الذكاء العاطفيّ
الذكاء العاطفيّ
2025/10/01
ليال غدّار | خبيرة تربويّة ومدرّبة واستشاريّة- لبنان

يعتبر الذكاء العاطفيّ مفتاح التعليم الفعّال في القرن الحادي والعشرين. وفي عالم يتسارع تغيّره يومًا بعد يوم، لم يعد التميّز الأكاديميّ وحده معيار النجاح، بل برز الذكاء العاطفيّ عاملًا حاسمًا في تكوين بيئة تعليميّة صحّيّة ومثمرة. فالقدرة على فهم الذات، وتنظيم الانفعالات، وبناء علاقات إيجابيّة مع الآخرين أصبحت مهارات لا غنى عنها لكلّ من المعلّمين والمتعلّمين.

 

ما الذكاء العاطفيّ؟

يُعرّف الذكاء العاطفيّ بأنّه القدرة على التعرّف إلى مشاعر الذات والآخرين، والتعامل معها بوعي وإيجابيّة.

ويشمل خمس مهارات أساسيّة:

  • - الوعي الذاتيّ
  • - التنظيم الذاتيّ
  • - التحفيز الذاتيّ
  • - التعاطف
  • - مهارات التواصل الاجتماعيّ

 

لماذا نحتاج إليه في التعليم؟

 لأنّ التعلّم ليس فقط عمليّة عقليّة، بل أيضًا تجربة إنسانيّة. فالطالب الذي يشعر بالأمان والانتماء سيكون أكثر استعدادًا لتلقّي المعرفة، والمعلّم الذي يتمتع بذكاء عاطفيّ عالٍ، قادر على إدارة صفّه بحكمة، والتفاعل مع طلّابه بلغة تفهم احتياجاتهم وتُلهم طاقاتهم.

فوائد الذكاء العاطفيّ داخل البيئة التعليميّة:

  • - تعزيز العلاقات الإيجابيّة بين المعلّمين والطلّاب.
  • - تحسين الأداء الأكاديميّ من خلال تقليل القلق والإجهاد.
  • - زيادة القدرة على حلّ المشكلات واتّخاذ قرارات سليمة.
  • - دعم بيئة صفّيّة مبنيّة على الاحترام والتفاهم.
  • - تعزيز روح التعاون والتعاطف بين المتعلّمين.

كيف ندمج الذكاء العاطفيّ في الممارسات التعليميّة؟

  • - تدريب المعلّمين على استراتيجيّات الذكاء العاطفيّ.
  • - تصميم أنشطة صفّيّة تدعم التعبير عن المشاعر والتعاطف.
  • - تشجيع ثقافة الحوار والإصغاء النشط.
  • - تقييم مهارات الطلّاب الاجتماعيّة والعاطفيّة إلى جانب الأكاديميّة.
  • - تقديم نماذج واقعيّة للذكاء العاطفيّ في المواقف اليوميّة.

 

في الختام

الاستثمار في الذكاء العاطفيّ داخل التعليم ليس رفاهية، بل ضرورة لبناء أجيال قادرة على التفاعل مع عالم معقّد بعقل واعٍ وقلب متّزن. وهو البوصلة التي توجّه التعلّم نحو الإنسانيّة، وتمنح المعرفة قيمة أعمق وأثرًا أبقى.