يُقدّم كتاب "التدريس الفعّال والمعلّم الذي نريد" رؤية شاملة لتأهيل المعلّم العصريّ، جامعًا بين الكفاءة العلميّة والمهارة التربويّة، ويعرض بأسلوب منهجيّ أساسيّات التدريس، مثل التخطيط والتواصل الصفّيّ واستراتيجيّات التعلّم النشط. يمزج الكتاب بين النظريّ والتطبيقيّ، مع مراعاة خصوصيّات البيئة التربويّة في العالم العربيّ.
يُعدّ الكتاب مرجعًا عمليًّا للمعلّمين في مختلف البيئات التعليميّة، ويسهم في تطوير التعليم ليكون أكثر إنسانيّة وتفاعليّة. وهو صادر عن دار الجنادريّة سنة 2014، ويتألّف من 324 صفحة.
المعلّم الذي نريد
يتناول الفصل الأوّل موضوع "المعلّم الذي نريد"، مُبرزًا أهمّيّة إعداد معلّم عصريّ قادر على مواكبة التحوّلات التربويّة والتكنولوجيّة. يستعرض الفصل مفهوم التربية المستقبليّة، ويقارن بين الدور التقليديّ للمعلّم بصفته ناقلًا للمعرفة، ودوره الحديث بصفته ميسّرًا للخبرات التعليميّة ومصمّمًا لها. كما يوضّح الأدوار المتعدّدة للمعلّم ومهاراته المطلوبة، مثل التفكير النقديّ والتواصل والقيادة واستخدام التكنولوجيا.
المهمّات الأساسيّة في التعليم والتعلّم
يعرض الفصل الثاني المهارات الأساسيّة التي يحتاج إليها المعلّم لضمان تعلّم فعّال، بدءًا من فهم استعدادات الطلّاب وخلفيّاتهم، وصولًا إلى تحديد الأهداف التعليميّة بدقّة. يركّز الفصل على دور المعلّم في تحفيز الطلّاب، وضبط الصفّ، واختيار الأساليب التعليميّة المناسبة، والتخطيط والتقويم. ويقدّم إطارًا متكاملًا لدور المعلّم باعتباره مخطّطًا وميسّرًا ومقوّمًا، مؤكّدًا أهمّيّة التكامل بين عناصر العمليّة التعليميّة، ومساعدًا المعلّمين في تطوير أدائهم بطريقة منهجيّة تتمحور حول المتعلّم.
التخطيط للتدريس
يركّز الفصل الثالث على التخطيط للتدريس باعتباره عمليّة منهجيّة تنظّم الجهد التعليميّ، وتضمن تحقيق الأهداف بكفاءة. فيشرح مفهوم التخطيط باعتباره رؤية شاملة للمنهج والطالب والبيئة الصفّيّة، ويستعرض مبادئه ومستوياته، من السنويّ إلى اليوميّ. كما يوضّح مكوّنات المخطّط اليوميّ، ويقدّم مهارات صفّيّة أساسيّة، مثل إدارة الحوار وطرح الأسئلة وضبط الوقت.
الاستعداد للتدريس
يركّز الفصل الرابع على الاستعداد الفعليّ للموقف التعليميّ باعتباره عنصرًا أساسيًّا لنجاح التدريس، موضّحًا أثره في ضبط الصفّ وتحقيق الأهداف التعليميّة. يتناول الفصل المبادئ الأساسيّة للاستعداد، مثل الإلمام بالمحتوى، وتوقّع التحدّيات، وتهيئة بيئة محفّزة. كما يستعرض طرائق التدريس المناسبة لمواقف متنوّعة، مشدّدًا على أهمّيّة التنوّع والمرونة. ويُبرز دور الموادّ التعليميّة في تعزيز الفهم وتنويع العرض، مع عرض لأهمّ الوسائل التي يحتاج إليها المعلّم داخل الصفّ.
التعلّم الصفّيّ الفعّال وخصائصه
يركّز الفصل الخامس على التعلّم الصفّيّ الفعّال بوصفه عمليّة تمكّن المتعلّم من الفهم والتفاعل والتطبيق، وليس مجرّد نقل للمعرفة. يقدّم معايير التعلّم الفعّال، ويستعرض العوامل التي تسهم في تحقيقه، مثل البيئة الآمنة، ومراعاة الفروق الفرديّة، وتحفيز الطلّاب. كما يُبرز خصائص التعلّم الفعّال، مثل مركزيّة الطالب، ويشرح كيفيّة تعزيز ديمومة التعلّم بربطه بالحياة الواقعيّة والتكرار البنّاء.
العوامل التي تؤثّر في التعلّم الصفّيّ الفعّال
يتناول الفصل السادس العوامل النفسيّة والبيئيّة والتربويّة المؤثّرة في فعّاليّة التعلّم الصفّيّ، مستهلًّا بأهمّيّة الدافعيّة محرّكًا داخليًّا للتعلّم، وضرورة تنميتها. ويستعرض مفهوم الاستعداد وأنواعه، ويؤكّد دور التدريب والتكرار في ترسيخ التعلّم طويل الأمد. كما يناقش أثر المناخ الصفّيّ في تفاعل الطالب، ويختم ببيان تأثير الثواب والعقاب في السلوك والتعلّم.