التعلّم المنظَّم ذاتيًّا والتحصيل الدراسيّ
التعلّم المنظَّم ذاتيًّا والتحصيل الدراسيّ

"يتّفق معظم الباحثين على أنّ تحقيق هدف العمليّة التعليميّة يتطلّب من الطلّاب تنظيم جوانبهم المعرفيّة والدافعيّة والبيئيّة ليكون تعلّمهم ذا معنًى، وهذا الأمر هو نفسه الهدف من التعلّم المنظّم ذاتيًّا؛ فهو عمليّة مخطّطة وتقييميّة وتكيّفيّة، مكوّنة من عمليّات واستراتيجيّات يقوم الطلّاب بالبدء فيها وتنظيمها بطريقة مخطّطة ممّا يساعدهم على التعامل بفاعليّة أكثر مع المهامّ المدرسيّة، ويسعى الطلّاب عادة ليكونوا ناجحين داخل الفصل الدراسيّ؛ وهذا الأمر يحتاج إلى أن يكون لديهم مهارة، وهذا ما يقوم به التعلّم المنظّم ذاتياً.

 

إضافةً إلى ذلك، فثمّة اعتبارات أشارت إليها عدد من الدراسات والأدبيّات التربويّة، تجلي أهمّيّة هذا النوع من التعلّم تتحدّد فيما يلي:

أنّ الطالب القادر على التنظيم الذاتيّ لتعلّمه هو القادر –أيضًا – على ترقية مهاراته من خلال هذا التنظيم، لذا فإنّ تعليم الطلّاب استراتيجيّات التعلّم المنظّم ذاتيًّا يعكس هدف التعلّم مدى الحياة.

يؤدّي دورًا مهمًّا وأساسيًّا في حياة الطلّاب، لأنّه يؤدّي إلى ارتفاع إنجاز الفرد في كلّ المهامّ التي يقوم بها بصفة عامّة، ويؤدّي إلى اندماج الطلّاب في محتوى المادّة المتعلّمة، واكتساب المعرفة والتغيّر المفاهيميّ بشكل أكبر.

يمكن أن يتعلّمه الطالب في أيّة مرحلة عمريّة.

يجعل الطالب يظهر مزيدًا من الوعي بمسؤوليّته في جعل التعلّم ذي معنى ومراقبًا لأدائه الذاتيّ، وينظر إلى المشكلات التعليميّة باعتبارها تحدّيات يرغب في مواجهتها والاستمتاع بالتعلّم من خلالها.

يسهم في تفعيل جوانب وعمليّات متعدّدة لعمليّة التعلّم؛ حيث يوجد تفاعل بين العمليّات الشخصيّة والسلوكيّة والبيئيّة، بما ينشط الطلّاب سلوكيًّا ومعرفيًّا ودافعيًّا.

يعبّر عن القدرة على التخطيط والتوجيه وانتقاء أنشطة تجهيز المعلومات، ويشجّع الطلّاب للحصول على المسؤوليّة الأوليّة للتحكّم في دراستهم أكثر من الاعتماد على توجيهات المعلّم.

يُعدُّ أحد الحلول المناسبة لتحقيق جودة التعلّم المنشودة، إذ إنّ آليّات التنظيم الذاتيّ للتعلّم تساعد الطلّاب على التمييز الدقيق بين المادّة التي تمّ تعلّمها بشكل جيّد والمادّة التي تمّ تعلّمها بشكل أقلّ جودة، وبالتالي سوف ينظّمون دراستهم بشكل أكثر فاعليّة.

يُنشِّط عمليّة التعلّم، ويسهم في بناء معلومات ما وراء معرفيّة، ومعتقدات حول المعرفة، والبحث الذاتيّ عنها، ومواصلة القراءة والدراسة.

 

ويتّضح ممّا سبق الأهمّيّة القصوى للتعلّم المنظّم ذاتيًّا في تحسين العمليّة التعليميّة ورفع كفاءة طلّابها، نظرًا لإسهامه في زيادة وعي الطلّاب بمستوى تفكيرهم، وبقدرتهم الذاتيّة على التعامل مع مختلف المواقف التي يواجهونها، كما أنّه يزيد من مستوى تفاعلهم مع المعرفة، ويسهم في تنمية مهاراتهم الإبداعيّة؛ في كافّة فروع المعرفة، كما أنّ له دورًا كبيرًا في رفع مستوى التحصيل الدراسيّ؛ الأمر الذي يجعل تدريب الطلّاب على استراتيجيّات هذا النوع من التعلّم ضرورةً قصوى، خصوصًا في العصر الحاليّ، الذي أضحى التغيّر المستمرّ سمةً بارزة من سماته."

 

 

التعلّم المنظّم ذاتيًّا والتحصيل الدراسيّ،

 فهد بن عايد الردادي، الناسخ العلمي للطباعة والتصوير، 2019م، صفحة 25-27