عبور الخِطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة
عبور الخِطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة

أطلقت إصدارات ترشيد التربويّة (2025)، كتاب "عبور الخِطابات البصريّة: من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة"، وهو الجزء الثاني من كتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"، من تأليف د. وائل كشك، يتبعه جزءان سيُنشران تِباعًا لإتمام المشروع. 

ثمّة أربعة أُسس راسخة مؤسّسة لكتاب "عبور التخصّصات والخِطابات: منهجيّات وتطبيقات في التعليم التكامليّ"؛ أوّلها وأهمّها أنّ فهم أيّ موضوع أو تخصّص فهمًا عميقًا، يتطلّب النظر في تشابكه مع مجالات وتخصّصات أخرى. فالمشكلات والتحدّيات الواقعيّة لا تقتصر على مجال واحد، ومن ثمّ فإنّ تحليلها وحلّها يتطلّبان تكاملًا بين التخصّصات المختلفة؛ إذ لم تعُد التخصّصات المستقلّة التقليديّة في النظام التربويّ، كافية لإعداد الأجيال القادمة لتحدّيات القرن الحادي والعشرين. يضاف إلى ذلك أنّه تمكن الاستفادة من معارف كثيرة ضائعة، في حال اجتياز الحدود بين التخصّصات المختلفة. 

هذا الكتاب بأجزائه الأربعة، يمثّل رحلة فريدة في أعماق التجربة الإنسانيّة والمعرفيّة؛ رحلة تتجاوز حدود التعليم التقليديّ لتلامس جوهر الإنسانيّة، وتستكشف إمكانات التعلّم التكامليّ في سياقاتها. تفتح هذه التجربة نوافذ واسعة على آفاق جديدة في التعليم، وترسم مسارًا لا يخضع لقوالب جامدة أو مسارات محدّدة سلفًا. 

التعليم في هذا الكتاب ليس عمليّة لنقل المعرفة فحسب، بل أيضًا فنّ يستمدّ إلهامه من كلّ شيء: من قصص الناس، ومن مشاهد الطبيعة، ومن النصوص النثريّة والشعريّة، وحتّى من الأخطاء التي تصنع التعلّم. كلّ تجربة في هذه الرحلة بمنزلة نهر متدفّق، يحمل معه آمالًا وطموحات وأفكارًا، ويلتفّ ويتشعّب ليفتح آفاقًا عند كلّ منعطف؛ فما بدا نهاية كان دومًا بداية لطريق آخر، مليء بالاكتشاف والمعنى. 

يتكامل هذا المشروع بأجزائه الأربعة ليقدّم منهجيّة تعليميّة شاملة، تعزّز التفكير النقديّ والتحليل البصريّ أو التاريخيّ أو السرديّ. وبالربط بين هذه الأجزاء، يقدّم رؤية متكاملة تتيح للطلّاب والمعلّمين تطبيق المعارف والمهارات بطرائق متعدّدة ومتنوّعة، ما يثري العمليّة التعليميّة، ويجعلها أكثر فاعليّة وتفاعلًا مع تحدّيات العصر الحديث. 

 

الجزء الثاني: عبور الخِطابات البصريّة من الفنّ إلى السينما عبر الفوتوغرافيا والكاريكاتور والتصوّرات الذهنيّة 

يُعدّ هذا الجزء من الكتاب مرجعًا شاملًا في مجال استخدام الخطاب البصريّ في التعليم، ويتضمّن مزيجًا من المفاهيم النظريّة والتطبيقات العمليّة التي تعزّز قدرة المعلّمين على تقديم محتوًى تعليميّ متنوّع وغنيّ، وفيه قسمان، هما: 

الأسس والمفاهيم 

يشتمل هذا القسم على فصل يتضمّن إطارًا مفاهيميًّا يُبنى عليه باقي المحتوى. ويُستهلّ هذا الفصل بالمداخل التكامليّة في التعليم؛ إذ يستعرض تاريخ تطوّر الترابط بين المعارف عبر العصور، وصولًا إلى العصر الحديث. وتُستكشف فيه توجّهات فلسفيّة تدعم منهجيّة الربط بين الموادّ الدراسيّة، مع التركيز على كيفيّة تحقيق التكامل بين التخصّصات المختلفة، لتعزيز الفهم الشامل لدى الطلّاب. ثمّ ينتقل الفصل إلى دراسة مفهوم الخطاب عمومًا، مركّزًا على السيميائيّة وعناصر الخطاب الأساسيّة، ومن ثمّ ينظر في مفاهيم تأسيسيّة تختصّ بالخطاب البصريّ وأسس تحليله. وفي إثر ذلك، يجري تسليط الضوء على مهارات القرن الحادي والعشرين؛ إذ تُستعرض المهارات الضروريّة التي يحتاج إليها الطلّاب، لمواجهة تحدّيات العصر الرقميّ. ويُختتم الفصل بمقترحات للمعلّمين، تهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من محتوى الكتاب. 

عبور الخِطاب البصريّ: مقاربات تعليميّة، أنشطة ومشاريع 

يتناول خمسة أنواع من الخطابات البصريّة موزّعة على خمسة فصول. في الفصل الثاني الذي يهتمّ بالخطاب الفنّيّ، تُحلَّل الأعمال الفنّيّة لفنّانين مشهورين، لتوضيح كيفيّة الدمج بين الفنون وموادّ دراسيّة أخرى مثل التاريخ والأدب. وفي الفصل الثالث، يجري التركيز على تحليل الصور الفوتوغرافيّة، وفهم الرموز والدلالات البصريّة، مع دمج أمثلة تطبيقيّة لتعزيز التفكير النقديّ. أمّا الفصل الرابع، فيركّز على الخطاب الكاريكاتوريّ ودوره، بوصفه أداة للتعبير والنقد الاجتماعيّ، ويقدّم استراتيجيّات لتوظيف الرسوم الكاريكاتوريّة في التعليم. وفي الفصل الخامس، يستكشف الخطاب الذهنيّ، والتصوّرات الذهنيّة، باستخدام أنشطة إبداعيّة تعتمد على النصوص الأدبيّة، في حين يركّز الفصل السادس على الخطاب السينمائيّ، وكيفيّة استخدام الأفلام أدوات تعليميّة، لتعزيز الفهم النقديّ والثقافيّ لدى الطلّاب. 

يوفّر هذا الجزء للمعلّمين إطارًا عمليًّا شاملًا يسهم في إحداث تجربة تعليميّة غنيّة ومتكاملة، ويتيح فرصًا لتحفيز التفكير النقديّ والإبداعيّ لدى الطلّاب، عن طريق أنشطة متنوّعة ومشاريع مقترحة تَعبر حدود التخصّصات المدرسيّة التقليديّة، وتستكشف الروابط بينها؛ ما يساعد المعلّمين في بناء فهم شامل ومعمّق للمواضيع التي يدرسونها، ويساعد طلّابهم في تطبيق هذا الفهم في مواقف حياتيّة مختلفة.