مؤسّسة علّمني: تغيير مفهوم التعليم في مصر
مؤسّسة علّمني: تغيير مفهوم التعليم في مصر

تأسّست مؤسّسة "علّمني" عام 2012، وهي مؤسّسة مسجّلة في مصر، غير هادفة للربح، تهدف إلى تغيير مفهوم التعليم في مصر من خلال نموذج تعليميّ متطوّر قائم على المهارات، مرتكز على المتعلّم. يهدف النموذج إلى ترويج ثقافة تحقيق الذات، والتعلّم مدى الحياة.

فرض سياق التعليم في مصر حاجةً وأهمّيّةً للمؤسّسة، خصوصًا بعد صدور تقرير التنافسيّة العالميّة عن المنتدى الاقتصاديّ العالميّ لعام 2018، الذي صنَّفَ جودة التعليم الأساسيّ في مصر في المرتبة 133 من بين 137 دولة تمّ تقييمها، بما يُمثّل تأخّرًا بنسبة 97%.

لقد استندت المؤسّسة في عملها على تحليل هذه النسبة المتأخّرة، وعدّت أحد مسبّبات هذه النسبة الطّريقةَ التي يجري تناول المناهج الدراسيّة بها، لا المناهج بحدّ ذاتها، بينما تستمرّ غالبية المدارس، التي تشكّل المدارس الحكوميّة 91% منها، في التركيز على المحتوى بدلًا من استخدامه سياقًا لتعزيز مهارات التعلّم مدى الحياة، وهي مهارات ضروريّة يحتاجها الطلّاب لمواكبة عالم دائمِ التغيُّر، ذلك إضافةً إلى تهميش دور المتخصّصين الاجتماعيّين والنفسيّين في المدارس، ومعلّمي الأنشطة، ما يؤدّي في النهاية إلى تفاقم المشكلة.

نشأت مؤسّسة علّمني برؤية تؤمنُ بأنّ كلّ طفل لهُ الحقّ في فرصة أن يمتلك مهارات التعلم المستمرّ، ويحيا حياة ذات معنى، ويؤثّر إيجابيًّا في مجتمعه، ووضعت رسالةً مُجتمعيّة تهدف إلى ترويج نموذج تحقيق الذات، ليجري تعميمه على المستوى القوميّ، وذلك بإيجاد حلول وأفكار تعليميّة مبتكرة للأطفال والمُعلّمين وأولياء الأمور، والمؤسَّسات أيضًا.

 

وتعمل المؤسّسة في إطار أربع قيم تسعى نحو تغيير مفهوم التعليم في مصر، توضّحها المؤسّسة كما يأتي:

  • - تمكين الأحلام: ندعو الناس لأن يحلموا، ويسعوا لتحقيق ما حلموا به، وندعوهم لتغيير أنفسهم ليتمكّنوا من تغيير العالم.
  • - المسؤوليّة: نرى أنّ الكلّ مسؤولٌ عن مصلحته ومصلحة غيره، وكذلك عن الموارد التي تخصّ الجميع.
  • - المرح: نرى أنّ المرح يقوّي الإبداع، ويزيد من إنتاجيّتنا، ويزيدنا حماسًا، ويساعدنا على مواجهة التحدّيات.
  • - التعلُّم التكَيُّفيّ: نحن في حالة دائمة من التعلّم، ونشجّع التجربة، واستكشاف ما لا نعرف، ونتقبّل الاختلافات ونشجّع التفكير النقديّ.

 

كما تسعى "علّمني" إلى تحقيق ذوات المُتعلّمين في أثناء سعيهم لتحقيق أحد أهداف التعليم الرئيسة، إذ ترى أنّ الأفراد يتمكّنون من تحقيق ذواتهم عندما:

  • - يتحقّق عندهم الوعي بهُويّاتهم، ومعتقداتهم، ورغباتهم، ويدركون إمكاناتهم وقيودَهم.
  • - يقدرون على انتقاء الخيارات التي تتماشى مع هذا الوعي بصورةٍ تعظّم من إمكاناتهم، وإمكانات الآخرين.
  • - يتمكّنون من الحصول على ما يريدون، والتفكّر فيما وصلوا إليه في رحلتهم نحو تحقيق ذواتهم، ومساعدة الآخرين في رحلاتهم الشخصيّة.

 

ويتنوّع عمل مؤسّسة علّمني ضمن ثلاثة أقسام:

  1. المدرسة المُجتمعيّة

تأسّست مدرسة علّمني المُجتمعيّة عام 2015، وهي تتبع نموذجًا تعليميًّا يرتكزُ على المهارات، وعلى تنمية الطفل بوصفه كلًّا متّحدًا. تقع المدرسة بحيّ الهرم في الجيزة، وهي تمنح الشهادة الحكوميّة للمرحلة الابتدائيّة، وبها أيضًا روضة للأطفال من سنّ 4-6 تتّبع النموذج التعليميّ ذاته.

تعمل المدرسة ضمن نموذج تعليميّ من السياق المصريّ، مُطوّر من قِبل المؤسّسة اعتمادًا على أربعة محاور رئيسة:

  • - مناهج شموليّة.
  • - ميسّرون مُجهّزون.
  • - إدارة المدرسة والبيئة.
  • - مشاركة أولياء الأمور والمُجتمع.

 

  1. برنامج التدريب والتطوير

يقدّم برامج تدريبيّة شموليّة تهدف إلى نشر ثقافة التعلّم الذاتيّ المُستمرّ.

 

  1. الاستشارات التربويّة

تُقدّم مؤسّسة علّمني خدمات استشاريّة تعليميّة للمُنظّمات غير الحكوميّة، والمدارس الخاصّة، وغيرها من الكيانات العامّة والخاصّة، وذلك من خلال مجموعة واسعة من الخلفيّات، والخبرات التي توظّف لدعم المُنظّمات.

حصلت مؤسّسة علّمني على اعتماد أكاديميّ من "بيرسون"، وهو اعتماد يُساعد مقدّمي التدريب، ومُيسّري مدرسة علّمني المُجتمعيّة على ضمان معايير متّسقة، ذلك عبر برامج متعدّدة، ومواقع، ومُدرّبين، ومُيسّرين مُختلفين.

كما حازت المؤسّسة على العديد من الجوائز المحلّيّة والعربيّة والعالميّة، منها: جائزة مهرجان السينما العالميّ للطفل عن فيلم كرتون من صنع 10 أطفال في آذار 2012، وجائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي في أيّار 2013، ومسابقة منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربيّ في نيسان 2014.

وتستمرّ "علّمني" في إدارة البرامج برؤية موحّدة، للمساعدة في تحسين جودة التعليم في مصر، والمساعدة في تطوير مجتمع من الأفراد المسؤولين عن مساعدة الآخرين على تحقيق ذواتهم.

photo