التعلّم النشط بين طيّات الكتب والواقع
التعلّم النشط بين طيّات الكتب والواقع
2023/12/17
شيماء عادل | معلّمة لغة عربيّة للمرحلة الثانويّة بالأزهر الشريف- مصر

هل التعلّم النشط واستراتيجيّاته مجرّد قوانين تدرّس بين طيّات الكتب، أم نحتاج إليها فعليًّا أثناء التدريس؟

في الماضي كثيرًا ما كانت تداعبنا هذه المصطلحات، كنّا نتخيّل أنّها مجرّد أمور تربويّة تقتصر على الدراسة الجامعيّة فقط. ولكن، ومع تطوّر الوسائل المختلفة للتدريس والانفتاح المعرفيّ، وجدناها جزءًا لا يتجزّأ من تدريس اللغة العربيّة، ولا سيّما الموادّ الأخرى. لقد أضحى التعليم التقليديّ من الماضي، وأصبح من يقتصر على التدريس بالطرق القديمة منبوذًا من زملائه، ولا يكترث له طلّابه.

أصبح التعليم النشط واستراتيجيّاته جزءًا من واقعنا، إذ أكّدت هذه الاستراتيجيّات أنّ وقت الدراسة ليس فقط وقتًا للتلقين والحفظ وحشو المعلومات، إنّما حوّلت التعليم ليصبحَ متعةً في ذاته، فأصبحت الحصّة وكأنّها حلمٌ للطلّاب لا يريدون الاستيقاظ منه.

 

التعليم النشط هو مصدر الخبرة للطلّاب، وهو المحفّز على العمليّة التعليميّة، فمثلًا بإلقاء كرة قدم صغيرة على أحد المتعلّمين يقدّمه للإجابة على السؤال، وباختيار أحد أعواد المثلّجات يستطيع غيره المشاركة، أمّا الثالث فيعرف أنّ الإجابة صحيحة إذا وجد بالونة منفوخةً بالهدايا، والآخر يعرف أنّها إجابة خاطئة إذا وجدها ممتلئة بالقليل من المياه. إذًا فالمتعلّم يُشارك في تقويم مستواه ذاتيًّا. التعلّم النشط ليس محصورًا في طيّات الكتب، مجرّد نظريّات نتعلّمها في جامعتنا ولا نطبّقها، بل يجب تطبيقها لما لها من أهمّيّة كبيرة في العمليّة التعليميّة. ومن أهمّيّتها:

  • - تنمّي الثقة بالنفس لدى الناشئة.
  • - تعزِّز مستويات التفكير العليا عند المتعلّمين.
  • - تنمّي البحث والتفكير.
  • - تنمّي القيم والاتّجاهات لدى الطلّاب.
  • - تعوّد الطلّاب على اتّباع التعليمات وقواعد العمل.
  • - تساعد على توفير جوّ للتفاعل الإيجابيّ بين المتعلّمين، خصوصًا في المهامّ المعقّدة (التعلّم التعاونيّ والجماعيّ).
  • - تحقّق استمراريّة التعلّم (التعلّم المستدام).
  • - تعزّز المنافسة الإيجابيّة بين المتعلّمين.
  • - تنمّي الرغبة في التعلّم، وتروّم درجة الإتقان.
  • - متوافقة ومحفّزة لاستخدام أساليب وطرق التعلّم الجديدة.

 

ولكن إذا كان عندنا قليل من الإنصاف، سنعرف أنّ هناك بعض العوائق التي ستقابل تطبيق التعلُّم النشط على أرض الواقع، منها:

  • - قِصَر المدّة المخصّصة للحصّة الدراسيّة.
  • - عدم مسايرة المنهاج لاستراتيجيّات التعلّم النشط، بتركيزه على اكتساب المعلومات والمهارات، والقيم والاتّجاهات والمبادئ، دون الاهتمام بالقدرة على التحليل والتركيب، وتنمية المهارات العقليّة لدى المتعلّم.
  • - مشاركة ضعيفة للمتعلّمين (دون المستوى المتوقّع).
  • - عدم توفّر الأدوات والتجهيزات والوسائل التعليميّة والأجهزة المساعدة.
  • - الشغب، وعدم الانضباط، وفقدان التحكّم في الفصل الدراسيّ (فوضى مصحوبة بكثرة الأحاديث الجانبيّة).
  • - عدم استعداد بعض المعلّمين لتجريب الجديد، والعمل به.

 

ومع ذلك، يجب التغلّب على هذه العوائق، ومسايرة نظريّات التعلّم الحديثة. ومن ثمّ فعلى الهيئات التعليميّة أن يقدّموا أفضل ما لديهم، لتمكين المتعلّم من الحصول على أفضل تجربة علميّة، بما يتماشى وآليّات العصر الحاليّ، حتّى لا تصبح طرق التدريس عديمة الفائدة.