العقد العربيّ لمحو الأمّية وتعليم الكبار (2015-2024)
العقد العربيّ لمحو الأمّية وتعليم الكبار (2015-2024)

اعتمد مجلس الجامعة العربيّة على مستوى القمّة، في دورته السادسة والعشرين، العقد العربيّ لمحو الأمّيّة وتعليم الكبار (2015-2024)، الذي عُدّ عقدًا للقضاء على الأمّيّة في جميع أنحاء الوطن العربيّ بجميع صورها (الأبجديّة، والرقميّة، والثقافيّة). وتكلّف بمتابعة تنفيذ هذا العقد الأمانة العامّة لجامعة الدّول العربيّة والمنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

وانسجاما مع التزام الألكسو بتفعيل العقد العربيّ، وإعداد إطار مرجعيّ تعتمده الدول العربيّة لوضع أُطرها الوطنيّة في ضوئه، أصدرت الإطار العربيّ لوصف مؤهّلات المتحرّر من الأمّيّة كوثيقة استرشاديّة تصف المعارف والمهارات والقيم والاتّجاهات التي من الضروريّ أن يمتلكها الفرد للخروج من دائرة الأمّيّة، كما تساعد راسمي السياسات وصنّاع القرار في وضع الخطط واتّخاذ القرارات الجيّدة، وتمكّن الفنيّين في هذا المجال من تصميم البرامج وأساليب التعليم، ووسائل التعلّم، وأدوات التقويم الناجعة.

ورأت الألكسو أنّ تحديد مفهوم إجرائيّ للفرد الأمّيّ وحصر الفئة المستهدفة هما مطلبان أساسيّان لتنفيذ خطّة العقد العربيّ، إلّا أنّها أكّدت بالمقابل على ضرورة تعريف مفهوم التحرّر من الأمّيّة في ظلّ مستجدات راهنة يشهدها الوضع العربيّ، من بينها انتقال ملايين الأطفال من مستوًى دراسيٍّ إلى آخر متقدّم بمهارات أساسيّة متدنّية في القراءة والكتابة والحساب، وهو ما يُرشّحهم للانضمام إلى أعداد الأمّيّين الحقيقيّين ممّن لا توردهم الإحصاءات الرسميّة، وارتفاع معدّلات الرسوب والتسرّب بين الأطفال خاصّةً الإناث قبل تَمكّنهم من المهارات الأساسيّة وارتدادهم إلى الأمّيّة قبل الوصول إليهم مجدّدًا من طرف أجهزة محو الأمّيّة، وعصْف النزاعات المسلحة بمُكتسبات تعليميّة جمّة تَطلّب إنجازُها عقودًا، نتج عنه الحرمان من التمدرس لعدد من النازحين واللاجئين.

وعلى هذا الأساس حدّدَ العقد العربيّ لمحو الأمّية وتعليم الكبار (2015-2024) الأمّيّ بأنّه كلّ مواطن لا يستطيع استخدام المهارات الحياتيّة اليوميّة التي تُسهّل له عمليّات تواصله مع الآخرين، وتعامله مع متطلّبات العمل وأدواته ووسائله المختلفة، وحدّدَ التحرّر من الأمّيّة بأنّه تعليم المواطنين جميعهم ذكورًا وإناثاً، غير القادرين على استخدام المهارات الحياتيّة اليوميّة من وسائل تواصل كتابيّة أو قرائيّة أو حسابيّة، أو معارف ومهارات تساعدهم على تسيير شؤون عملهم وحياتهم بصورة إيجابيّة تُسهّل مشاركتهم في مختلف فعاليّات مجتمعهم الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، كما تتيح لهم الاستفادة من الوسائل التقنيّة الحديثة في تطوير حياتهم.

لذلك اتّجه العقد العربيّ نحو تحقيق أهداف حضاريّة رئيسة منها: تحريرُ جميع الأمّيّين في الوطن العربيّ من الأمّيّة بحلول 2024م، وسدّ منابع الأمّيّة من خلال استيعاب جميع الأطفال في سنّ التمـدرس، وتحقيق مبدأ إلزاميّة التعليم، والحدّ من ظاهرة الرّسوب والتسرّب، وتوسيع برامج محو الأمّيّة للفئات الأكثر فقرًا والأشدّ احتياجًا لتمكينهم من المشاركة في مجتمع المعرفة، وتلبية حاجات التعلّم لكافة الأمّيّين من خلال إتاحة البرامج التنمويّة (التعليميّـة والثقافيّة والاقتصاديّة) لتنمية التعلّم مدى الحياة لاستدامة التنمية، وتضييق الفجوة النوعيّة بين الجنسين في مجال تعليم الكبار، وتجفيف منابع الأمّيّة ومكافحة الارتداد إليها.

وتجسيدًا لروح العقد العربيّ لمحو الأمّيّة وتعليم الكبار (2015-2024) سطّرت المنظّمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم الحاجات من برامجِ تعليم الكبار وهي: الحاجة إلى التمكّن من المهارات الأساسيّة، والحاجة إلى المعرفة الأساسيّة بما فيها المعرفة الدينيّة ومعرفة حقوق المواطنة وواجباتها، والحاجة إلى الثقافة العلميّة والمعلومات العامّة، والحاجة إلى الحدّ الأدنى من المعلومات في المجالات المتخصّصة بما فيها المجال العلميّ، والصحيّ، والاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والسياسيّ، والفنيّ الجماليّ، والحاجة إلى مهارات الحياة وكفايات القرن الحادي والعشرين.

وقد لقيت مبادرة العقد العربيّ لمحو الأمّيّة وتعليم الكبار (2015-2024) استجابة عدد من الدول العربيّة التي آمنت بأنّ محو الأمّيّة هو الحلّ للكثير من المشكلات المستعصيّة في العالم العربيّ.

 

المراجع

http://www.alecso.org/nsite/images/pdf/29-8-2019-1.pdf