاشات ومخاطر الفضاء الافتراضيّ؟

لمواجهة هذا التحدّي، يبرز مفهوم "الوالديّة الرقميّة" (Digital Parenting) ، بوصفه نهجًا تربويًّا يتكيّف مع متطلّبات العصر. ولكن، الأهمّ من مجرّد المراقبة وفرض القيود، تبنّي منظور "الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة". هذا النهج المتقدّم لا يقتصر على إدارة المخاطر الرقميّة، بل يضع في جوهره بناء علاقة متينة مع الأبناء أساسها الثقة المتبادلة، التفاهم العميق، والحوار المفتوح والصريح حول استخدام التكنولوجيا. إنّها دعوة إلى رحلة استكشاف مشتركة للعالم الرقميّ، يتسلّح فيها الآباء والأبناء بالوعي والمهارات والقيم، بهدف تمكين جيل قادر على جني ثمار التكنولوجيا وتجنّب مخاطرها، وفي الوقت ذاته، الحفاظ على دفء الروابط الأسريّة وقوّتها في خضمّ هذا المحيط الرقميّ.

 

فهم المشهد الرقميّ: ما وراء الشاشات

قبل الغوص في استراتيجيّات الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة، من الضروريّ فهم طبيعة العالم الذي يتفاعل معه أبناؤنا.

فالعالم الرقميّ ليس كيانًا واحدًا متجانسًا، بل هو نظام بيئيّ معقّد يتألّف من شبكة واسعة من المنصّات المتنوّعة، والتطبيقات التفاعليّة، والألعاب الجذّابة، والمجتمعات الافتراضيّة المتعدّدة. هذا العالم يزخر بفرص هائلة للنموّ والتطوّر؛ فهو يتيح للأبناء سبلًا للتعلّم واكتساب المعارف، وتنمية المهارات الحيويّة، وتعزيز التواصل مع الأصدقاء والعائلة، واستكشاف اهتمامات وشغف جديد، بل ويمثّل منصّة قويّة للتعبير الإبداعيّ عن الذات. من تعلّم لغات جديدة واستكشاف ثقافات بعيدة، إلى المشاركة في دورات تعليميّة مثرية وتطوير قدرات حلّ المشكلات عبر الألعاب، فإنّ الإمكانيّات الإيجابيّة واسعة ومتنوّعة.

لكن بموازاة هذه الآفاق المشرقة، يحمل العالم الرقميّ في طيّاته تحدّيات ومخاطر حقيقيّة، لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بها. فاحتماليّة التعرّض إلى محتوى غير لائق أو مؤذٍ قائمة دائمًا. كما إنّ ظاهرة التنمّر الإلكترونيّ تمثّل تهديدًا نفسيًّا واجتماعيًّا خطيرًا. كذلك، يمكن أن تؤدي المقارنات المستمرّة على وسائل التواصل الاجتماعيّ إلى مشاعر سلبيّة وتدنّي احترام الذات. يضاف إلى ذلك مخاطر إضاعة الوقت بشكل مفرط، وانتهاكات الخصوصيّة وتسريب البيانات الشخصيّة، فضلًا عن التأثيرات السلبيّة المحتملة على الصحّة النفسيّة والجسديّة، مثل اضطرابات النوم وصعوبات التركيز الناتجة عن الاستخدام غير المتوازن. إنّ الوعي بهذه الجوانب المظلمة خطوة أساسيّة للوالدين.

أمام هذه الصورة المزدوجة للفرص والمخاطر، غالبًا ما تفشل الأساليب التربويّة التقليديّة التي تعتمد على المنع المطلق أو المراقبة الصارمة من دون تواصل فعّال. فهذه الطرق قد تدفع الأبناء إلى ممارسة أنشطتهم الرقميّة في الخفاء، ما يقوّض جسور الثقة بينهم وبين آبائهم، ويحرمهم من فرصة ثمينة لتعلّم كيفيّة الإبحار في هذا العالم الرقميّ المعقّد بأمان ومسؤوليّة تحت إشراف وتوجيه محبّ وداعم. وهنا تكمن قيمة الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة؛ فهي تعترف بوجود المخاطر بوضوح، لكنّها تختار مسارًا مختلفًا للتعامل معها. بدلًا من الخوف والسيطرة، ترتكز هذه المقاربة على تمكين الأبناء وتزويدهم بالمهارات والمعرفة، وتوجيههم بحكمة وتعاطف، وفتح قنوات الحوار المستمرّ.

 

ما هي الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة؟

الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة فلسفة تربويّة ترتكز على بناء علاقة صحّيّة مع التكنولوجيا، ومع الأبناء في سياق استخدامهم لها. إنّها تتجاوز مجرّد وضع قواعد لوقت الشاشة أو حظر مواقع معيّنة، لتركّز على:

  • - التواصل المفتوح والصادق: خلق بيئة يشعر فيها الأبناء بالراحة للتحدّث عن تجاربهم الرقميّة، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة، من دون خوف من الحكم أو العقاب الفوريّ.
  • - بناء الثقة المتبادلة: إظهار الثقة في قدرة الأبناء على اتّخاذ قرارات مسؤولة (مع التوجيه المناسب حسب العمر)، وتجنّب المراقبة السرّيّة التي تدمّر الثقة.
  • - الفهم والتعاطف: محاولة فهم جاذبيّة العالم الرقميّ للأبناء، والتعاطف مع مشاعرهم وتجاربهم عبر الإنترنت، بدلًا من التقليل من شأن اهتماماتهم الرقميّة.
  • - النمذجة الإيجابيّة: أن يكون الآباء قدوة في استخدامهم للتكنولوجيا بشكل متوازن ومسؤول. الأطفال يراقبون ويتعلّمون من سلوك آبائهم الرقميّ.
  • - التمكين والتوعية: تزويد الأبناء بالمعرفة والمهارات اللازمة للتنقّل بأمان في العالم الرقميّ، وتعليمهم التفكير النقديّ حول ما يرونه ويسمعونه عبر الإنترنت.
  • - التعاون في وضع القواعد: إشراك الأبناء (بما يتناسب مع عمرهم) في وضع قواعد وتوقّعات واضحة ومعقولة حول استخدام التكنولوجيا، ما يزيد من التزامهم بها.
  • - التركيز على جودة المحتوى وليس فقط الكمّيّة: الاهتمام بما يفعله الأبناء عبر الإنترنت (هل هو تعليميّ، إبداعيّ، تواصليّ؟) وليس فقط مدّة استخدامهم للشاشات.
  • - التوازن بين العالمين الرقميّ والواقعيّ: تشجيع الأنشطة غير المتّصلة بالإنترنت، والتفاعل الاجتماعيّ الواقعيّ، وقضاء وقت عائليّ نوعيّ بعيدًا عن الشاشات.

 

بناء الجسور: استراتيجيّات عمليّة للوالديّة الرقميّة الإيجابيّة

يتطلّب تحويل مبادئ الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة إلى ممارسات يوميّة جهدًا واعيًا واستراتيجيّات عمليّة. إليك بعض الأفكار التي يمكن تطبيقها لتعزيز العلاقة مع أبنائك في سياق استخدامهم للتكنولوجيا:

  • - ابدأ الحوار مبكرًا وبشكل مستمرّ: لا تنتظر وقوع مشكلة لتبدأ الحديث عن العالم الرقميّ. تحدّث مع أطفالك بانتظام عن التطبيقات التي يستخدمونها، والألعاب التي يلعبون، الأشخاص الذين يتواصلون معهم عبر الإنترنت، وما يتعلّمونه أو يستمتعون به. اجعل هذه المحادثات جزءًا طبيعيًا من حواراتكم اليوميّة. استخدم أسئلة مفتوحة مثل: "ما الشيء الممتع الذي شاهدته اليوم على يوتيوب؟" أو "ما لعبتك المفضّلة الآن ولماذا؟" أو "هل صادفت أيّ شيء جعلك تشعر بعدم الارتياح مؤخّرًا على الإنترنت؟"
  • - شاركهم اهتماماتهم الرقميّة: بدلًا من النظر إلى وقت الشاشة عدوًّا، حاول أن تشارك أبناءك في بعض أنشطتهم الرقميّة. شاهد معهم مقطع فيديو مضحكًا، العب معهم لعبة فيديو يحبّونها (حتّى لو لم تكن بارعًا فيها)، أو استكشف معهم تطبيقًا جديدًا. هذا يظهر اهتمامك بعالمهم، ويفتح بابًا للتواصل، ويمنحك فرصة لفهم ما يجذبهم وتقييم المحتوى بشكل مباشر.
  • - كن فضوليًّا وليس قاضيًا: عندما يشاركك ابنك شيئًا عن تجربته الرقميّة، استمع بانتباه وفضول حقيقيّ. حاول أن تفهم وجهة نظره قبل أن تقدّم النصيحة أو تنتقد. إذا ارتكب خطأً عبر الإنترنت، تعامل معه بوصفه فرصة للتعلّم وليس فقط للعقاب. اسأله: "ماذا تعلّمت من هذا الموقف؟" أو "كيف يمكننا التعامل مع هذا بشكل مختلف في المرّة القادمة؟"
  • - ضعوا القواعد معًا: بدلًا من فرض قيود صارمة بشكل أحاديّ، اجلس مع أبنائك وناقشوا معًا قواعد استخدام التكنولوجيا في المنزل. تحدّثوا عن أهمّيّة التوازن، وتحديد أوقات ومناطق خالية من الشاشات (مثل وقت الوجبات، غرف النوم ليلًا)، وأنواع المحتوى المناسب. عندما يشارك الأبناء في وضع القواعد، يشعرون بالملكيّة ويكونون أكثر استعدادًا للالتزام بها. كن مرنًا ومستعدًّا لمراجعة هذه القواعد مع نموّهم وتغيّر احتياجاتهم.
  • - ركّز على تعليم المهارات الرقميّة الحيويّة: لتمكين أبنائك رقميًّا، ركّز على تعليمهم مهارات أساسيّة: أسس السلامة ككلمات المرور القويّة والخصوصيّة والتعرّف إلى الاحتيال، ومبادئ المواطنة الرقميّة كالاحترام والمسؤوليّة وتجنّب التنمّر، وتنمية التفكير النقديّ للتشكيك في المعلومات والتمييز بين الحقائق والآراء وفهم الإعلانات، بالإضافة إلى أهمّيّة إدارة الوقت لتحقيق التوازن بين الشاشة والأنشطة الواقعيّة وتجنّب الاستخدام المفرط.
  • - كن أنت القدوة: الأطفال يتعلّمون بالتقليد أكثر من التوجيه المباشر. راقب سلوكك الرقميّ الخاصّ. هل تقضي وقتًا مفرطًا على هاتفك أثناء التواجد معهم؟ هل تتصفّح وسائل التواصل الاجتماعيّ أثناء تناول الطعام؟ هل تحترم خصوصيّة الآخرين عبر الإنترنت؟ تأكّد من أنّ سلوكك يعكس القيم التي تحاول غرسها فيهم. خصّص أوقاتًا تكون فيها متفرّغًا تمامًا لهم بعيدًا عن شاشتك.
  • - استخدم التكنولوجيا أداةً للتقارب الأسريّ:  يجب ألّا تكون التكنولوجيا دائمًا سببًا للتباعد. يمكن استخدامها لتعزيز الروابط الأسريّة. شاهدوا فيلمًا معًا عبر منصّة بثّ، العبوا ألعابًا عائليّة عبر الإنترنت، استخدموا تطبيقات لتعلّم شيء جديد معًا، أو تواصلوا عبر الفيديو مع الأقارب البعيدين.
  • - اعترف بأنّك لا تعرف كلّ شيء: عالم التكنولوجيا يتغيّر بسرعة، ومن الطبيعيّ ألّا تكون ملمًّا بكلّ تطبيق أو لعبة جديدة. كن صريحًا مع أبنائك بشأن هذا، واجعلها فرصة للتعلّم المشترك. قل: "أنا لا أعرف الكثير عن هذه اللعبة، هل يمكنك أن تشرحها لي؟" هذا يظهر تواضعك ويشجعهم على مشاركة معرفتهم معك.

 

كيف تعزّز الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة العلاقة؟

عندما يتبنّى الآباء نهجًا إيجابيًّا ومتعاونًا في التعامل مع استخدام أبنائهم للتكنولوجيا، فإنّ ذلك يؤدّي إلى نتائج تتجاوز مجرّد الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. إنّه يقوّي نسيج العلاقة الأسريّة نفسها بعدّة طرق:

  • - تعميق الثقة: الحوار المفتوح وتجنّب المراقبة السرّيّة يبني جسرًا من الثقة المتبادلة. يشعر الأبناء بأنّهم مسموعون وموثوق بهم، ما يجعلهم أكثر استعدادًا للجوء إلى آبائهم عند مواجهة صعوبات أو مشاكل عبر الإنترنت.
  • - تحسين التواصل: جعل الحديث عن العالم الرقميّ جزءًا طبيعيًّا من الحياة اليوميّة يفتح قنوات تواصل جديدة ويحافظ عليها قوية مع تقدّم الأبناء في العمر، وانغماسهم أكثر في عالمهم الخاصّ.
  • - زيادة التفاهم: محاولة فهم اهتمامات الأبناء الرقميّة ورؤية العالم من منظورهم، يساعد الآباء على فهم دوافعهم وشخصيّاتهم بشكل أعمق، ويقلّل من الصدامات الناتجة عن سوء الفهم.
  • - تقليل الصراعات: إشراك الأبناء في وضع القواعد يجعلهم أكثر تقبّلًا لها، ويقلّل من الحاجة إلى الجدال المستمرّ حول وقت الشاشة أو المحتوى المسموح به.
  • - خلق ذكريات إيجابيّة مشتركة: المشاركة في الأنشطة الرقميّة التي يستمتع بها الأبناء (باعتدال) تخلق تجارب مشتركة إيجابيّة وذكريات ممتعة تعزز الرابطة العاطفيّة.
  • - تمكين الأبناء: عندما يشعر الأبناء بأنّ آباءهم يدعمونهم ويزودونهم بالمهارات اللازمة للتنقّل في العالم الرقميّ، فإنّ ذلك يعزّز ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على اتّخاذ قرارات سليمة، ويقوّي شعورهم بالارتباط الإيجابيّ بأسرهم.

 

تحدّيات وحلول للآباء

قد يشعر بعض الآباء بالإرهاق أو عدم الكفاءة في مواجهة هذا التحدّي الرقميّ، بخاصّة إذا لم يكونوا ملمّين بالتكنولوجيا بأنفسهم. من المهمّ أن نتذكّر:

  • - التحدّي: الشعور بالإرهاق أو عدم الكفاءة التقنيّة في مواجهة العالم الرقميّ. الحلّ: تذكّر أنّ الوالديّة الرقميّة تعتمد أساسًا على مهارات العلاقة (التواصل، الثقة، الحدود) أكثر من الخبرة التقنيّة؛ هذه المهارات الوالديّة الأساسيّة لا تزال هي الأهمّ.
  • - التحدّي: الاعتقاد بضرورة أن تكون خبيرًا تقنيًّا بكلّ التفاصيل. الحلّ: لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا؛ ركّز على فهم مبادئ السلامة الأساسيّة والمنصّات الرئيسيّة التي يستخدمها أطفالك. الأساسيّات كافية للانطلاق.
  • - التحدّي: صعوبة إيجاد معلومات موثوقة أو الشعور بالضياع وسط التغيّرات السريعة. الحلّ: ابحث بفاعليّة عن المعرفة؛ فالمعلومات الموثوقة متاحة عبر الإنترنت، ومن الخبراء، وحتّى بالاستماع والتعلّم من أطفالك أنفسهم.
  • - التحدّي: الشعور بالعزلة في مواجهة هذه التحدّيات التربويّة الجديدة. الحلّ: اطلب الدعم وتواصل مع الآخرين؛ تحدّث مع آباء آخرين، شارك الخبرات والتحدّيات والاستراتيجيّات، واستفد من الموارد المجتمعيّة والرقميّة المتاحة.
  • - التحدّي: الخوف من ارتكاب الأخطاء أو عدم تحقيق الكمال في الوالديّة الرقميّة. الحلّ: كن صبورًا ولطيفًا مع نفسك؛ فالوالديّة الرقميّة رحلة تعلّم مستمرّة ومليئة بالتجارب. الأهمّ هو الاستمرار في المحاولة، والحفاظ على التواصل، وإظهار الحبّ والدعم.

 

***

عالم التكنولوجيا ليس مجرّد تحدٍّ تجب على الآباء مواجهته، بل هو أيضًا فرصة فريدة لبناء علاقات أعمق وأقوى مع أبنائهم. الوالديّة الرقميّة الإيجابيّة، التي ترتكز على الحوار والثقة والتعاطف والتوجيه، تمكّننا من تحويل هذه الفرصة إلى واقع. بدلًا من أن تكون الشاشات جدارًا يفصل بيننا وبين أطفالنا، يمكننا جعلها نافذة نطلّ منها معًا على عالم واسع، نتعلّم وننمو ونستكشف جنبًا إلى جنب.

عندما نستثمر في بناء هذه العلاقة القويّة في سياق العالم الرقميّ، فإنّنا لا نعدّ أبناءنا لمستقبل آمن ومسؤول عبر الإنترنت فحسب، بل نغرس فيهم أيضًا قيمًا أساسيّة تدوم مدى الحياة: الثقة، التواصل، الاحترام المتبادل، والقدرة على بناء علاقات صحّيّة، سواء كانت على الشاشة أو خارجها. إنّها رحلة مستمرّة تتطلّب صبرًا ووعيًا وحبًّا، لكنّ ثمارها – علاقة متينة ومترابطة مع أبنائنا في قلب العصر الرقميّ – تستحقّ كلّ جهد نبذله.