التعليم لأجل التنمية
التعليم لأجل التنمية

 نَشَرت مجموعة البنك الدوليّ، على موقعها الإلكترونيّ، عرضًا عامًّا حول التعليم كأحد أولويّات التنمية. حُيِّنَ العرض في عام 2018، وتَضَمَّن أربعة محاور هي: السياق، والاستراتيجيّات، والنتائج، والشركاء. وأوّل ما افتتحت به مجموعة البنك الدوليّ عرضها، هو بسط السياق العام للحاجة إلى ربط التعليم بالتنمية.

 

ترى مجموعة البنك الدوليّ أنّ التعليم حقّ إنسانيّ، إلا أنّه غير مضمون في أحوال عديدة؛ حين لا يؤدي إلى التعلّم، وحين لا يُمكِّن الطلّابَ من المهارات الأساسيّة، وحين لا يجعل الطلّاب ينتظمون في المدارس ويكفّون عن التسرّب. في هذا السياق تتدخّل مجموعة البنك الدوليّ لتجاوز هذا الوضع المُقلق، وتدعم النُّظم التعليميّة حتى تتمكّن من توفير تعلّم جيّد للأطفال جميعهم بكلّ مقوّماته؛ بتجويد تعليم الطفولة المبكّرة، وتجديد التطوير المهنيّ للمدرّسين، ودعم المناهج الدراسيّة، وضمان التعليم من أجل التعلّم، وتحسين جودة التفاعلات بين الطلّاب والمعلّمين، وبناء القدرات على التنفيذ والإدارة.

 

ولتحقيق الهدف الرابع للتنمية المستدامة (ضمن خطّة منظّمة الأمم المتّحدة للتنمية المستدامة لعام 2030)، الذي يقوم على  ضمان التعليم الجيّد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع بحلول عام 2030، تُراهن مجموعة البنك الدوليّ على استراتيجيّات تضمَّنها إطار عمل التعليم الذي وضعته للهدف نفسه. ويعينها في ذلك تعدّد شركائها في التنمية ومسانديها بقوة من البلدان الساعية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة الجديدة.

 

وأهم استراتيجيّة تنهجها مجموعة البنك الدوليّ هي العمل مع مختلف البلدان لتحسين نُظُمها التعليميّة، وتحديد أفضل السبل لتعلّم الأطفال والشباب ومَن يحتاجون مهارات لمواجهة تحدّيات المستقبل. مسترشدة في ذلك بمبادئ تتجلّى في اتّباع نهج متكامل لنظام التعليم، وضمان التعلّم طوال الحياة، وخلق خدمات تعليم مترابطة ومتكاملة في كل المستويات الدراسيّة، وتعميم تدريجيّ للتعلّم الجيّد للفئات الضعيفة، والتركيز على احتياجات الحكومات والعمل معها لضمان نجاح العمليّة التعليميّة للجميع، وتوزيع التمويل بذكاء عبر المناطق والمدارس التي تُحقّق نتائج، والتعرّف على الممارسات الجيّدة وتعلّم ما هو مفيد، وتزويد الناس جميعهم بالمهارات اللازمة لمواصلة التعلّم، والمساعدة على التكيّف مع الواقع المتغيّر، وعلى الازدهار في سوق عالميّة ديناميكيّة، وتعليم الطلّاب المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة، ومهارات التفكير النقديّ وحلّ المشكلات، والثبات، والمبادرة، والفضول، والإبداع، والقدرة على التواصل والعمل الجماعيّ، وتشييد ما يسمّى مدارس المستقبل؛ مدارس يتمتّع فيها جميع المعلّمين بالكفاءة والحوافز المناسبة، وتستخدم التكنولوجيا، وتُعلّم المهارات الأساسيّة، والعاطفيّة، والاجتماعيّة، والرقميّة. وتصف مجموعة البنك الدوليّ هذه المدارس بأنّها آمنة، وذات تكلفة منخفضة، والتعلّم فيها يكون بفرح ودقّة وغاية. وأخيرًا توفير تعليم مدى الحياة، تبعًا للطبيعة المتغيّرة لسوق العمل، عبر التزوّد بالأدوات اللازمة لمواصلة التعليم.

 

وحققت مجموعة البنك الدوليّ في التعليم، على مستوى عدد من البلدان، نتائج يمكن إجمالها في ما يلي: تأهيل المدارس، وبناء نظام شامل لإدارة التعليم والمعلومات، وتدريب المعلّمين قبل التحاقهم بالخدمة، وقياس أداء الطلّاب، وتطوير وتجريب آليّة تمويل الطالب الواحد، وإعفاء المحرومين من الرسوم الدراسيّة، وتقديم وجبات ساخنة جيّدة يوميّة للطلّاب، وتقديم الدعم الماليّ للمدارس بعد الكوارث، وزيادة فرص تنمية الطفولة المبكّرة، ودعم اللاجئين ودمجهم في المدارس الحكوميّة، ومراجعة المناهج الدراسيّة للصفوف المبكّرة وصولًا إلى مرحلة ما قبل الدراسة، وتحسين جودة التعليم.